العقل الباطن لا يفرق بين الحقيقة وغير الحقيقة ولا يعقل الأشياء، وهو يقوم بعمل ما تمليه أنت عليه فإذا قلت لنفسك : " أنا لا أستطيع أن أقوم بعمل ذلك " أو إذا قلت لنفسك : " أنا أستطيع عمل ذلك "، فإنه ما تقوله لعقلك الباطن هو الذي سيحدث فعلا .

هناك من يقول: " كيف أتوقع أي شيء سار من هذه الحياة؟ فأنا أعمل بجهد كبير كل يوم وعندي خمسة أطفال وعندي مشاكل في العمل والمنزل لدرجة أنني لا أستطيع دفع كل المستحقات الشهرية وأكون محظوظا لو استطعت بالكاد أن أحافظ على ما هو عندي فعلا، وبعد هذا تريدني أن أتوقع الخير .. أنت قطعا تمزح " !!

بالطبع كل منا يمكنه أن يفكر بنفس الطريقة حتى أنه من الممكن تأليف كتاب عن كل ما يحدث خطأ في هذه الحياة ويسبب لنا المشاكل ونتساءل: كيف أن هذه الدنيا ليست عادلة بالنسبة لنا، ولكن في نفس الوقت الذي يندب البعض حظهم لما ينالونه في هذه الدنيا، هناك أشخاص آخرون يعيشون أحلامهم ويتوقعون النجاح دائما وينجحون بالفعل.

وعليك أن تفكر ولو للحظة في كل الناجحين العظام الذين واجهوا عقبات كبيرة ولكنهم توقعوا النجاح وفعلا نجحوا، وعندما يعيش الناس حياتهم بطريقة تعسة فإن ذلك يكون بسبب توقعاتهم بأن أشياء سلبية ستحدث لهم وفعلا هذا ما يجنونه في هذه الحياة.

وقال الدكتور نورمان فينسن بيل في كتابة " التفكير الإيجابي " : إنه من الممكن أن نتوقع أحسن الأشياء لأنفسنا رغم الظروف السيئة ولكن الواقع المدهش هو أننا حين نبحث ونتوقع شيئا فإننا غالبا ما نجده.

وفي كتابه " بهجة العمل" قال نيس واتلي " التوقعات السلبية ينتج عنها حظا سيئا ".

يركز الأشخاص التعساء على فشلهم ونقاط الضعف فيهم، وأما السعداء فإنهم يركزون على نقط القوة فيهم وقدراتهم على الابتكار، فمهما كانت توقعاتك سواء سلبية أو إيجابية فإنها ستحدد مصيرك، وهناك حكمة تقول " نحن نتسبب في تكوين وتراكم حاجز الأتربة ثم نشكو من عدم القدرة على الرؤية"، فنحن نتوقع الفشل وعندما نحصل عليه نشكو ونندب حظنا.. فإنك عندما تبرمج عقلك على توقعات إيجابية ستبدأ في طريقك لاستخدام حقيقة قدراتك ويكون بإمكانك أن تحقق أحلامك.

وفي كتابة " العقل والجسد " قال الدكتور مصطفى محمود : " على طريق النجاح نواجه ما نتوقعه " .