ترتيب الأولويات


تعتبر قضية ترتيب الأولويات من أهم عوامل نجاح الإنسان، ومن أهم قضايا التربية الإسلامية. إذ أنها تتفاعل مع كل ميادين وحاجات ومسؤوليات الإنسان: اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية ،وداعمة للنجاح واختصار الوقت.
فترتيب أولويات الحقوق الأسرية من أهم ما نحتاج إلى تفعيله في حياتنا حتى تدخل السعادة منازلنا من أبوابها الواسعة .
فتأمل ترتيب الأولويات في قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أحق الناس بحسن الصحابة، فقال له صلى الله عليه وسلم (أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك).
وحقوق تربية الأبناء ورعايتهم مقدمة على تربية أبناء الآخرين، والنفقة على الأهل مقدمة على الآخرين، وإدخال السرور على الزوجة والأبناء مقدم على الأصدقاء والخِـلان،
ولكن هناك من يقدم الابتسامة للآخرين ويحجبها عن زوجته وأهله، وهناك من يظهر الرعاية للآخرين ويحرمها أبناءه، وهناك من يقدم رعاية المال على رعاية الأهل
.
وترتيب الأولويات في الإسلام له عنايته، فالعبادات المفروضة مقدمة على السنن،
جاء في الحديث القدسي (ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه).
فالذي لا يدرك قضية ترتيب الأولويات في العبادات قد يهمل بعض فرائض الله تعالى ويقدم عليها بعض السنن.
إذاً ما نحتاج إليه هو وقفة تأمل مع النفس.
أين نحن من ترتيب الأولويات في العبادة ومع الزوجة والأبناء ومع العلم والمال ومع المهنة والمصالح العامة.

ومن أسباب اكتساب القدرة على ترتيب الأولويات:


1ـ ترتيب الأولويات من خلال منهج الإسلام وهديه، لا من خلال العواطف.
2 ـ الفكر العميق والوزن الصحيح للأشياء. فلا نعطي شيئا فوق وزنه، أو دون وزنه.
3 ـ الإدراك التام بأن ما يفوتنا من الوقت لا نستطيع استرجاعه. لذلك يجب حسن التدبير.
4 ـ البدء بالأهم ولو كان صعباً.
5 ـ تعويد النفس على قبول وتقديم الأولى والأهم على المهم.
6 ـ التفقه في الواجبات والمستحبات والحاجات من خلال الشريعة الغراء لا من خلال هوى النفس.
7 ـ الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى (اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي) (اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها).