العقل النامي
أساليب تحسين الذاكرة
الأطفال بحاجة إلى مزيد من الوقت لفهمها وإتقانها
كلنا يعلم أن عقول الرضع لديها قدرة غير عادية على التعلم. فعلى سبيل المثال، نجد أن الطفل يتعلم ما بين عامه الأول والثالث حوالي 2500 كلمة (أي من ثلاث إلى أربع كلمات جديدة في اليوم)، ومع هذا فإن الأطفال الصغار يؤدون أداءً ضعيفًا في الاختبارات التي تتعلق بالذاكرة مقارنة بالأطفال الأكبر سنًّا أو البالغين، فعلى سبيل المثال نجد خلال اختبارات حفظ مجموعة من الأرقام واسترجاعها- أي تذكر الأرقام وأعادتها مرة أخرى- أنه بإمكان الأطفال في مرحلة الحضانة تذكر حوالي أربعة أرقام.
أما الأطفال الذين يبلغون من ست إلى ثماني سنوات بمقدورهم استرجاع حوالي خمسة أرقام، والأطفال من تسعة إلى اثني عشر عامًا يتذكرون سبع أرقام، أما طلاب الجامعة فيتذكرون نحو ثمانية أرقام. وفي الغالب نجد أن الأطفال الصغار يؤدون أداء سيئًا في المهام والاختبارات التي تتعلق بالذاكرة وذلك لأنهم أقل عرضة لاستخدام استراتيجيات وأساليب الذاكرة. فعلى سبيل المثال، لا يقوم الأطفال في المرحلة التمهيدية بتكرار المعلومات لكي يتذكرونها، و هو أسلوب بسيط يقوم به الأطفال الأكبر سنًّا نسبيًّا بصورة طبيعية، كما أن الأطفال الصغار يجدون صعوبة في معرفة وتحديد المعلومة التي تتعلق بحل إحدى المشكلات، كما أنه من الصعب عليهم أيضًا أن يتخلصوا من تشتت الذهن ويركزوا فقط على المهمة التي بين أيديهم. ويعود أحد أسباب ذلك إلى بطء نمو بعض أجزاء من المخ- وخاصة الفصوص التي تقع في مقدمة الجهة- والمسئولة عن مهام التخطيط، والتنظيم والتركيز. ويوضح عالم النفس الروسي إل إس فيجوتسكى أن ضعف الذاكرة بين الرضع هو مسألة تتعلق بانعدام الخبرة وليست دليلاً على القدرات العقلية المحدودة، وطبقًا لنتائج التجارب التي قام بها، فإن ما يساعد الصغير على التعلم والتذكر بشكل جيد هو تعريفه بالاستراتيجيات وأساليب التخطيط التي يمكن أن يقوم بتطبيقها.


استخدام وسائل تحسين قدرة الذاكرة
يمكن تصنيف الأساليب التي يمكن تطبيقها لتحسين أداء الذاكرة إلى ثلاث فئات. أولاً: التكرار يعنى إعادة أو سرد المعلومات المراد تذكرها فيما بعد لكي تعلق بالذاكرة لحين الحاجة إلى استرجاعها.
ثانيًا: التنظيم الذي يعنى تصنيف المعلومات في فئات صغيرة ذات معنى. فإذا ما كنت ستذهب إلى متجر البقالة على سبيل المثال، فسيكون من السهل تذكر ما ستحتاج إليه إذا ما قمت بتقسيم الأشياء إلى مجموعات صغيرة مثل احتياجات الإفطار، والغداء،والعشاء. وثالثاً: الإسهاب ويعنى إضافة معلومات أخرى كي تساعدك على تذكر شيء ما، إن أسلوب الإسهاب يساعد على التذكر سواء كانت المعلومة الإضافية حقيقية أم لا. فعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل يدرك جيدًا معنى كلمة جبن أو جبان، فمن المنطقي إذن أنه قد يستخدم تلك المعلومة (وربما لا شعوريًّا) لكي يتذكر ويسترجع معاني كلمات مثل: جبَّانة، وليس هناك في حقيقة الأمر أي علاقة بين هذه الكلمات من ناحية الأصل الاشتقاقي، ولكن التشابه بينها في الصوت والمعنى يساعد على تذكرها واسترجاع معانيها.