كنت قد توقفت سابقا عند كيفية معرفة المرء لمزاياه و لصفاته و نكمل ما بدأناه . ثم اسأل من تثق به و برأيه خاصة ممن يهتمون بهذه الأمور ويحاولون مساعدة غيرهم بهــا فستجد آراء كثيرة تساعدك . ولا تنكر عيوبك إذا سمعتها من غيرك وتخاصم و تجادل. أنت حينئــذ لن تجــد من يدلي برأيه فيك . وإذا سمعت المديح و الرأي الإيجــابي استفد منه ولا يمنعك التواضع الزائف أحيانا من وضع نفسك في المكان الذي تستحقه انتبه من ذلــك . أيضا هناك الاختبارات الشخصية المتوفرة على بعض المواقع وفي بعض الكتب المتخصصة بذلك مع الانتباه إلى أن أفضلها به نسبة خطأ 15%.
وانتبه أيضــا فقد.بل ستحتاج إلى اكتساب المميزات التي تحتاجها وتتخلص من عيوبك التي تعيقك
قمـــم تحتـــاج إلى همــم
قــال الحسن البصري عن عمر بن عبد العزيز :
مــا ظنـــنت عمر خطــا خطـوة إلا وله فيهــا نيـــة
تأمل أخي في هذا الوصف لعمر لم يخط خــطوة إلا وله هــدف منها والهدف هنــا أجل و أسمى هدف وهو نيتــه للــه تعــالى ولاشك أن المســلم هدفه الأعــلى هو رضى الــله سبحـانه فكل الأهداف الأخرى لابد أن تنــدرج تحــت هذا الهـدف وإلا ستكون أهداف دنيوية بحـــتة قد تنفعه في الدنـيا فقــط .
هِــل وضـع الأهــداف مهم ؟
قد يتـساءل البعض.. هل عليه أن يضع أهــدافه و البعض يتشدق بأن من قبلنا عاشوا دون أن يفكروا بهذه الأمور و هذا و لاشـك تفكير غير موضـوعي و قد يقوله بعض ضعاف النفوس و الذين تعودا أن يسيروا بالبركــة فهؤلاء لن يصنعوا تاريخــا و لن يستثمرواحياة
الرسول صلى الله عليه و ســلم يوضــح الطـريق
ماذا حدث في غزوة الخــندق عندمــا حفر الصحابة رضوان اللــه عليهم ثم استعصى عليهم تكسير حجارة ضخمة قاسية لنعش تـــلك الأحــداث لنتصور الموقف
المدينة مهددة .... العدو بعتاده وعــدده الذي جاوز العشرة آلاف ... الكل يترقب ...
ويأتي الرسول أتخيله و هو رافع يده يهوي على تلــك الصخــرة والصحابة يترقبون فينكسر جزء منها ويقول الرسول عليه الصلاة و السلام الــله أكبر أعطيت مفاتيح كسرى وإني أرى قصورهــا البيـضاء ثم يبشرهم بفتح الروم بعد فارس ثم اليمــن .
أليست هـذه نظرة بعيدة من الرسول صلى الله عليه وسلم و أهداف سامية لنشرالإسلام فالرسول يعد العدة و يوضح للصحــابة مع تبشيرهم بأن ليس الهدف مجرد الدفاع عن المدينة وعن أهلهــا لكنه العمل لأجل هذا الدين هناك أهداف جسام أعدوا أنفسكم لهـا إنها أهداف كانت في بال الرسول صلىالله عليه وسـلم .
وفي صلح الحــديبية تذكر أخي الكريم شروط الصــلح ظاهرهــا الضرر للإسلام والمسلمين حتى أن عمر بن الخطاب وهـو عمـر تأخذه الحمية لهذا الدين فيقول علام نعطي الدنية في ديننا أو لسنا على الحـق..
فيبرز بعد ذلــك حسن التخــطيط النبوي وتظهر المصالح كلها للمسلمين في هذ االصـلح والأمثلة في ذلك كثيرةجداومن أراد فليرجع إلى السيرة و ليتمعن في أسباب هجرة الرسول وبحثه عن موضع ينصر فيه و سبب الهجرة إلى الحبشة فسيرى أن هناك أهداف مرسومة وخــطط مدروسة فاز و فلح من تدبرها و سار على نهجـها .
نكمل لاحقا كيفية تحديد الأهداف ولماذا ينجح البعض و يخفق البعض الآخر مع أن كلا الفريقين قد حدد أهدافه .
المدرب : منير الخالدي
المفضلات