هناك الكثير من الحِكم والاقوال التي عادة ما نُرددها، أو نمر عليها مرور الكرام، دون أن نتمعن في معانيها، ودون أن نتخذها منهجاً لمسار حياة. وقد مرّ في التاريخ وفي أكثر من جُغرافيا الكثير من البلغاء والحكماء، والتي ما زالت أقوالهم وخاصة تلك التي لا تتعارض مع القيم والاخلاق تتردد على مسامعنا، ومن هذه الاقوال، الحكمة التي تقول الحاجة أُم الاختراع. ولكن هناك لم يقرأ هذه الحكمة وحسب بل إنه مُنغمس فيها حتى النهاية، إنه الشعب الذي لا يهدأ، والذي عبر التاريخ بصماته في أرادة الحياة واضحة للعيان بما لا يقبل الشك، بدءً من هيروشيما وصولاً الى التسونامي الاخير، إنه الانسان الياباني.


مرة جديدة، نحُط رحالنا في بلاد الشمس المُشرقة، اليابان، على أختراع طريف ولكنه مُفيد، كبسولات كروية تُشبه كرة التنس، ومصنوعة بشكل تكون دائما عائمة، وذلك للحماية من الغرق والاصطدام، في حالة تعرض اليابان لكارثة مُشابهة.





قامت شركة يابانية صغيرة، تُسمي شركة كوزمو للطاقة، وموقعها الى الغرب من طوكيو، بوضع تصميم للكُرة العائمة، والتي أطلقت عليها تسمية” سفينة نوح”، وبدأت بتنفيذ فكرتها، وأطلقت العنان للأعلانات التجارية عن مزاياها، وأبرزها مقاومة الزلازل وموجات المّد في حالة الفيضانات.




قطرها يبلغ أربعة أقدام، قادرة على إستيعاب أربعة أشخاص بالغين، وهي مزودة بثقوب للتنفس من الجهة العلوية، والتي تسمح بدخول الهواء، والتي وصلت تكلفتها إلى أكثر من 2500 يورو.




الكبسولة العازلة، مصنوعة بالكامل من ألالياف الزجاجية” الفايبر غلاس” ، ومُصممة للصمود أمام الامواج العاتية والفيضانات، كتلك التي أصابت اليابان في 11 آذار، وحصدت معها أكثر من 20 ألف قتيل.



وقد صرّح صاحب الشركة، شوجي تاناكا، بأن وصلت كلفة التصنيع إلى ما يُعادل 300 الف ين ياباني، إي ما يُساوي 2525 جنيه إسترليني، وإنه لم يبدأ بعد بحملة دعائية على مستوى واسع، وقد تلقى حتى الآن طلبات تفوق ال 600 كبسولة.
كلما وقع البصر، على أحد ألاختراعات اليابانية، كلما زاد الأعجاب بأرادة وإصرار هذا الشعب المُفعم بحب الحياة.