مقدمة عامة: تشهد الرياضيات تطورا ًسريعاً في مناهجها وطرائق تدريسها لدرجة أن بعض المختصين في تعليم الرياضيات يرون أنهم لم يعودوا قادرين على مواكبة هذا التطور, وعلى الرغم من هذا التطور لم تعد الرياضيات قادرة على حل المشكلات وبناء الأسس العملية للتفكير لدى الطلاب. لذلك ارتأى العلماء أن ينصحوا المربين والمعلمين والطلاب بتركيز نظرهم على التعليم المستقبلي وأن يتم توجيه عقول الجيل القادم نحو التفكير وحل المشكلات . فهناك مثل صيني مشهور يقول ” أعطني سمكة أشبع اليوم وعلمني كيف أصطاد أشبع مدى الحياة “ إن التفكير بات ضرورة من ضروريات الحياة بالنسبة للإنسان ولا غنى عنه كالتنفس، ويبدو أن التعلم الفعال لمهارات التفكير الإبداعي أصبح حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، لأن العلم أصبح أكثر تعقيداً نتيجة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شتى مجالات الحياة. وسوف نتناول في هذا المقالات الركائز الأساسية الذي يعتمد عليها التفكير، تعريفه، أدواته، وأنماطه، وطرائقه. ما هو التفكير؟ الفكر عموماً يعني: إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول. والتفكير: هو إعمال العقل في مشكلة للتوصل إلى حلها. الفِكَر: هي جمع أفكار، وهي تردد الخاطر بالتأمل والتدبر بطلب المعاني. هذا في اللغة، أما في الاصطلاح فهناك تعريفات متعددة منها : تعريف 1: التفكير هو: ((العملية الذهنية التي ينظم بها العقل خبرات ومعلومات الإنسان من أجل اتخاذ قرار معين إزاء مشكلة أو موضوع محدد)) تعريف 2: التفكير هو( سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير تم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة اللمس ، البصر ، السمع ، الشم، التذوق)) إن التفكير مفهوم معقد ينطوي على أبعاد ومكونات متشابكة تعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري، فقد توصلت البحوث والدراسات البيولوجية والعصبية حول تكوين الدماغ البشري وتطوره إلى معلومات قيمة عن تركيب الدماغ أدت إلى ظهور تفسيرات جديدة لوظائفه، فالدماغ البشري عند الولادة يحتوي ما بين 100و200بيلون خلية عصبية. يقارب حجم كل 100ألف خلية منها حجم رأس الدبوس، ويبلغ طول الوصلات العصبية بين هذه الخلايا 10آلاف ميل في الإنش المكعب. ومع أن وزن الدماغ يبلغ حوالي 2% من وزن الجسم , إلا أنه يستخدم 20% من كامل الطاقة التي يصرفها جسم الإنسان, أما سرعة نقل المعلومات فيه فتصل إلى سرعة 250 ميل في الساعة، وتعبر بين جانبي الدماغ الأيمن والأيسر بلايين الوحدات Bits من المعلومات في الثانية، ويقدر ما يستخدمه الإنسان من طاقة الدماغ بنسبة تقل عن 5%. مثال عملي: (حاول مثلاً أن تحل المسألة التالية : ما نصف قيمة 2+2 ؟ هل تسمع نفسك وأنت تمر في خطوات الحل؟ هل تسمع نفسك وأنت تقرر ما إذا كنت تأخذ نصف 2،2 ثم تجمعهما . أم تجمعهما ثم تأخذ النصف ؟ إذا كنت تلاحظ ما يدور في ذهنك من عمليات، وإذا كنت تعلم الخطوات التي تقوم بها لكي تحل المشكلة أو تتخذ قرار فأنت تقوم بالوعي والتفكير. كيف نفكر؟ على الرغم من كون التفكير عمل يقوم به كل إنسان حي، إلا أنه حقيقة معقدة من حيث تفاصيلها وخطواتها، ويتفق علماء الجهاز العصبي على أن الدماغ الإنساني هو أعقد شيء في كون الله الواسع كما أسلفنا، غير أن هذا لا يعني استحالة الإحاطة العامة بمثل تلك التفاصيل والخطوات بعيداً عن التعقيدات ويمكن تلخيصها بما يلي: 1- وجود مثير في قوالب مختلفة تنجذب إليه عقولنا من خلال حواسنا (الانتباه). والعوامل التي تؤثر على قوة ذلك الانتباه ما يلي: ـ عوامل داخلية: كالدوافع، والقيم، والميول. ـ عوامل خارجية: كطبيعة المثير وقوته وموضعه ومدى حداثته. 2- ترجمة ذلك المثير في المخ بمساعدة الذاكرة والمخيلة إلى رموز يدركها العقل (أشخاص، أشياء، معاني) (الإدراك). 3- إعمال العقل لتلك الرموز من أجل الوصول إلى نتيجة معينة. ويمكن تقسيم العقل البشري في ضوء العملية الذهنية التي يقوم بها إلى: أ – العقل الواعي (الوعي): وعن طريقه يمكننا إدراك الأشياء والمعلومات ، وتخزينها وربط بعضها ببعض على نحو مفيد ، واتخاذ القرار بالفعل أو عدمه. ب – العقل الباطن (اللاوعي): وهو الذي يتحكم بالوظائف التلقائية (اللاإرادية) ، وتخزين الأحداث ودفع الإنسان لممارسة ما اعتاد عليه (العادات). وهناك تواصل بين الوعي واللاوعي وتكامل في الأدوار. تطوير مهارة التفكير: ثمة قانون يسمى ” قانون الاستخدام ” ويعني أن عدم استخدام أية قدرة عقلية إنسانية يؤدي إلى تعطيلها وبالتالي فقدانها، وكلما استخدمنا القدرات أكثر كلما نمت بشكل أفضل تماماً كالعضلات. و التفكير بادئ الأمر بحاجة إلى التركيز على هدف واحد في وقت واحد، ومحاولة استبعاد كل ما يشتت فكرك ويشغل ذهنك، ولبناء القدرة على التركيز الذهني والعقلي نحتاج إلى تمرين هادئ وطويل. يقول أحد علماء النفس المشهورين : “ليست العبقرية أكثر من تركيز الذهن” . وقال آخر:”:إن حصر الاهتمام هو أوّل مقومات العبقرية” . فالتركيز يزيل الخيالات المبعثرة ويساعد في تلاشي المعرقلات المادية أو الجسمية، مما يولد لدى الفرد قدرة الاحتفاظ بالاستقرار الذهني والوضوح. الاعتزال المؤقت يساعد أيضاً على التركيز والتفكير, حيث يفيد في التخلص من ضغوط الحياة وملل الروتين، ويزيد في النشاط العقلي، والاعتزال أو العزلة يحتاجها المفكرون والمعنيون بشؤون الأدب والفنون والإعلام بهدف استعراض الأفكار وغربلتها ومعالجتها بعمق، وكذلك في حياتهم العادية هم بحاجة لمواجهة أنفسهم وأوضاعهم والمشاكل التي يتعرضون لها ويتصورون الحلول لها. أيضاً من الأمور التي تساعد على التفكير” المشاكل”, فكل إنسان عرضة للمشاكل والصعوبات، والمشكلة فرصة لإظهار القدرات وتمثل تحدياً نفسياً وعقلياً فإذا ما هزم المرء نفسياً فحتماً ستتعطل القدرة العقلية لديه مما يحدث الضغط على الفكر ويغلق بعض أجزائه. البعض عندما يواجه مشكلة ما يرجعها على أنها حظ سيء، أما أصحاب المهارة الفكرية يعتقدون في كل مشكلة أن الحل موجود وإن كان مخبأ وواجبهم التنقيب عنه واستخراجه من مخبئه. والقدرة على المواجهة تعتمد على البعد عن التفكير الخاطئ الذي يعرقل المعالجة والمواجهة للمواقف. والاعتماد على التفكير الموضوعي الذي يساعد على حل المشاكل واتخاذ القرارات بإعطائه مفاتيح الحلول الصائبة للحياة اليومية، وبدراسة كافة الخيارات والتفكير في الإمكانات ومحاولة التوصل إلى عدة حلول وتدوينها، قد تبدو بعض الأفكار غير عملية ولكن التفكير فيها من الممكن أن يقترح حلاً آخر، وفي حالات التردد في اتخاذ قرار معين فإن أنجع وجهات النظر التي يتم اتخاذها غالباً ما تكون في حالة التأمل العميق والتفكير الموضوعي، ومن الجيد تدوين جميع الأفكار المتعلقة بالمواضيع المستقبلية، والمساعدة على اكتشاف معطيات جديدة في جميع المجالات العلمية. وتنمية مهارة التفكير الموضوعي لا بد لها من أن يكون المرء مدرباً على امتلاك ناصيتها بشكل واضح. ولكي يصل المرء إلى التفكير الموضوعي عليه ألا يكون مستغرقاً بالتفكير في الماضي وأحداثه وآلامه، فلا يحصد إلا المزيد من الألم والحسرة, وكذلك نلاحظ أن الماضي لا يعود ليغير المرء أحداثه ويصحح مساراته, ولكن الأمر الأهم هو استخلاص العظات والعبر عبر التفكير في الماضي للاستفادة منها في المستقبل، فيجب أن تعود نفسك على أن تعيش لحظتك، وأن تحصر نفسك فيما أنت فيه فقط، وانس أو تناس كل ما عداه, فإذا طغت موجة التفكير السلبي في الماضي فإن ذلك سوف يثبط عزيمتك ويؤدي بك إلى الفشل. وفي الحديث عن أهمية التركيز والعزلة والتفكير الموضوعي نأتي إلى أهم نقطة والتي أكدنا على أهميتها منذ اعتبارنا أن التفكير مهارة، وهي الناحية التطبيقية ( الممارسة). يقول الدكتور كوتنيك : “إذا كنت تجهد نفسك بكل التفاصيل الدقيقة فإنك لن تبدأ أبداً” فالبدء في التنفيذ ضروري حتى لا تطول عملية التخطيط دون التنفيذ . وممارسة التفكير تعطي فرصة أكبر لتمرين القدرة على الحكم العقلي تمريناً صائباً هادفاً، لأن مزاولة معظم الأعمال والمهن وممارستها تفرض علينا أن نعمل جدياً في كل مناسبة وكل وقت. وكما قيل : ” العبقرية هي حصيلة عمل دؤوب وجهد منظم في كل منحى من مجالات العمل والإنتاج والفكر “. هناك ثلاثة أنماط في التفكير فيما هناك نوع رابع من التفكير يسمى التفكير الرابع وهو الأمثل وسنقوم بعرض هذه الأنماط من التفكير في هذه السلسلة: أولاً- التفكير السلبي: عندما تجد نفسك تفكر في عجزك و تنسى قدرتك، وتركز على ضعفك و تنسى قوتك، وتتوقع فشلك ولا يخطر على بالك النجاح، فأنت تفكر بطريقة سلبية. فالتفكير السلبي يداهمنا عندما يسيطر علينا الشعور بالعجز والخوف، ونشعر بأنه لا فكاك منه. فنرى الجانب المظلم من الأشياء ونعجز عن رؤية الجانب المشرق منها, وكثيرون منا تنتابهم نوبات من هذا النوع من التفكير السلبي. وللتفكير السلبي نوعان : أ*- تفكير سلبي موجه نحو الذات: ويتمثل في القلق والاكتئاب والندم واليأس والإحباط. ب*- تفكير سلبي موجه نحو الآخرين: و يتمثل في انتقاد من حولنا والشكوى من تصرفاتهم والغضب منهم في بعض الأحيان. يسود التفكير السلبي في أوقات الأزمات، فهو بمثابة ردة نفسية نحو الشعور بالضآلة، إلا أن أصحاب التفكير الإيجابي يرفضون جميع أنواع التفكير السلبي بحجة أنه يركز التفكير على الفشل بدلاً من النجاح. ولكن البعض يرى أنه كما للتفكير السلبي مضار فإن له أيضاً فوائد، ومنها أنه _ يسمح لنا بالتعبيرعن أسوأ توقعاتنا. _ يدفعنا للحذر فهو بمثابة الكوابح التي تحد من انطلاق عربة التفاؤل الطائشة . فالتفكير السلبي مطلوب ولكن إلى درجة معينة، دون إفراط أو تفريط. ثانياً- التفكير الإيجابي: يركز صاحب التفكير الإيجابي على الجانب المشرق من أية مسألة أو مشكلة تواجهه, و يرفض التفكير في الجانب المظلم منها, فهو يرى الفشل مجرد خطوة في طريق النجاح. و يرى الضعف حافزاً على اكتساب القوة ودافعاً لتقديرها والحفاظ عليها. يمكننا أن نعتبر التفكير الإيجابي خطوة أبعد من التفكير السلبي. فالتفكير السلبي هو أول ما يخطرللإنسان عندما تواجهه مشكلة.و لكي يدخل في دائرة التفكير الإيجابي عليه أن يكتسب قدراً لا بأس به من الثقة بالذات و القدرة على السيطرة على مخاوفه. من فوائد التفكير الإيجابي أنه: _ يحفز على العمل ، فهو كالمحرك الذي يدفع عربة التفاؤل إلى الأمام. _ يحفظ الطاقة الإنسانية من أن تهدر وتستنزف في التفكير السلبي. ثالثاً- التفكير التقليدي و هو التفكير السائد لدى الغالبية العظمى من الناس. و هو لا يتطير سلباً و لا يتفائل. ولكن يكتفي صاحبه بتقليد الآخرين و متابعة خطاهم. لا يحتاج التفكير التقليدي إلى اكتساب مهارات جديدة، بل يتعلمه الشخص ضمن المكتسبات الاجتماعية التي يحصل عليها من المجتمع الذي ينشأ فيه. وأقصى ما يطمح إليه التفكير التقليدي هو تحصيل قبول الآخرين وهو لا يهتم كثيراً بالتميز أو بالنجاح. بل قد يرفض صاحب التفكير التقليدي السعي وراء النجاح إذا أحس بأن ذلك سيجعله مميزاً عن الآخرين و غالباً ما يكتفي بتحقيق نتائج متوسطة. و هذا هو أهم عيوب التفكير التقليدي:التفكير التقليدي يمنعنا من توظيف أفضل إمكاناتنا . فالمثل يقول:الرضا بالمستوى المتوسط من ألد أعداء التميز: ” The good is the enemy of the best” رابعاً- التفكير الرابع: يعد التفكير الأمثل هو النمط الرابع من التفكير الإنساني. فهو يتجاوز التفكير السلبي الغريزي ويتخطى التفكير التقليدي السائد ويفوق التفكير الإيجابي, ويمكن القول إن التفكير الأمثل يحاول أن يجمع كل نقاط القوة في أنماط التفكير الثلاثة السابقة (السلبي، الإيجابي، التقليدي) متجنباً مضارها. يطلق البعض على التفكير الأمثل مصطلح “التفكير التعظيمي”, وذلك لأنه يسعى إلى تعظيم إمكانات صاحبه إلى أقصى حد. ? صاحب التفكير الإيجابي يسعى نحو الأفضل هرباً من الأسوأ. ? أما صاحب التفكير الأمثل فيسعى نحو الأفضل لأنه يستحق الأفضل. ? صاحب التفكير الأمثل لا يختار حلاً تقليدياً يمنعه من التميز عن الآخرين، ولا يختار حلاً غريزياً يستسلم للهزيمة ويرى النصر مستحيلاً، ولا يختار حلاً إيجابياً زائفاً يركز على الإيجابيات ويتجاهل السلبيات. ? لا يقف صاحب التفكير الأمثل عند حل وحيد لأي مشكلة، لأنه يعرف أن لكل مشكلة أكثر من حل، وهو يختار الحل الأمثل. ? لا يقف صاحب التفكير الأمثل عند تحقيق المركز الثاني في سعيه للنجاح، فهو يسعى للمركز الأول, لأنه يؤمن بأنه أجدر الموجودين بالوصول لهذا المركز. ? لا يهتم صاحب التفكير الأمثل بتعريف الآخرين للنجاح, بل يهتم بتعريف المصطلح الأمثل من وجهة نظره هو. ? التفكير الأمثل يقدم أسئلة لا إجابات … يختلف نمط التفكير الأمثل عن بقية أنماط التفكير الثلاثة الأساسية في أنه يقوم على طرح الأسئلة. بينما تقوم أنماط التفكير الأخرى على تقديم إجابات نهائية. فنمط التفكير السلبي يمكن اختصار إجاباته في عبارة واحدة هي: “لا فائدة”. أما نمط التفكير الإيجابي فيمكن اختصار إجاباته في عبارة: ” كل شيء ممكن “. بينما يبدأ التفكير الأمثل في تناول أي موضوع بمجموعة من الأسئلة المتدرجة كما يلي : - ما هو أفضل نمط للتفكير في هذا الموضوع ؟ - ما هي أولوياتي الأساسية في هذا الموضوع؟ - ما هو الحل الذي أظنه الوحيد لهذا الموضوع ، و ما هو الحل الأفضل منه؟ - كيف أقلل خسائري إلى الحد الأدنى؟ - ما هو أفضل ما يمكنني تحقيقه في هذا الموضوع وكيف أصل إليه؟ كلنا نستخدم نمط التفكير من وقت إلى آخر، و لكننا لا نفعل ذلك بطريقة منظمة أو واعية. بل غالباً ما نستخدمه في الأمور العملية التي تبتعد عن عواطفنا.أما المسائل التي تتعلق بالمشاعر الشخصية فأغلبنا يعالجها بنمط التفكير الإيجابي. و يندر أن نعالجها بطريقة التفكير الأمثل. تصرف بحيث يمكنك أن تهمس لنفسك و أنت على وشك النوم : لقد فعلت أفضل ما في استطاعتي اليوم، ولم أترك نفسي ضحية لانهزامية التفكير السلبي و لا لزيف التفكير الإيجابي و لا لرتابة التفكير التقليدي. لقد كنت اليوم في أفضل حالاتي. مهارات التفكير. مهارة إدارة الأفكار: تولد الأفكار في لحظات خاطفة وقد تتلاشى من مخيلتك إلى الأبد, ما لم تسارع بتدوينها، وقد تظهر الأفكار المثمرة في أغرب الأوقات ولن تبزغ هذه الأفكار وأنت تعالج المشكلة المتعلقة بها، ولكن قد تواتيك ومضة من الاستبصار في الوقت الذي تكون فيه مشغولا بأعمال أخرى أو مشتركا في محادثة أو منصتا إلى محاضرة, آو قائما بالتدريس, أو عاكفا على قراءة كتاب أو مسترخيا بالمنزل، وحتى لو بدت هذه الفكرة لحظة ورودها واضحة تماما أو مهمة للغاية بحيث يستحيل نسيانها فهناك دائما احتمال أن تضيع منك فيما بعد . لذلك حينما تلمع في عقلك نواة لفكرة احفظها مباشرة بالكتابة للاستفادة منها في المستقبل، فالاحتفاظ بمذكراتك منظمة إبان البحث يستثير التفكير الناقد ويؤدي إلى اكتشاف أفكار جديدة . كيف تدير أفكارك؟ الإدارة بالأفكار أسلوب جديد لإنجاز الأعمال المطلوبة في المؤسسات الخاصة والعامة، وفي الواقع أن تجربة الإدارة بالأفكار يمكنك من خلالها تحقيق عدة فوائد : الأولى : نسبة إنجاز للأعمال كبيرة جدا مقارنة بالأسلوب القديم نسبة لا تقل عن 100% إلى 200%. الثانية : تفاعل جيد مع من تتعامل معهم في عملك اليومي. الثالثة : اكتشاف طرق جديدة في تبسيط الأعمال الروتينية اليومية مما يحقق السرعة في الإنجاز. الرابعة : استغلال الوقت بما هو نافع ومفيد لعملك الذي تعمل به ودراستك؟ الخامسة : تبسيط الأعمال اليومية والاستمتاع بها عوضاً عن ملاحقة الأعمال المراد إنجازها. كيف تتكون الأفكار الجديدة؟ الأفكار التي تحمل التجديد والابتكار وحل المشاكل في أعمالنا كثيرة، تمر علينا هكذا كالبرق الخاطف فنأنس بها, ولكن حالما تنقضي الثواني التي بزغت فيها هذه الفكرة ننساها في خضم أعمال الحياة اليومية، ثم تبرز في يوم آخر أو في نفس اليوم فكرة أخرى جديدة, ثم تذوب كما ذابت أختها. ترى لو عمدنا إلى تسجيل هذه الأفكار وتنفيذها ألن يكون ذلك أحد الطرق السريعة لاستخدام قدراتنا واستثمار أوقاتنا؟! تنفيذ الفكرة: تكون مراحل تنفيذ الفكرة الجديدة كالتالي ، فهي أولا ترد في ذهن الإنسان، ومن ثم إما أن تدون في ورقة أو في مذكرة وهذا سبب أساسي لحياتها ونشاطها، و إما لا تدون, وهنا نحكم عليها بالزوال وعدم الاستمرارية . ومن خلال تدوين الفكرة تأتي المرحلة التالية وهي مراجعتها مع النفس أكثر من مرة مما يعطي للنفس الفرصة للحكم عليها، فهي إما أن تكون جيدة أو غير جيدة، وبفرض أن الفكرة جيدة فهي تحتاج أيضا إلى مشورة الآخرين، والنتيجة إما أن يحكم الآخرين بعدم جديتها وعدم صلاحيتها أو يحكم عليها الآخرون بأنها فكرة جيدة, مما يؤدي بالتالي إلى تنفيذها وإخراجها إلى حيز الوجود. كيف تولد أفكاراً جديدة؟ أولا: احرص على الساعات الأولى من النهار: اجعل الساعات الأولى من عملك اليومي مخصصة للتفكير في تطوير حياتك … بمعنى آخر لا تنشغل في هذه الساعات بأعمال بالإمكان عملها في الساعات الأخيرة من يومك أو في وسطه. ثانيا:اجلس مع نفسك ودوّن كل الأفكار التي ترد إلى ذهنك: لا تستهين بأي فكرة فمعظم الأفكار الإبداعية كان تنفيذها شبه مستحيل في السابق. ثالثا: اقضي على قواطع التفكير : ومن أهمها الهاتف، والزوار وذلك من خلال تخصيص وقت معين تخلو فيه إلى نفسك في مكان ما من أجل التفكير والتخطيط. رابعا: رتب المعلومات : إن الفكرة الجديدة تحتاج إلى معلومات متوفرة, فاحرص على ترتيب معلوماتك من خلال الأرشفة أو استخدام الحاسب الآلي. خامسا: دفتر الجيب : يستفاد منه في كتابة الأفكار الجديدة وترتيبها. سادسا: المكان المناسب : للمكان دور مهم في توليد الأفكار، فالمكان الهادئ يساعد كثيراً على التركيز. سابعا: أوجد الحافز: إيجاد الحافز الواضح له دور في إيقاد الحماس للعمل ومن ثم توليد الأفكار . أخيراً وقبل أن ننهي موضوعنا لا بد من أن نذكر أن هناك طرقاً كثيرة لقتل الأفكار و تحطيمها، و في المقابل يوجد أيضاً عدد كبير من طرق تحفيز و تشجيع الأفكار حتى بدون الموافقة عليها أو الوعد بالعمل بها، و إليك بعضاً من هذه الطرق في كلا الحالتين: طرق كبح الأفكار: 1- فكرة جيدة، و لكن.. 2- غير عملية ولا يحبها الناس وتكلف كثيراً. 3- لا تمت بصلة إلى عملي. 4- هل سبق تجريبها بنجاح؟ 5- لقد حاولت تجريبها مراراً و لكنني لم أنجح! 6- مشكلتي مختلفة . 7- الفكرة سابقة لوقتها. 8- فكرة خيالية مثالية. 9- سأتركها الآن جانباً لأنها تحتاج مني إلى دراسة أكثر. طرق تعزيز الأفكار: 1- جيدة…و ماذا بعد؟ 2- تبدو ممتعة و مشوقة. 3- عظيم.. سأبدأ باختبارها. 4- ما نوع المصادر التي أحتاجها للقيام بها؟ 5- كيف أجعلها عملية وأقنع بها الآخرين؟ 6- ما هي مميزاتها؟ 7- كيف أتغلب على النواقص فيها؟ 8- ما هي خطة العمل لتنفيذ فكرتي؟ 9- أنا أحب هذه الفكرة وسأقوم بتحويل الفكرة إلى حل عملي. و بعد.. • استمع و حاول أن تفهم لماذا اقترحت هذه الفكرة أو تلك؟ • لا تقاطع المتحدث حتى ينتهي من عرض فكرته. • عزز الأفكار المطروحة و طورها. النجاح عبر مراحل العمر 4 – النجاح في سن الرابعة هو تناول طعامك دون مساعدة الآخرين. 12- النجاح في سن الثانية عشرة هو أن يكون لك أصدقاء. 16- النجاح في سن السادسة عشرة هو أن تحمل رخصة قيادة. 25- النجاح في سن الخامسة و العشرين هو أن تحصل على عمل. 35- النجاح في الخامسة و الثلاثين هو أن تمتلك الأموال. 50- النجاح في سن الخمسين هو أن تجزل العطاء للآخرين. 65- النجاح في سن الخامسة و الستين هو أن تحتفظ بعملك الذي حصلت عليه. 70- النجاح في سن السبعين هو أن تحتفظ برخصة القيادة التي حصلت عليها. 75- النجاح في سن الخامسة و السبعين هو أن يبقى لك أصدقاء. 80- النجاح في الثمانين هو أن تتناول طعامك دون مساعدة الآخرين. لا تنتظر شيئاً ? لا تنتظر ابتسامة الآخرين لتكون لطيفاً معهم. ? لا تنتظر ليحبك الآخر لتبادله حباً بحب. ? لا تنتظر الوحدة حتى تقدر أهمية الأصدقاء. ? لا تنتظر الحصول على وظيفة حتى تبدأ العمل. ? لا تنتظر الحصول على الكثير حتى تشارك بالقليل . ? لا تنتظر الوقوع في الخطأ حتى تأخذ بالنصيحة. ? لا تنتظر الألم حتى تبادر بالدعاء. ? لا تنتظر توفر الوقت و السقوط في دائرة الفراغ حتى تكرس بعض وقتك لمساعدة الآخرين. ? لا تنتظر مشاهدة الآخرين يتألمون حتى تقدم لهم الاعتذار. ? لا تنتظر شيئاً لأنك لا تعلم يقيناً إلام سيطول الانتظار. وصفة الحياة السحرية؟! هنالك أسطورة صينية تحكي أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتى توفي ابنها واختطفته يد الموت. -