عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
عادات العظماء
عادات العظماء
نحن نصنع عاداتنا ثم تقوم عاداتنا بصنعنا "ستيفن كوفي"
لن أتحدث عن العظمة هنا كمفهوم نظري مجرد، ولكنني سأتحدث عنها كممارسات عملية وصفها ستيفن كوفي في كتابه الرائع (لعادة الثامنة - من الفعالية إلى العظمة) وقد ألف هذا الكتاب بعد ربع قرن تقريباً من كتابه الشهير (العادات السبع للأشخاص ذوي الفعالية العالية).
حدد ستيفن كوفي في كتابه (العادات السبع) سبع عادات يمارسها الأشخاص الفعالون في هذه الحياة وهي باختصار:
العادة الأولى: كن مبادراً،
أي أن تتحمل مسؤولية تغيير الظروف المحيطة بك وأن تصنع فرص النجاح بدلاً من انتظار قدومها.
العادة الثانية: ابدأ والغاية في ذهنك،
أي أن تكون لك رسالة محددة في هذه الحياة وأن ترسم في ذهنك صورة واضحة عن الهدف الذي تريد الوصول إليه قبل القيام بأي عمل.
العادة الثالثة: ابدأ بالأهم قبل المهم،
أي أن ترتب أولوياتك وأن تركز وقتك وجهدك على إنجاز الأمور الأكثر أهمية.
يعتقد ستيفن كوفي أن الإنسان عندما يمارس هذه العادات الثلاث باستمرار يحقق النصر الشخصي وهذا يسهل عليه ممارسة العادات الثلاثة التالية التي تحقق للإنسان النصر الجماعي أي النجاح في علاقاته مع الآخرين وهذه العادات هي:
العادة الرابعة: فكر بتحقيق المنفعة للجميع،
أي أن تفكر في مواقف الخلاف في حلٍّ يحقق الفائدة لك وللطرف الآخر.
العادة الخامسة: افهم الآخرين أولاً لكي يفهموك،
أي أن تسعى إلى فهم وجهة نظر الآخرين قبل أن تحاول عرض وجهة نظرك عليهم.
العادة السادسة: تكاتف، أي أن تتعاون مع الآخرين
بطريقة تضيف فيها نقاط قوتك إلى نقاط قوتهم بحيث تصبح نقاط ضعفك ونقاط ضعفهم غير مؤثرة.
العادة السابعة: اشحذ المنشار،
أي أن تقوم بتجديد طاقاتك العقلية والجسدية والقلبية والروحية باستمرار لكي تتمكن من القيام بالعادات الست الباقية بأفضل شكل ممكن. إن ممارسة هذه العادات السبع تنقل الإنسان من حالة الخمول والعطالة والسلبية إلى حالة الفعالية والعطاء والإيجابية. لكن ستيفن كوفي وجد أن في داخل كل إنسان طاقات هائلة لا تنطلق إلا بممارسة عادة أخرى تنقل الإنسان من الفعالية إلى العظمة وهي العادة الثامنة.
العادة الثامنة: اعثر على صوتك، وألهم الآخرين ليعثروا على أصواتهم
يرى السيد كوفي أن الإنسان يعثر على صوته عندما يكتشف موهبة أعطاه اﻟﻠﻪ إياها ثم يضع هذه الموهبة في خدمة حاجة إنسانية بطريقة تشعل حماسه وترضي ضميره. أي أن الإنسان يعثر على صوته عندما تجتمع لديه أربعة عوامل:
1- الموهبة
2- حاجة إنسانية
3- الحماس
4- الضمير
وهو يرى أن الإنسان عندما يعثر على صوته يصل إلى مكامن القوة في داخله فتتفجر طاقاته وإمكانياته الهائلة بل إن الإنسان الذي يعثر على صوته يتحول إلى شخص ملهم يعدي الآخرين بحماسه وتوقده ويشجعهم لكي يعثروا على أصواتهم.
فالأستاذ الذي يتمتع بموهبة التدريس(1- موهبة) والذي يلبي بموهبته تلك حاجة الناس إلى التعلم (2-حاجة إنسانية) والذي يشعر بالمتعة والحماس أثناء قيامه بعملية التدريس (3- الحماس) والذي يمارس التدريس بطريقة أخلاقية ترضي ضميره (4-الضمير) هو أستاذ عثر على صوته. هذا الأستاذ لن يكون أستاذاً ناجحاً وحسب بل سيكون أستاذاً ملهماً لطلابه وسيترك في نفوسهم أثراً إيجابياً لن يزول أبداً.
عزيزي إن كنت قد عثرت على صوتك فستفهم تماماً ماذا يعني عثور الإنسان على صوته، وإن كنت لم تعثر على صوتك بعد فالفرصة لم تزل سانحة أمامك. ابحث عن موهبة أعطاك اﻟﻠﻪ إياها وضعها في خدمة حاجة إنسانية بطريقة تشعل حماسك وترضي ضميرك. عندها تكون قد ضعت قدمك على الطريق الموصل إلى العظمة الحقيقية.
المفضلات