تعريف الشخصية :
أنت كما أراك أو أنت كما ترى نفسك أو أنت كما تحب أن يراك الآخرون مفاهيم تتعلق بالشخصية ولربما كان الانطباع الأول محدد رئيس للكثيرين لطبيعة الشخصية لذلك يهتم الإداريون والقادة والإعلاميون والعلماء باللقاء الأول الذي يعطي الانطباع ويرسم محددات للشخصية التي قد تعني القبول أو الرفض لأهمية ذلك في العلاقات الإنسانية والاتصالات في كافة مناحي الحياة.
يعرف البعض الشخصية بأنها الجانب الذاتي من الحضارة الإنسانية ويعرفها الآخرون باعتبارها تكامل خصائص الفرد التي تحدد دوره ومكانته في المجموعة التي ينتمي إليها.
يقول العالم (البورت) أنه قد وجد حوالي خمسين تعريفا مختلفا للشخصية فالشخصية هي: الصفة والخلق وحقيقة وجود الإنسان، والشخصية هي جميع الصفات والخصائص التي تميز فرد عن آخر، وهي المحصلة العامة لكل الدوافع والعادات والاهتمامات والميول والاحساسات والمثل والآراء والمعتقدات سواء الموروثة منها أو المكتسبة، وكما تنعكس وكلها على سلوك الإنسان وتفاعله في بيئته.
ويعرف د. هادي الهيتى الشخصية بقوله أنها (أسلوب عام منظم نسبيا لنماذج السلوك والاتجاهات والمعتقدات والقيم والعادات والتعبيرات لشخص معين) وهذا الأسلوب العام هو محصلة الخبرات للشخص في بيئة ثقافية معينة وتتشكل من خلال التفاعل الاجتماعي لذلك يقال أن الطفل يولد فردا ولا يولد شخصا.
التفسير المتكامل للشخصية الإنسانية
وتتناول هذه النظرية عملية التكامل الداخلي والخارجي بين جميع العوامل والمؤثرات والتي تؤدي الى وجود ذلك المفهوم الذي نسميه الشخصية والأسس النظرية لذلك اي لنشؤ وتطور وتكون الشخصية وهي:
1- يتعامل الفرد مع خبرات دائمة التطور والنمو، فالعسكري يتأثر بجوه ومحيطه العسكري أكثر من الطالب
الذي يتأثر بأساتذته وزملائه وطريقة حياته الجامعية.
2- يتفاعل الكائن الحي مع عناصر الموقف بناء على إدراكه، فطريقة ادارك وتمييز الفرد لحادثة ضرب
مستوطن لطفل فلسطيني تختلف من شخص لآخر وبين فلسطيني ومستوطن.
3- يتفاعل الكائن مع بيئته ككل منظم متكامل. وهو في ذلك ينمو أيضا وتنمو شخصيته أو مفهوم شخصيته
ككل. فيكون نمط تفكير الريفي الذي لم يترك مجتمعه مختلف عن ذاك الذي قضى حياته في باريس مثلا.
4- سلوك الإنسان في الموقف هو عبارة عن ذلك النشاط الموجه إلى هدف معين من اجل إشباع حاجاته
كما يفهمها ويدركها، فالجائع مثلا يتوجه سلوكه لتحقيق الشبع ورجل الأمن عندما يلتقط معلومة
يسخرها لخدمة هدف جهازه ووطنه.
5- المدخل الرئيسي لفهم سلوك الإنسان هو ذات الإنسان مما يراه البعض سلوكا عديم المعنى قد يراه
الفرد سلوكا هادفا.
6- تبنى ذات الفرد وتتكون بتفاعله مع البيئة الخارجية. وعليه فشخصية الكادر في الحزب او الجيش لا
تتكون وتبنى بفعالية إلا بالاحتكاك بالمجتمع والإعلام والمؤسسة والأسرة .. الخ.
7- تتكون القيمة عند الإنسان نتيجة الخبرة والتعامل مع الآخرين فينقل عنهم هذه القيمة أو تلك ويعيد
صياغتها حسب مدركاته ومفاهيمه، فالنظافة مثلا قيمة إسلامية متى ما كرسها البيت انتقلت للأطفال في
حياتهم اللاحقة.
8- يصنف خبراته إلى الذاتية والتي يخزنها وتلك التي لا علاقة له بها فيتجاهلها وتلك التي لا تتفق معه
فيرفضها. فالجندي مثلا يهتم بالأسلحة والدبابات ويهمل الخبرات المتعلقة بعلوم الفيزياء، ويرفض
طريقة تفكير العدو، والمهتم بالرياضة على نفس النسق.
9- وعليه فسلوك الفرد في معظم المواقف المختلفة لا بد وان يكون متناسقا مع مفهومه عن ذاته
ومداركه لها فصاحب السمة الانطوائية في شخصيته لا بد انه يتجنب المناسبات الاجتماعية.
10- كل خبرة أو تجربة يدركها على أنها خطرة تهدد كيانه وتكامله يميل لمقاومتها. لذلك نرى مقاومة
العديد من الموظفين او العاملين في جهاز معين لمحاولات التغيير في الهياكل والمفاهيم وأسس
العمل.
11- عندما يكون مفهوما ومتسقا مع شخصيته يكوّن علاقات ناجحة.
12- يكون اتجاها قويا (بقيمة الذات) فأنا الرجل المحترم، وأنا المرأة الجميلة أو الذكية أو الاجتماعية أو
التي يجب أن تتبوأ موقعا أفضل، أو أنا الصحفي اللامع أو الطالب المتفوق..
وفي هذه النظرية بالموجز فالشخصية تنحو للاستقلالية والتكامل وتتغير ليس فقط بالتعلم وإنما بتعديل مفهوم الفرد لذاته وهدف عملية تكامل الشخصية هو تناسق الذات، وبناء على ذلك فان جميع أنماط السلوك الإنساني تنبع من إطار داخلي تحدده صورة الذات ومفهوم النفس.
العوامل الستة عشر
في دراسة مطولة لعالم النفس المعروف (كاتل) يرسم نظريته المعروفة بنظرية العوامل الطائفية وأهم مفهوم تقوم عليه هو السمة والتي يعرفها (كاتل) بأنها (بناء عقلي ودالة للسلوك الظاهري المنتظم المتكرر الحدوث) ويقول ان الشخصية تبنى من ستة عشر سمة مصدرية أصلية والمشتقة من العوامل الستة عشر وهي:
1- الانبساط ---- ‎ الانعزالية
2- الذكاء المتفوق ---- الذكاء غير المتفوق
3- الثبات الانفعالي ---- عدم الثبات الانفعالي
4- السيطرة والتسلط ---- الخضوع والخنوع
5- كثرة الحركة ---- قلة الحركة
6- قوة الذات العليا (الضمير) ---- ضعف الذات العليا
7- الجرأة الاجتماعية ---- الخوف الاجتماعي
8- الليونة ---- الصلابة والشدة
9- الحذر والحيطة ---- سلامة الطوية
10- التخيلية ---- الواقعية
11- الحدة والدقة ---- عدم التكلف
12- الإحساس الدائم بالندم --- الطمأنينة والارتياح
13- التقدمية ---- المحافظة
14- الاكتفاء بالذات ---- التعلق بالجماعة
15- الاهتمام بصورة الذات ---- الإهمال
16- شدة التوتر ----- قلة التوتر
وفي دراسات حديثة وجد (كاتل) أن أهم هذه العوامل هما عاملان:
§ الانبساط الاجتماعي
§ والقــــلق
لعلاقتهما بمعظم العوامل المذكورة أعلاه، وهذه هي العوامل الأساسية بنظرية (كاتل) التي تبنى عليها شخصية الفرد الإنسان سواء ذاك العامل في التنظيم او المؤسسة أو الجمعية أو جهاز المخابرات أو الأمن الوقائي أو التوجيه السياسي أو الأمن العام مثلا والتي تنبع ضرورة معرفتها من إمكانية تطويرها، وتحسين مستوى عملها . (للاستزادة يمكن الرجوع إلى كتاب د.سعد عبد الرحمن، السلوك الإنساني،مكتبة الفلاح، الكويت،1977).
اتجاهات الشخصية
سنتعرض لفهم شخصيتنا من خلال اختبار أنماط (ميرز وبرجز = mbti) * ما يفيد القائد والكوادر وأي شخص لأن الإجابة عن هذا الاختبار الذاتي ( معد في ورقة منفصلة) تضعك أو من يعمل معك في واحد أو أكثر من الاتجاهات الأربعة التالية:
الاتجاه الأول : التفاعل الاجتماعي ( الانبساطي مقابل الانطوائي) :
والأول هو الشخص المسيطر ، الهجومي، المغامر الذي يريد تغيير العالم ، وممن يحبون بيئة العمل المتنوعة والموجهة عمليا التي تمكنه من البقاء مع الآخرين ، مما يعطيه خبرات متنوعة ، أما الانطوائي فيوصف بأنه من الأشخاص الخمولين الانسحابيين الذين يركزون على فهم العالم ويحبون بيئة العمل الهادئة والمركزة ، التي تدعهم وحيدين والتي تعطيهم فرصة الاكتشاف في العمق لمجموعة محددة من الخبرات .
الاتجاه الثاني : تفضيل جمع المعلومات ( الاستقطابية) : الحساسية مقابل الحدس .
واتجاه الحساسية تعني الشخص الذي لا يحب المشاكل الجديدة ، إلا حال وجود قواعد للحل ، من فئة الصبورين في التعامل مع الروتين ، والجيدين في الأعمال الدقيقة ، أما المتفق مع الاتجاه الحدسي فهو من الأشخاص الذين يحبون حل المشاكل الجديدة ، ولا يحبون تكرار عمل نفس الشيء مرارا ، وممن يقفزون إلى الاستنتاجات ، غير الصبورين مع التفاصيل الروتينية ، ولا يحبون أخذ وقتهم للوصول الى الدقة والإتقان .
الاتجاه الثالث : تفضيل اتخاذ القرارات : الشعور مقابل التفكير
وأصحاب الفئة الأولى ممن يهتمون بالآخرين وبمشاعرهم بشكل متناغم ، وممن يحتاجون للإطراء في المناسبات ، ولا يحبون إخبار الناس بالأشياء غير السارة ، ويميلون للتعاطف ويبنون علاقات جيدة مع معظم الناس . أما الفئة الثانية المتعلقة بالتفكير فهم غير عاطفيين وغير مهتمين بمشاعر الناس ، ويحبون التحليل ، ووضع الأشياء في نظام منطقي ، وقادرين على تأنيب الآخرين ، وطردهم إن استدعى الأمر ، قد يبدون قساة القلوب وعلاقاتهم جيدة مع نمطهم ( نمط التفكير) .
الاتجاه الرابع : نمط اتخاذ القرارات : المتبصر( الإدراكي الحسي) مقابل القاضي (الحاكم) .
والأول فضولي و مرن و يمكن الاعتماد عليه ، متسامح ، يركز على بدء الواجب أو الأداء ، ويؤجل القرارات ، ويريد معرفة كل شيء قبل البدء به . أما النمط الآخر ( القاضي أو الحاكم) فهو مقرر و مخطط جيد و غائي و دقيق ويركز على إكمال العمل ، ويتخذ قراراته بسرعة ، ويريد فقط المعلومات الضرورية لتنفيذ المهمة (العمل) لوحده .
وعموما أظهر العلماء استنادا لعديد الدراسات ما أسموه النماذج الخمسة الكبرى للشخصيات وهي الانبساطي الذي هو اجتماعي الطبع والمتحدث..الخ، والثاني هو المتناغم الانسجامي ذو الطبيعة الجيدة والمتعاون الموثوق ....الخ، والثالث صاحب الضمير وهو شخص مسؤول يعتمد عليه ومنجز والرابع هو المستقر عاطفيا والخامس هو المنفتح للخبرة.
الروح والجسد والنفس والعقل
• في النفس يتم دراسة التوافق بين السلوك الخارجي القابل للملاحظة والعمليات العقلية التي لا تلاحظ مباشرة .(راضي الوقفي ، مقدمة في علم النفس ، ص 30 ) ، يملك الانسان القوة على النمو والصيرورة وتحقيق الذات وتكوين المدركات التي توجه السلوك (المدرسة الانسانية ص 25)
الطعام-------------الجسد---القوة والعيش
الأخلاق والقيم ---- النفس---- المشاعر والاتصالات والإحساس
الإيمان والزهد---- الروح----التسامي والنور
العلم والخبرات--العقل--- الثقافة والتفكير والتطور والإبداع
أنواع النفس

الراضية اللوامة الأمارة بالسوء