إن الناس الذين يَحْيَون حياة المألوف سوف يصابون بالدهشة والتعجب، حين يدركون بين فترة وأخرى أنهم كانوا فاقدين إحساسهم بمرور الوقت طوال شهور أو أعوام مضت ..
أي أنهم كانوا خارج التوقيت تماماً.

كنت أظن بأن مفهوم " التمرد " لا يعني سوى الخروج عن السرب، أو الإنشقاق عن الفكر السائد أو العادات والتقاليد الموروثة - وهو أمر مرفوض إجمالاً من الكثيرين.

غير أن هناك كتاباً يخص هذا الأمر جذبني إلى قراءته، حين استوقفني فيه قول جميل للسير سيسل بيتون (1904- 1980) مصمم الأزياء المسرحية ومصور الـ( بورتريه ) :

"كن جريئاً .. كن مختلفاً .. لا تكن عادياً .. كن أي شيء يعزز نزاهة الهدف ووضوحه أمام مخلوقات المألوف وعبيد المعتاد".


عندما قرأت هذه المقولة حفزتني بشكل غير عادي كي أخوض أكثر في تفاصيل هذا الموضوع :
(التمرد على الحياة)


لأني لم أكن أعلم أن هناك نوعاً من البشر- وهم كثر- يُسَمّون : عبيد المعتاد.

كما أني أردت التأكد من نفسي حين شككت باحتمال أن أكون مثلهم، فأخذت أراجع كل العادات والتفاصيل اليومية التي أؤديها، لأدرك بعد ذلك أمراً آخر، وهو أن الوقت يمر بسرعة خيالية حين نحيا حياة الـ( روتين ) على نحو أحادي اللون والطعم والرائحة.

وفي الواقع، لا أرى أن الوقت نفسه يمر سريعاً أو بطيئاً؛ فهو من الأمور المستقرة على وتيرة ثابتة في الكون، غير أن إحساسنا بها هو المتغير الذي يجعله يبدو سريعاً أو بطيئاً في نظرنا.

وبالنسبة إلى الناس الذين يحيون حياة المألوف فهم يصابون بالدهشة والتعجب، حين يدركون بين فترة وأخرى أنهم كانوا فاقدين إحساسهم بمرور الوقت طوال شهور أو أعوام مضت ..
أي أنهم كانوا خارج التوقيت تماماً.