عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
معركـــــة التوافيهـ ..!!
هناك أمور ومُنغصات تحدث لنا في حياتنا اليومية بشكل متكرر وشبه روتيني،
وهي قد تجنح بعقولنا فتصبح شاردة مغتمة، فنشعر وكأننا نحمل الدنيا فوق رؤوسنا .
بل إن البعض منا هو أشد كدرا من ذلك، فتراه متضايقا مـ♡̷̴̬̩̃̊ـٍْْنٍْْ كل شيء حتى مـ♡̷̴̬̩̃̊ـٍْْنٍْْ نفسه التي بين جنبيه.
ولو تأملنا في الأسباب ذلك لوجدناه متناثرا هنا وهناك فِـ♡ـيْ سويعات من الليل والنهار.
فانظر كيف نكون متضايقين من زحمة الطريق في الغدوة والروحة، فنحن في شبه معركة كأن فيها كل من في الطريق خصم لنا.
ثم نحن في أعمالنا قد نشعر بالضيق والضجر من كلمة قد قيلت من رئيس أو زميل.
وهنا نحن بعد ذلك ربما نخاصم صاحب ذلك المحل الفظ في تعامله فوددنا لو أننا رددنا له الكيل كيلين. وها نحن أيضا في بيوتنا نتأفف من كل صغيرة وكبيرة.
كل هذه الأحداث البسيطة قد تكون متتالية أو متباعدة في يوم واحد، لكنها عندما تجتمع تصبح عبئا علينا، و قد تدفع بنا نحو التوتر والقلق.
فلا يمكن أبدا أن نعيش في دعة وهناء إذا كنا نخاصم كل شيء من حولنا، فلابد إذا مـ♡̷̴̬̩̃̊ـٍْْنٍْْ غض الطرف بين الحين والآخر. ويقول الشاعر:
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت واي الناس تصفو مشاربه....
وقد يجدها البعض ثقيلة على النفس أن يدع هذه المنغصات تُحّلق من حوله دون أن يردعها،
فالنفس جُبلت على حب الانتصار للذات ، و نحن بشر نغضب ونتضايق ونتفاعل مع الأحداث اليومية.
نعم
كل ذلك صحيح، ولكن لا يعني ذلك أن نكون متحفزين أو مشحونين نفسيا في حرب توتر وقلق على كل صوت وكلمة وحركة تصدر من حولنا.
فقد ينقضي العمر وأنت تحاول أن تصرعها فتصرعك، وقد وصفها
محمد الغزالي رحمه الله
حق الوصف حين قال « لا تدع التوافه تغلبك على أمرك «.
وربما ننتصر في معركة أو معركتين في حرب التوافه اليومية، ولكننا لن نكسب الحرب أبدا بل والعكس من ذلك تماما، قد نكون في نهاية المطاف نحن الخاسر الأكبر.
فالتوتر والقلق اليومي المتكرر ينتج طاقة سلبية تؤثر على أجسامنا فتسبب لنا أمراضا عضوية مثل ضغط الدم والصداع والقرحة، إضافة إلى الضغوط والتأثيرات النفسية.
المفضلات