اللغة
يقصد باللغة جميع أشكالها من لغة منطوقة و مسموعة و لغة الحركات و الإشارات و الإيماءات
و لغة العيون أيضاً ، و اللغة تمثل الوسيلة الأكثر أهمية لعملية الاتصال بين البشر و تمثل تفاعلاً عظيما خاصة مع استخدام الحواس لانه لا لغة بلا حواس حتى الشخص الأصم
و الأعمى و الأبكم يعدون له اللغة الحسية (باللمس و الجس)
يستقبل العقل الباطن اللغة بكل أشكالها و يترجم كل لفظ أو حركة برد فعل معين مختزن فيه ، يخرج رد الفعل هذا علناً و يتشكل على هيئة تصرف ما أو مشاعر تتبلور طبقاً لهذا اللفظ هذه المشاعر لا تتغير بشكل بحت، أي كلما سمعت هذا اللفظ تظهر تلك المشاعر المرتبطة به تلقائيا .
و إليك التجربة التالية :
إذا قلت لك أنت شخص " مميز" …… رد فعلك سيكون على هيئة " افتخار داخلي و انفراج في أساريرك و ابتسامة عرضها أذنيك " و إلحاق هذا الشعور بكلمات الثناء و الشكر علىّ
و إذا قلت لك في نفس الوقت أنت شخص "وقح" …… رد فعلك سينقلب فجأة بغضب و سرعة في التنفس و ضربات القلب مع إفراز كمية معقولة من الأدرينالين كافية لتغيير حالتك الجسدية.
في كل الحالات في هذه التجربة فإن رد الفعل سيكون متساو طبقاً لكل لفظ تم ذكره ، ينطبق هذا الأمر على كل الكلمات و الألفاظ و الحركات المفهومة أي التي لها دلالة و التي لها رد فعل في العقل الباطن مخزن فيه لذلك ، إذا قلت لك كلمة "بلم لملم" هل فهمت شئ ؟ رد فعلك هو السكون و الاستغراب و أحيانا الضحك مع إن هذه الكلمة ليست باعثة للضحك أو الغضب فهي كلمة غير مفهومة إذا لماذا ردود الأفعال الغريبة تلك؟ لأن عقلك الباطن لا يعرف كيف يترجم هذه الكلمة لأن مشاعرها غير مخزنه فيه فتظهر ردود الأفعال الغريبة التي أوضحتها
و هنا عندما حلل العلماء الألفاظ اللغوية وجدوا أن للغة ثلاث عيوب أو مرشحات لغوية مؤثرة على العقل الباطن بشكل سلبي مباشر ، ما هي هذه العيوب أو تلك المرشحات.
و دعونا نطلق عليها مرشحات اللغة و هذه المرشحات هي :
المرشح الأول يسمى التعميم Generalization
هذا المرشح اغلب الناس في المنطقة العربية مصابون به ولفئة الشباب على وجه التحديد
و الفتيات و النساء مصابة به اكثر من الرجال (إحصائية).
وصف عيب التعميم
إذا سافرت بلد ما و تعرضت فيها لعملية نصب أو سرقة ستقول " كل أهل هذه البلدة لصوص " ، أو إذا خانك صديق أو ضايقك تقول "لا توجد صداقة هذه الأيام "
يقول الدكتور محمد التكريتي أحد الأعلام العرب في مجال أل NLP عن التعميم :
إن التعميم يقلل من الدقة التي ندرك بها العالم
إن هذا العيب يجعلك تحصر كل شئ أمامك على هيئة تجربة عارضة سيئة مرتبطة بهذا الشيء فتنظر له من خلالها و تحكم و تقرر فتجد إن كل نظراتك و أحكامك و قراراتك خاطئة لأنها بنيت على عيب التعميم هذا .
العيب الثاني يسمى الحذف Deletion
هذا العيب اللغوي مصاب به اغلب المديرين ، و أصحاب الشركات و الأشخاص القيادية في جميع المواقع و الآباء مع أبنائهم و تكون صفة غالبة في حوار كبار السن و يصاب به الرجال اكثر من النساء (أيضاً إحصائية).
وصف عيب الحذف
مثل أن تقول " ستجده هناك " أو " جهّز التقرير" أو "أحضرنا جهاز ندى "
هيا لنحلل .. " من الشخص الذي سأجده هناك و أين هناك هذا ؟ و في أي جزء من المكان سأجده ؟" ، " وأي تقرير المطلوب منى أن أحضره ما هو اسمه أهو التقرير اليومي أم الأسبوعي أم السنوي؟ و خاص بفرع محدد أم كل الفروع ؟" (هل وضح الحذف أمامك ؟ هل عرفت الكلمات التي حذفت كيف أثرت على المعنى و بالتالي على ردود الأفعال المرتبطة بهذا المعنى ؟ ) ، إذا وصل إلى ذهن الموظف الذي طلب منه هذا التقرير معنى خلاف الذي يقصده مديره نتيجة الكلمات المحذوفة في المثال السابق ، ماذا سيحدث في رأيك
لنحلل موضوع ردود الأفعال لمثال آخر عن " الحذف"
فمثلاً عند قول " أحضرنا جهاز ندى " يمكن أن تعتقد إن المقصود هو جهاز الكمبيوتر الخاص بابنة خالتك ندى المعطل الذي كلفت أن تذهب به إلى شركة الصيانة أمس لإصلاحه ، رد فعلك سيكون الاستغراب لفعل خالتك التي قالت لك هذه العبارة ، فأنت الذي أرسلت الجهاز للشركة و من الطبيعي أن تحضره بنفسك منها فلا تعرف مبرر خالتك الغريب بإحضاره و اكثر شئ يمكن أن تقوله ( هذا أمر جيد و لماذا أتعبتم أنفسكم ) في المقابل تتضايق خالتك من رد فعلك المتجهم هذا لأن الجهاز الذي تقصده خالتك هو أثاث عرس ندى القريب فيؤخذ عليك انك لم تفرح لأبنه خالتك بالشكل المطلوب " لندى" ثم يقال عليك (من وراء ظهرك طبعاً ) انك إنسان حقودي و يظهر هنا عيب التعميم الأول فيقولون أقاربنا كلهم حاقدين علينا …… الـــيــس كــذلـــــك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحذف ينقص إدراكنا بالعالم و بالأمور و عنصر هام من عناصر المشاحنات الشخصية مع غيرنا من الناس
العيب الثالث " التشويه " Distortion
التشويه ، أن تقيّم شئ ما بدون معرفتك مقاييس التقييم الحقيقة أو انك عبرت عن شئ من وجهة نظرك و رسخته في ذهنك بحيث انك تفرضه على نفسك و على غيرك ،
وصف عيب التشويه
مثلاً"عندما تذهب لمعرض فني و تنظر للوحة عبارة عن تكوينات لونية بحتة غير منتظمة الشكل
و لا تعبر عن شئ واضح فلا هي تصوير لوجه شخص ولا منظر طبيعي مثلاً ، ثم تقول " الله ما هذا الجمال ، ما هذا الإبداع ، هذه لوحة عظيمة ، و تجد ما حولك يهزون رؤوسهم بالموافقة على ما تقول ، كيف كانت اللوحة عظيمة و بأي مقياس و هل هناك شئ منطقي نقيس به تلك العظمة ، تعطينا أرقاما نقول بها إذا كانت غالية ، نعم هذا معيار العظمة؟
و هناك مثل شهير يحدث لمعظمنا
أن تتحدث مع شخص و أنت مع صديق لك و بعد أن ينصرف هذا الشخص تقول ، انه شخص مجنون أو مخبول ، من أعطاك الحق لتقييمه ؟ و كيف حددت انه شخص مجنون؟ ، هل أنت عالم في علم النفس أو طبيب نفسي معالج لتحدد إذا كان هذا الشخص مجنوناً فعلاً ؟ و هل تعرف الجنون و أعراضه حتى تحكم عليه بهذا الحكم ؟ .
المصدر:
- طارق الشرقاويsonna3ma.com/forum
المفضلات