التأمل هو الجواب الوحيد لكل أسئلة الأنسان... ربما يكون الإحباط...ربما الأكتئاب.. ربما الحزن.. ربما فقدان معنى الحياة.....ربما القلق....المشاكل يمكن أن تتعدد ولكن الجواب واحد...
التأمل هو الجواب ...

اسهل طريقة للتأمل هي مجرد المراقبة ....يوجد مئة و اثني عشرة طريقة للتأمل..... ولكن المراقبة هي الجزء الأهم في كل هذه الطرق المئة و أثني عشر.....لذا....
بالنسبة لي المراقبة هي الطريقة الوحيدة.....و المئة والاثني عشرة طريقة هي مجرد تطبيقات للمراقبة....
الجزء الأهم روح التأمل هو أن تتعلم كيف تراقب(تشاهد)

؟ فأنت ترى شجرة : انت هناك....الشجرة هناك...لكن ألا يمكنك أن تجد شيء أخر!!

أنك ترى الشجرة .... وأنه هنالك مراقب فيك... يرى أنك ترى الشجرة...
فالعالم ليس مقسم إلى موضوع وذات (فاعل ومفعول به).... هنالك شيء أخر وراء الاثنين....

هذا الماوراء هو التأمل....


وهذا في كل فعل ....أنا لا اريد أن يجلس الناس لمدة ساعة او نصف ساعة في الصباح أو في المساء
فهذا النوع من التأمل لن ينفع.... لأنك أن تأملت لمدة ساعة... فأنك في الثلاث والعشرين الأخرين ستفعل العكس..!!


التأمل ممكن أن يغلب... والمراقبة طريقة من الممكن أن تمتد على مدار الأربع والعشرين ساعة في يومك...
تناول الطعام... ولكن لا تتحد مع المتناول.... الطعام هناك... المتناول هناك....
وأنت هنا تراقب....
أمشي.... دع الجسد يمشي.... لكن أنت ببساطة راقب...

تدريجيا ستظهر لذتها.... وإن لها لذة....


وعندما تستطيع مراقبة الأشياء الصغيرة...
غراب ينعق ....انت تسمع هنالك ....الفاعل والمفعول به.... ولكن ألا يمكنك مراقبة من يرى الأثنين ؟..
الغراب... والمستمع ...ولا يزال هنالك أحد يراقب الأثنين معا....
إنها ظاهرة بسيطة.....


ثم يمكنك ان تنتقل إلى طبقات أعمق..... يمكنك ان تراقب أفكارك.... يمكنك ان تراقب مشاعرك.... و أمزاجتك....
لا حاجة لتقول أنا حزين.... في الحقيقة....
أنك المراقب لتلك الغيمة من الحزن التي تمر فوقك.....
هنالك غضب من الممكن ببساطة أن تراقب.... لا حاجة لأن تقول أنا غاضب....
فأنت لم تغضب قط ولا يمكنك أن تغضب....
أنت المراقب دائما... الغضب يأتي ويذهب.... أنت مجرد مرآة ...تأتي الأشياء... وتنعكس...ثم تمضي...
ولكن المرأة تبقى فارغة و نظيفة لا تخدشها المنعكسات....
المراقبة هي ان تجد مرأتك الداخلية....

وعندما تجدها تبدء المعجزات تحصل.... عندما تصبح ببساطة مراقبا.... لأفكارك ....تختفي الأفكار...

وفجأة هنالك صمت عظيم لم تعرفه قط....
عندما تراقب أمزجتك... غاضب... حزين... سعيد... فجأة تختفي.... وعندها صمت تختبر صمت اعظم....


وعندما لا يكون هنالك ما تراقبه....عندها الثورة... عندها طاقة المراقبة تعود لذاتها... لأنه لا يوجد شيء يمنعها...لا يوجد موضوع
وكلمة موضوع object جميلة
(لفظ object يعني المفعول به أو موضوع وبنفس الوقع المانع أو المعارض او يعارض )
فهي تعني ذلك الذي يعوقك... يمنعك.... وعندما لا يكون هنالك معوق لمراقبتك.... فهي ببساطة تعود لنفسها... إلى المصدر...
هذه هي اللحظة التي تصبح فيها متنور....
التأمل هو الطريق الوحيد.... والنهاية دائما تكون التنور... وأن تعرف تلك اللحظة... هو أن تعرف كل شيء....

عندها لا تعاسة...لا خيبة أمل...ولا فقدان لمعنى الحياة...
عندها لا تكون الحياة صدفة.... تصبح جزء من كلية الوجود... جزء مهما...و تظهر بركة عظيمة ...
عندما تشعر أن الكون كله بحاجة لك...


حاجة الأنسان الكبرى... أن يكون لازما... إذا كان أحد يحتاجك تشعر بالرضا...
لكن... إذا كان الكون كله بحاجة لك....عندها لا حدود لبركتك...
وهذا الكون بحاجة حتى لأصغر ورقة عشب.. كحاجته لأكبر نجم...

لا وجود لمسألة اللامساواة.... لا يمكن لأحد أن يحل مكانك.... إن لم تكن أنت هناك....
عندها ينقص الكون شيء... وسوف يبقى ينقصه هذا الشيء...ولن يكون كاملا....
هذا الشعور بأن هذا الكون الهائل... يحتاجك ينهي كل تعاستك...


ولأول مرة تصل إلى مكانك (إلى حيث تنتمي)...