العاقل وحده يدرك بما وهبة الله من عقل وما أودع فيه من فطرة أن الكون الذي بني على نظام دقيق والإنسان الذي خلق في أحسن تقويم لا بد أن يكون وراء خلقهما هدف عظيم وغاية سامية؛ وبالتالي فإن إضاعة الإنسان لأي وقت من حياته وإبقائه في دائرة الفراغ والضياع يتنافى مع هذه الحقائق فلا بد من أن يجعل الإنسان لكل وقت من حياته هدفاً ولكل عمل غاية وأن يبرمج حياته على هذا الأساس؛ ولو تأملت في سير الناجحين في الحياة لرأيت أن النجاح في حياتهم كان بمقدار ما كانوا يرسمون لحياتهم من أهداف.
قال الحسن البصري عن عمر بن عبد العزيز – رحمهم الله -: (ما ظننت عمر خطا خطوة إلا وله فيها نية).
وقال سلمان – رضي الله عنه -: (إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي).

والأهداف في حياة الإنسان تنقسم إلى قسمين:
1/ أهداف كبرى كليّة دائمة أو أهداف استراتيجية كما يقال.
2/ أهداف صغرى جزئية مرحلية أو أهداف تكتيكية.
ولا بد للأهداف التكتيكية من أن تكون خادمة للأهداف الكبرى الاستراتيجية وسائرة في فلكها وطريقا للوصول إليها.

مقدمة
لتحديد الهدف لا بد على كل شخص منّا أن يقوم بالتالي:
1- التعريف برسالتك في الحياة – هنا رسالتك في الموسوعة مثلاً لو كان لك هدف فيها–.
2- تكتشف الرسالة الذاتية الخاصة بك وترسخها في ذهنك. كأن ترسخ في ذهنك انك داعية لله أو مبرمج مثلاً.
3- تجيب على هذا السؤال: كيف تحقق الرؤية الذاتية في الحياة؟ [ بمعنى ما هو أعظم وأكبر شئ من الممكن أن تحققه في حياتك؟ ].
4- ما هو آخر شئ تفعله وتقابل مرؤسك به: في الحياة كيف تقابل الله بعد هذا الفعل؛ في العمل: كيف تقابل الإدارة.ولا مجال للمقارنة تعال الله علواً كبيراً.
5- ارسم خطة يومية أو اسبوعية تتلاءم مع مدة الهدف.
6- حدد سلم الأولويات في حياتك كي تصل لهدفك بأسرع طريق. وتذكر: " إن لم تزد شيئاً في الحياة؛ فأنت زائد فيها ".
ولتحقيق ذلك كله هناك عدة نماذج أو خطوات متبعة، أحدها نموذج يسمى:

((( نموذج POSEE )))
وهو اختصار للكلمات التالية:

-الإيجابية Positive)
عندما تحدد هدفك؛ لا بد من أني تكون صياعتك له إيجابية فالعقل اللاواعي لا يمّيز بين التفي والإيجاب في الاستجابة !! كيف ذلك؟
لو قلت لك: لا تدخن.. ما هو أول شئ يتبادر إلى ذهنك؟
سيتبادر إلى ذهنك التدخين مباشرة.. كأنك ترى شخص يدخن أو كأنك ترى نفسك إن كنت من المدخنين.
لو قلت لك: لا تتخيل شكل الفيل ولكن تخيل شكل الأسد.. ما هو أول شكل تتخيله؟
الفيل بلا شك !!
إذن في تحديد الهدف لا بد من أن يكون إيجابي كأن تقول: سأحافظ على صحتي بترك التدخين.. لا أن تقول: لن أدخن حفاظاً على الصحة مثلاً..


شخصّي Own part)
حددّ ما تريده نفسك.. ولا تحدد ما لا تريده !!
حدد هدفك على أساس الموارد المتوفرة فيك.. فلو كنت تريد أن تكون طبيباً يجب أن يكون معك شهادة دراسة للطب.. ولن تكون طبيباً إلا بها.. ولكي تدرس الطب؛ يجب أن تكون محباً له مقبلاً على تعلمه ذكياً ومتخرج من ثانوية علمية.. وهكذا..
إذن ما هي مواردك ؟.. وماذا تريد من منطلق ذاتك؟.. انتبه لهذه النقطة عند تحديد هدفك كي لا يكون هدفاً خيالياً فكثيرون قد وقعوا في هذا الشَرك!!

- محدد Specific): )
وهنا يبرز جانب الزمن؛ حدد الوقت الذي تتوقع أن تنجز فيه هدفك..
والإحساس بقيمة الزمن وأهميته هو بداية تحريك النفوس وبعث الهمم لاستدراك الفائت واغتنام الحاضر والاستعداد للمستقبل. فهناك خاصية لا توجد سوى في الزمن وهي: أنك كلما اشغلت وقتك تجده اتسع لك.. سبحان الله.. والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
ولا ننسى حديث الرسول الذي وصانا فيه بقوله فيما معناه: لو كان مع أحدكم فسيلة وقامت الساعة فليغرسها !!
فأمام قيمة الزمن تتضاءل قيمة المال والدرهم والدينار في نظر أصحاب العقول الراجحة والبصائر النافذة.
فلو كان هدفك حفظ القرآن وحددت مدة سنتين لهذا الهدف.. فقل:
سأحفظ القرآن إن شاء الله خلال سنتين.
ولا تقل: سأحفظ القرآن بعد سنتين... هنا نقطة مهمة عند حديثنا عن ظرف الزمان أرجو أن تكون قد وصلت لك أيها القارئ الكريم!

-الدليل Evidence): )
حدد لنفسك: ما هو الدليل الذي يدل على تحقيقك لهدفك؟
فلو كان هدفك الحصول على الدكتوراة فإن شهادة الدكتوراة هي الدليل على أنك وصلت لهدفك.. وهكذا..

-الآثار والعواقب Ecology) )
إسأل نفسك هذا السؤال بعد تحديد هدفك: ما هي إيجابيات وسلبيات هذا الهدف على صعيدك الشخصي وعلى الصعيد العام ؟
فلا يوجد هناك مصلحة بحته؛ ولا يوجد هناك مفسدة بحته...
وتذكر أن هناك قاعدتين أصوليتين تقولان:
- درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
- الغنم بالغرم.


-=-=-=-=-=-=-

هذا هو نموذج POSEE لصناعة الأهداف وقد تطور ليصبح اسمه POSESRE.. والحرفان الزائدان هما اختصار للكلمتين:
- الموارد Resources): )
الموارد تطرقنا لها في نقطة ( شخصّي Own part) ولا بد لك من تعرف القرق بين الموارد الموجودة لديك لتحقيق هدفك؛ والموارد المطلوبة منك لتحقيقة.. أما الموارد الموجودة فيك فتحاول قدر الإمكان المحافظة على الإيجابي منها، وتحويل السلبي منها إلى إيجابي! وأما الموارد المطلوبة منك فببساطة تجعلها بدورها أهداف تكتيكية توصلك إلى هدفك الاستراتيجي كما ذكرنا في بداية حديثنا! * شاهد الفلاش المرفق من فضلك *
-الحجم Size)
يجب أن يكون تحديدك للهدف واضحاً محدداً؛ لا غموض فيه ولا لبس؛ تعرف حجم الهدف وما يحتاج إليه من طرق تسعى فيها للوصول إليه: من مكان وزمان وعوامل وانجازات ومراحل وموارد وما إلى ذلك!!.




بعد أن حددت هدفك؛ إبدأ في وضع خطة عملية للوصول إليه؛ فالهدف مهما كان عظيماً ومشروعاً ومحدداً هو ممكناً ما لم تبيّن لنفسك سبيل الوصول إليه فسيبقى أفكاراً وآمالاً فقط!! أما تحققه في الواقع فلا بد له من خطة للوصول إليه.
وهذا هو مفترق الطريق بين الجادّين والهازلين في الحياة؛ فالهدف عند أهل الجد والعزائم بمجرد أن يتحدد يتبعه التفكير والإعداد لكيفية تحقيقة وما هو مدى القرب والبعد منه !! وما هي العوائق الموجودة في الطريق أو التي يتوقع حصولها؟ وكيف يمكن تجاوز هذه العوائق والتغلب عليها وما إلى ذلك. أما أهل التسويف والبطالة فما أكثر الأهداف الخيالية عندهم التي لا يخطون خطوة واحدة في سبيل تحقيقها وتبقى مجرد أطياف في أخيلتهم. فمن أي الفريقين أنتم؟!؟!؟!

مثال عملى
والخطوة العملية الأولى هي كتابة قائمة بأهدافك كلها على ورقة. ولا تستهيني بأيها.. اكتبيها جميعا: صغيرها وكبيرها.. هينها وصعبها. إن كتابة الأهداف ستوسع كثيرا من آفاق أفكارك وتوضح لك الرؤية المستقبلية.
والأهم هو ألا تشغل نفسك كثيرا بكيفية تحقيقها فذلك ليس مطلوبا منك في الوقت الحالي،لإنك ان ركزت عليها فلن تكتبي شيئا لأنك ستقيديها بقدرتك على تحقيقها، التي ربماقد لا تكون في الوقت الحالي كافية.
وقد تتساءل: لماذا إذن أكتب قائمة بأهدافي الحقيقية؟! لإنك وأنت تكتبي أهدافك وتضعيها أمامك على الورق رأي العين، ستبدأي في رؤية فرص جديدة في الحياة لم تكوني ترينها من قبل، وستجدي نفسك منجذبة لا شعوريا تجاه هذه الفرص، وستبدأي في تنمية قدراتك لكي تأخذك خطوة بخطوة نحو تحقيق أحلامك وأهدافك.
ولتحقيق أى هدف يجب أن يكون له هذه الشروط:
1- يكون الهدف واضح ليس مائع ولا غامض .
2- يكون طموح , كبير ويرتبط برضا الله .
3- لا تهابى الصعوبات فى سبيل الوصول اليه قال أحد الحكماء فمن يتهيب صعود الجبل** يعش أبد الدهر بين الحفر .
4- وجود خطة عملية ومرحليةللوصول للهدف ,,خطة مرتبطة بوقت ومحددة به .
5- بذل الجهد الحقيقى وأن تسألى الله العون على ذلك.
6- الأمل و التفاؤل يجب أن يكونا رفيقا الطريق .
7- الصبر

سبع شروط لتحقيق أى هدف ...
وتأملى معي في هذه المقولة الهامة جدا: "إنك بمجرد أن تحدد أهدافك تكون قد نبهت نظام التنشيط الشبكي، حيث يصبح هذا الجزء من المخ مثل المغناطيس، يعمل على اجتذاب أي معلومة، أو ينتهز أي فرصة يمكن أن تساعدك على تحقيق أهدافك بسرعة أكبر".
وضوح الهدف يجعل صاحبه واثقا لا يعبأ كثيرا بزلاته وسقطاته ويعتبرها ضرورية في طريقه، والأروع من هذا هو عملية اجتذاب المعلومات والفرص التي لها علاقة بهدفه والتي قد تقع عن إرادة منه حينا، وعن غير إرادة منه أحيانا كثيرة.
فلتسرعي نحو تحديد أهدافك في الحياة،حتي تتضح معالم الطريق أمامك،ولتسيري فيه بخطي ثابتة،واثقة من نفسها ومن تأييد الله لهاباذن الله .
فبإمكانك أخى الفاضل أن تنفع نفسك وأمتك إذا:
- إذا صح منك العزم وصدقت النية :
فإن الله عز وجل يبارك في العمل الخالص لوجهه الكريم حتى وإن كان قليلا.
- إذا استفدت من جميع الظروف المتاحة .
والإمكانيات المتوفرة لخدمة أمتك: وهذه نعمة عظيمة فكل الوسائل مباحة إلا ما حرمها الله عز وجل ، ونحن ندعو بكل الوسائل المشروعة .

- إذا ربطت قلبك بالله عز وجل وأكثرت من الدعاء والاستغفار ومداومة قراءة القرآن ، فليس أنفع في جلاء القلوب وصقل الأرواح وجعلها تعمل ولا تكل ، وتكدح ولا تمل من الإكثار من ذكر الله عز وجل والتقرب إليه بالطاعات ونوافل العبادات .
- إذا وهبت الإسلام جزءاً من همك ، وأعطيته جزءاً من وقتك وعقلك وفكرك ومالك ، وأصبح هو شغلك الشاغل وهمك وديدنك ، فإن قمت فللإسلام ، وإن سرت فللإسلام ، وإن فكرت فللإسلام ، وإن دفعت فللإسلام ، وإن جلست فللإسلام .
- إذا خدمت الإسلام، كلما وجدت باباً من أبواب الخير سابقت إليه وسرت إلى الإسهام بالعمل فيه ... لا تتردد ولا تؤخر ولا تُسوف .
- جدد نيتك دائما فتجديد النية يشحذ العزم ويلهم الصواب.
-الاستعانة بالله- لا تتركي ذكر الله وطلب العون منه فانه لا حول ولا قوة إلا به- فأكثري من الدعاء في سجودك ودبر صلواتك وأسألى الله أن يستخدمك وأن لا يستبدلك والله المستعان.
قال الله تعالى : "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم " انه رجاء العون من ربهما في الهداية والشعور بأن قلبيهما بين إصبعين من أصابع الرحمن ( ولانشبه ولا نمثل معاذاً لله )وأن الهدى هداه وأنه لا حول ولا قوة إلا به.

مثال تطبيقى
إذا نبدأ من البداية ونسأل أنفسنا: لماذا خلق الله ( سبحانه وتعالي ) الإنسان؟
الإجابة معروفة وهي: ليكون خليفة لله ( سبحانه وتعالي ) في الأرض بهدف مرحلي وهو عمارة الأرض
[‏ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} ] --- البقرة

يتحقق هذا المبدأ الإستراتيجي في الإسلام من خلال طريقين متوازيين وهما :
1 – أداء حق الله ( سبحانه وتعالي ) : عن طريق أداء أنواع العبادات المفروضة علي الإنسان المسلم ( صلاة .. صوم .. زكاة .. دعاء .. حج .. إلخ ) بإتقان
2 – أداء حق الأمة: عن طريق أداء ما علي الفرد من مسؤوليات علي حسب موقعه في هذه الأمة ( طالب .. مهندس .. طبيب .. عالم .. فنان .. قاضي .. رجل أمن ... إلخ ) بإتقان

وهكذا يحقق الإنسان سجل الأعمال أو CV الخاصة له التي تؤهله لنيل رضوان الله ( سبحانه وتعالي ) ودخول الجنة في الحياة الأخرى وذلك هو الهدف النهائي
هدف قصير المدي short-term goal = عمارة الأرض في الحياة الدنيا
هدف بعيد المدي long-term goal = دخول الجنة في الحياة الآخرة
ولتحقيق هذه الغايات نجد أن الله ( سبحانه وتعالي ) قد جعل الإنسان مخيرا في اختيار الوسائل + اتخاذ التدابير اللازمة لذلك
ولكنه – سبحانه – أوجد منهج الصيانة : ألا وهو حفظ الإنسان لطاقاته ( الروحية + المادية )
فكل شيء في الأصل مباح ولكن حرم فقط ما يجعل الإنسان يحيد عن هذا الطريق
لأنها – ببساطة – وسائل tools لتحقيق الغايات وليست غاية في حد ذاتها
ولهذا نجد الشريعة قد حددت 5 مقاصد للحفاظ علي الإنسان:
1 – حفظ الدين 2 – حفظ النفس 3– حفظ العقل
4 – حفظ النسل 5 – حفظ الأموال

تلك المقاصد الشرعية والتي تسمي الكليات الخمس
مني تم الحفاظ عليها ===> صحت الوسيلة
مني تم الإخلال بها ===> بطلت الوسيلة
وفي هذا المعني قال ( عز وجل ) في كتابه العزيز:
[ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ {32} قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {33} ] --- الأعراف
[
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ {151}‏ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {152} وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153} ] --- الأنعام

فالحلال بين .. والحرام بين
وتلك هي عظمة الإسلام في كونه صالحا لكل زمان ومكان
ببساطة لأنه وضع الإطار العام:
أباح الله ( عز وجل ) لنا جميع الوسائل حني نحقق المقاصد - الكليات – الخمس ،، وبالتالي يتحقق ركني العبادة وهما : حق الله ( عز وجل ) + حق المجتمع

إذا كل ما نقوم به لتحقيق عمارة الأرض هي مجرد وسيلة tool
( فالعلوم .. الفنون .. التكنولوجيا .. التليفزيون .. الإذاعة .. الإنترنت .. الكمبيوتر )... الخ كلها وسائل وليست غايات ولها وجهان:

إذا استخدمت لتحقيق ذلك لهدف ===> حلالا
إذا استخدمت لهدم ذلك الهدف ===> حراما
مثال:شخص معه سكين فتل بها شخص أخر مقابل وشخص معه سكين فقطع بها الطعام مثلا السكين في حد ذاتها ليست حراما إنما الطريقة التي إستخدمت بها السكين هي التي تحدد حلال أم حرام ( للفعل )
لإنها - أي السكين - مجرد أدة في اليد التي قامت بالـ ( فعل )ونحن نري هذا المعني واضحا في القرآن الكريم حيث يقول الله ( عز وجل )[ وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {67} ] --- النحل
ففي هذة الحالة نجد أن النخيل والعنب تيتخدم ليسوا حراما .. بل التحريم هو للفعل تحويلها لخمر مسكر