كيف تتعامل مع الطباع الصعبة؟؟؟ (4)


تواصلاً مع الجزء الأول والثاني والثالث من سلسلة " العمل مع الزملاء صعبي الطباع " نواصل معاً الجزء الرابع والأخير بعدد من النصائح المتممة للموضوع ، آملين أن تؤخذ هذه النصائح وما سبقها من نصائح اسلوباً علمياً منهجياً في التعامل مع هذه الفئة :

1- لا تدمر الجسور :

عبوس الوجه ، الحده في التعامل ، كسب المواقف ، التلفظ بكلمات موجعة ، ألقاء التهم على الزملاء أو الإدارة ، قد يكون هذا كله ممكنا لك ، ولكن انتبه بأنه لن يجدي نفعا ، ومن الممكن أن يرتد أثره السيء عليك .

تجنب حرق وتدمير الجسور ، فلا تدري لعل البعض من هؤلاء يستعين بك في مشروع قادم أو ربما في شركة أخرى .


احتفظ بعلاقات صحية ، وتجنب قول أو فعل أي شيء يجبرك على التأسف والاعتذار . اجعل الباب موارباً لأي عودة إيجابية مستقبلية محتملة تجمع بين طرفيكم .


2- كن كريمــــــــاً :


بعد بذل جهود مخلصة ترمي إلى إيجاد أرضية مشتركة ، تلطف معهم عندما يقتضي الموقف ذلك ، وركز على مواطن القوة لديهم ، اطلعهم على المواقف الإيجابية التي اتخذت لصالحهم . اعترف لهم بنجاحاتهم . فهذه كلها نوع من أنواع الكرم الذي يفضي إلى نتائج إيجابية ، فبدلاً من وضع الإملاءات اسمح لهم بأن يشاركوا بآراءهم واحترم اختياراتهم .

تعامل معهم كما تحب أن يعاملوك به ، لياقتك ومهارتك في التعامل قد تحول زميلك من شخصية مزعجة صعبة إلى صديق وثيق ودائم .


3- لا تستسلم ، بل اطلب الدعم :


بالرغم من مقاصدك الحسنة ، ومرونتك في التعامل ، ولباقتك في الحوار مع أصحاب الطباع الصعبة ، فما زال السلوك السلبي قائماً ، والوضع ما زال متأزماً ، وما زلت تواجه نفس العنت والمشقة تجاه هذا السلوك السلبي، ربما يكون قد حان الوقت للتحدث مع مديرك في هذا الشأن .

فهذا سيصبح ضرورة ملحة خاصة إذا كان مستوى أداءك يواجه تهديداً بالهبوط ، ولا تجد نتيجة إيجابية تظهر في الأفق .


مرة ثانية ، أذكرك بأن الهدف من التواصل مع مديرك هو السعي لإيجاد حلاً واضحاً لهذه المشكلة ، وليس تشنيعاً أو تشفياً في هذا الشخص.


4- كن إيجابياً عندما تستسلم :


إذا كنت قد أخذت بكل الأسباب الممكنة ، واتبعت النصائح السابقة على مدار الأربعة حلقات ، ولم يجدي كل ذلك نفعاً ، فاعلم بأن المشكلة لها جذور عميقة ربما لا تستطيع أن تصل إليها لاقتلاعها عندها .. توقف ... وإذا نويت أن تغادر الشركة أو تطلب نقلك إلى مكان آخر ، فيجب أن تعرَّف الإدارة بالمشكلة قبل أن تأخذ قرار المغادرة . نعم قد تكون الإدارة نفسها تسببت بطريقة غير مقصودة بدعم وتعزيز هذه السلوكيات داخل الشركة بمنح مكافأة أو تعزيزاً إيجابياً مقابل السلوكيات الخاطئة أو السلبية .


ومن الممكن أيضاً أن تكون الإدارة غير راغبة أو عاجزة عن تحييد أو الحد من مثل هذه الطباع ، وقد يرجع ذلك إلى قصور أو ضعف الإدراك لديها لخطورة الوضع ، أو يكون ذلك ناتجاً عن قناعة طوعية تقر مثل هذه الحالات ، أو يكون هذا الوضع غائباً في حسها وتحتاج منك إلى إيقاظه .


في هذه الحالة من المتوقع أن تقرر مغادرة موقعك إما لوظيفة أخرى داخل أقسام الشركة أو خارجها .

من الإيجابية أن تصرح بسبب رغبتك في النقل أو مغادرة الشركة ، وشرح الخطوات التي اتخذتها في سبيل استيعاب الطرف الآخر ، وما بذلته من جهود على صعيد علاج هذا الوضع ، وما آلت إليه هذه الجهود من نتائج . وعليك في النهاية أن تترك مهلة زمنية للإدارة لكي تتخذ قرارا بهذا الشأن .


استمتع بقراءة السطور السابقة !!!! وأنتظر منك الإيجابية في التعامل مع هذه الفئات الصعبة.
أنتظر منك أن لا تكتفي بالقراءة والاستمتاع ثم مصمصة الشفاه ، بل تكون عنصراً فعالاً استيعابياً لهذه الفئة .


فقد آن لك أن تدرك حقيقة الأمر ، وأن تسعى جاهداً للتعرف على طبيعتك الشخصية وتتفحص وتراقب وترصد تصرفاتك وتصرفات ومواقف من حولك ، لتصل إلى تقييم عادل ومنصف تجاه نفسك وتجاههم ، فإذا برأت ساحتك ، وتأكدت من سلامة مواقفك وأنك لست ضمن هذه الفئة فلربما حمَّلك ذلك مسئولية إضافية في الأخذ بيدي هؤلاء ، والأوجب من ذلك هو أن تخر لله ساجداً شاكراً هذه النعمة أن أبقاك شخصية سوية منتجة وناجحة.


أنتظر منك أن تثري الموضوع وتضيف إليه خبراتك وتجاربك في التعامل مع هذه الشخصيات ، فالمشاكل ما زالت قائمة ، والصراعات ما زالت محتدمة ، ومحافلنا ومنتدياتنا ونوادينا وأماكن عملنا ما زالت تضج بالخلافات وسوء الفهم والمنافسة غير الشريفة ، ومجتماعاتنا ما زالت في حاجة ماسة لتوجيه وإرشاد واستبصار .


تحياتي للجميع .