المسؤولية


كثيراً ما تتردد على مسامعنا كلمة المسئولية .
هناك من يدرك معناها وحجمها . . ومنهم من تمر عليه مرور الكرام


لذا وجب علينا أن نتوقف قليلا لنتعرف عليها أكثر وعن كثب


إن المسئولية فى اللغة هى ( ما يكون به الانسان ملزماً ومطالباً بعمل يقوم به )


وهى أيضا ( تكليف يعقبه حساب )


إذن فهى كل عمل يناط به شخص ما مثل
( دوره فى المجتمع – واجباته تجاه نفسه وتجاه المحيطين )
ويُسأل عنه وعدم قيامه به يعد تقصير


وهى تتطلب منا أن نستثمر خبراتنا وجهودنا لخدمة أنفسنا وخدمة من حولنا



وتحدد مسئولية كل فرد طبقاً لموقعه ومكانه ومكانته وقدراته وخبراته


وقد تختلف المسئولية من شخص إلى آخر وقد تتنوع مسئوليات نفس الشخص الواحد



والمسئوليات تشمل :



المسئوليات الدينية :


وهى مشتركة بين كل الناس رجالاً ونساءًا من كان منهم بالغاً عاقلاً
وتشمل كل الفروض التى أمرنا الدين أن نلتزم بها







المسئوليات المدنية والقانونية :


وهى الإلتزام بالقوانين التى شرعتها الدولة التى نقيم بها
أيا كانت ومخالفتها يعد جرماً



المسئوليات الإجتماعية أو الأخلاقية :


وهى تشكيل للعلاقة بين الفرد والمحيطين به فى إطار من العرف والعادات والتقاليد



ولكن أحب أن أخص بالتفصيل أكثر المسئولية داخل الاسرة


فالزوج عليه دور والزوجة أيضاً وكذلك الأبناء


فنجاح أى أسرة يبنى على مدى تكامل الأفراد فى أداء مسئولياتهم



ورغم أن الأبحاث التربوية تؤكد أن نجاح الأسرة أو فشلها سببه الرئيسى هو الزوجة


إلا أننى أرى أن مسئوليات الزوج أهم ولن يكمُل دور المرأة
دون تواجد السند وهو الرجل


فهناك أساسيات مسئول عنها الرجل حتى تستطيع الزوجة أن تقوم بواجباتها


فالرجل مسئول عن إنشاء الأسرة . . وتحمل مسئولياتها .
. وهو الدرع الواقى الأمامى والخلفى فى الأزمات



فالزوج هو من يوفر الامان . . الأمان النفسى والعاطفى والمادى


ومسئوليات الزوجة تكون داخل مسئوليات الرجل . .
فهما مسئوليتان متكاملتان


لا تصلح إحدهما بفساد الأخرى


والأبناء كذلك لهم دور فى الأسرة


عودى إبنك على تحمل المسئولية . . علميه الأعتماد على النفس


علميه أن يرتب لعبه


إجعلى له دور داخل الاسرة يستشعر من خلاله بأهميته
وأنه جزء لا يتجزأ من كيان أسرته
واجعلى هذا الدور يكبر معه بكبر سنه
إمنحيه الفرصة ليشارك فى وضع خطط للأسرة
إصغى إلى آراؤه بإهتمام
استشيريه فى الأمور الحياتية اليومية البسيطة


إنك بهذا تؤهلينه تدريجياً على تحمل المسئولية بحب


لأن المجتمع الآن ملئ بنماذج كثيرة لأشخاص
يتهربون من مسئولياتهم على كافة المستويات


فى العمل . . فى المنزل . . حتى المسئوليات الدينية


حتى إن التهرب من المسئولية أصبح فن . . وهناك من يجيده بجدارة


ومن فرط ذكائهم يتملصون منها بخفة
وربما يحملون أوزار فشل تحقيق مسئولياتهم لآخرين


وهذا نراه كثيراً جداً هذه الأيام


فكل فرد برئ من أى إنحراف داخل مؤسسته المسئول عنها سواء أسرته أو عمله


ولكن لو حدث العكس وكان الأداء متميزاً
فيسعى الكل للتسابق للفوز بلقب المسئول عن النجاح


كما أن تكرار الفشل فى بعض المهام تجعل الشخص يتهرب من المسئولية


ورغم هذا فالمتهرب من المسئولية لا يعترف بذلك أبداااااااااااااا


فهو واثق من نفسه لدرجة تمنعه من الإصغاء للغير


مستبد برأيه جدا . . يظل يحلل لك آراءه ومبادئه
حتى لو كانت متناقضة حتى تستسلم له فى النهاية


لديه حساسية زائدة من أى نقد ولو بسيط يوجه إليه


هذا الشخص يعلم جيداً أنه يلعب لعبة . .
ومعتقد أنه لفرط ذكاؤه فلن يكشفه أحد

للأسف تلك النماذج كثرت هذه الأيام


وعلينا الآن أن نتدارك مسئولياتنا ونهتم بها


و نعمل تقويم لما انفرط من مسئوليات تهرب منها أصحابها


فلن ننظر من بعيد ونتخلى عن أدوارنا تدريجياً



إذن فالفرد منا مطالب بمسئوليات كثيرة


فكيف نتمكن من أداء مسئولياتنا بشكل صحيح

1) اعرف مسئولياتك وحددها جيداً

2) اشغل نفسك بمسئولياتك أولاً فمن انشغل بغير المهم ضيع الأهم

3) لا تؤجل المسئوليات حتى لا تتراكم عليك

4) جدد فى طريقة أدائك لمسئولياتك حتى لا تمل سريعاً وتتحول المسئولية إلى أعباء شاقة

5) أحبب مسئولياتك يتحسن انتاجك

6) المسئولية تجعل عقلك أنضج وتجعل قدراتك على التحمل أكثر

7) تطوير أداءك وتنمية خبراتك يسهل عليك مسئولياتك . . أو يزيدها

8) مهما استشعرت ثقل المسئولية لا تتردد فى تحملها وكن موقناً بأن لديك الكثير لتقدمه


وأخيرا . . احرص ان تكون متميزاً عن الآخرين . .
كن واثقاً بنفسك . . بقدراتك . . بخبراتك . . كن سباقاً إلى تحمل المسئولية



واعلم أن تحمل المسؤولية فن . . إعمل على إجادته
وقتها ستقف بكل فخر . . وتتقدم بخطوة لتقول



أنا مسؤول



والآن


فلنبدأ بأنفسنا ونحاسبها


ونتساءل


هل كل منا يقوم بمسئولياته ؟؟؟؟؟؟؟