يعيش كثير منا أسرى الماضي فنجدهم لا يستطيعون التخلص منه في تفكيرهم أو سلوكهم مع العلم بأنه من المستحيل تغيير ما حدث في الماضي فلو أن شخصا تمنى أن غسل سيارته بالأمس فانه مهما أطال التمني لن يجعل سيارته نظيفة .

يمكن للإنسان أن يختار بين الاستسلام للماضي وبين التعلم منه فالاستسلام للماضي يثير المشاعر السلبية عند تذكر أي حادثة أو تجربة غير مرضية ولكن التعلم من الماضي يعني قبول الإنسان نفسه كما هو الآن دون التعلق بأوهام ما حدث في الماضي من حيث كونها عوائق نفسية عن تحقيق الأهداف الحالية عندما يسترجع الإنسان ذكريات مؤلمة فانه يطلق العنان للمشاعر السلبية من شعور بالذنب أو تأنيب للضمير وغيرها .

وربما وجه الإنسان اللوم للناس أو سوء الحظ مما قد ينتهي به إلى الشعور بالغضب أو الرغبة في الانتقام مما حدث في الماضي من قسوة الوالدين أو فقد عزيز او وقوع حادث أليم وغيرها تجارب عانى منها كثير من الناس وخصوصا الناجحون , ولكنهم نجحوا في التخلص منها وركزوا على لحظتهم الحاضره و وجهوا القدرات والطاقات نحوها بدلا من تضييعها في دوامة الهروب الى الماضي.