عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كيف تحقِّق أهدافك ، وتعيش في سعادة ورخاء ؟!!!
كيف تحقِّق أهدافك ، وتعيش في سعادة ورخاء ؟!!!
( ملخص لمحاضرة الكاتب والمُحاضِر العالمي : د. إبراهيم الفِقي
إخواني: إ ن أول خطوة نحو تحقيق أهدافي هي أن أعفو عن كل من أساء إليَّ وأسامحهم
لماذا ؟!!!
لأن ربـي عز وجل أمرني بذلك ، ثم لأن التسامح يخلِّصني من أحقاد الماضي ، فتصفو نفسـي و روحي ، وأنطلق للمستقبل بقلب نقي ، وأتفرغ لكي أضع بصماتي في الدنيا حتى لا أكون زائدا ًعلى الحياة ، أو عالة على المجتمع ؛ بل لكي لا يكون وجودي مثل عدمه .
هذه البصمات هي أهدافي التي أحلم بتحقيقها ...
ولهذه الأهداف أنواع هي :
1-أهداف قصيرة المدى ( يتم تحقيقها خلال ستة أشهر )
2-أهداف متوسطة المدى ( يستغرق تحقيقها من سنة إلى خمس سنوات)
3-أهداف طويلة المدى ( تستغرق من خمس سنوات إلى 25 سنة )
ومما يقويني على تحقيق أهدافي أن أربط الهدف الرئيس بهدف آخر مستمر ...فمثلا ًإذا كان هدفي الرئيس هو الإقلاع عن التدخين ، فيجب أن أحدد أهداف أخرى(قِيَم عُليا) تساند هذا الهدف وتعينه على الاستمرار ،
من هذه الأهداف:
أن أحافظ على صحتي ، وأعيش حياة بدون عصبية ومشاكل ، وأنفق هذه النقود التي أنفقها على التدخين في شيء آخر يزيد من رفاهيتي وسعادتي...وهكذا تتولد لديَّ قوة تعينني على الاستمرار في تحقيق هدفي .
ولكن إحذر من التحديات التي تقاوم تحقيق الهدف ،
و هذه التحديات هي :
1- الخوف :
فالخوف هو العدو الأول للإنسان ، والعقبة الأولى التي تمنع الناس من تحقيق أهدافهم ، وهناك أربعة أنواع من الخوف:
أ-الخوف من الفشل : هو الذي يجعلك تتشاءم وتفقد حماسك لتحقيق الهدف، ويتكون بسبب تجربة فاشلة مررت بها من قبل.
ب-الخوف من ألا يتقبَّلك الآخرون : وهو أن تخشى السعي لتحقيق هدفك خوفاً من أن التغيير الذي سيحدث نتيجة لتحقيق هذا الهدف قد لا يتقبله الآخرون ، ومثال على ذلك : سيدة استطعت –بفضل الله – أن أعالجها من عادة التدخين السيئة ... ولكنها بعد إقلاعها ، بدأت صديقاتها المدخنات في الابتعاد عنها والهروب منها، حتى أنها عادت مرة أخرى للتدخين إرضاءً لهن !!!! فلما اشتكت لي أقنعتها بأن الصديق الحق لا يرفض صديقه ولا يتخلى عنه بسبب عادة تركها ، خاصة إذا كانت هذه العادة سيئة ، فأقلعَت مرة أخرى عن التدخين ولكن بشكل نهائي ، ولم يعد يهمها أن تتقبلها هؤلاء الصديقات أم لا !!!
ج-الخوف من المجهول : وهو خوف قد يشل حركتك ويمنعك من التحرك نحو تحقيق هدفك ، مثال على ذلك : رجل ظل يخاف من كلب الجيران كلما رآه ينبح في وجهه ، فكان ذلك يمنعه أحياناً من الخروج من منزله... ولكنه لما اقترب منه – بعد سنتين- اكتشف أن الكلب بدون أسنان !!! فندم كثيراً على أنه ظل لمدة سنتين يخاف من مجرد صوت!!!!
مثال آخر : "جاءني رجل يشكو من مشكلة تسبِّب له أرقا ًوألما ًشديداً ، وهي أنه عُرض عليه عقد للعمل في فرنسا لمدة سنتين ، ولكنه في نفس الوقت لم يكن قد خرج من مونتريال في كندا طوال حياته ، فسألته : " ما هو أسوأ شيء ممكن أن يحدث لو سافرت إلى فرنسا وعِشت هناك ؟" فكان رده : " هو أن هذا العقد قد يُلغى بعد ستة أشهر " !!!
فسألته :" ما هي أفضل النتائج التي قد تحدث لو قبلت العرض ؟" قال:" أنه سيتمكن من أن يزور الكثير من الدول في أوربا ، بالإضافة إلى تجوُّله في فرنسا ، إلى جانب العائد المادي المُغري، ثم بعد انتهاء عقده ، سيعود إلى مونتريال ويبدأ عمله الخاص"
وبعد العلاج اقتنع بأن يركز تفكيره على المزايا أكثر من العيوب ، وقرر بأن يقبل العقد ، وسافر بالفعل إلى فرنسا مع أسرته ومكث بها لمدة سنتين ، بل و تمتع بكل لحظة منها ، ثم عاد وبدأ عمله الخاص في مونتريال !!!!
فهناك أشياء كثيرة نخاف منها ، مثل المصعد ، أو المرتفعات مثلاً ... ولكننا حين نواجهها نجد أنها عكس ما كنا نتوقع .
د-الخوف من النجاح : هو الذي يجعلك تسوِّف وتماطل في التحرك نحو تحقيق هدفك ، لأنك تعتقد أن نجاحك في شيء معين قد يؤذيك بصورة ٍما ، أو قد يؤذي مَن تحب ، فتتقاعس وتظل مكانك بدون تطوُّر .
وللتغلب على كل أنواع الخوف ينبغي أن تقترب أكثر من الله تعالى... فتشعر بحمايته لك ، كما تدعوه في سجودك أن يوفقك ويسدِّد خطواتك ، ثم تتوكل عليه فتستمد منه القوة على المضي نحو هدفك ، يدفعك اليقين بأنه سيعينك ... ألم يقل سبحانه :" ومَن يتوكل على الله فهو حَسْبُه" ؟!!!
ويساندك الهدف الجانبي وهو أن الله تعالى خلقنا لنسعى في الأرض ونعمرها ، لا لكي نتكاسل ونتقاعس ونتجمد في أماكننا !!!
2- الصورة الذاتية :
قد تكون صورتك عن نفسك سيئة ، فتقل ثقتك في قدراتك وتتوقع الفشل، فيمنعك ذلك من أن تتحرك نحو تحقيق هدفك ، ولكن بتعديل هذه الصورة وبناء الثقة في النفس تبدأ حركتك الإيجابية نحو الهدف .
3- المؤثرات الخارجية :
مثل الأهل ، أو السُّلطة ، أو الأصدقاء ، أو كبير العائلة مثلاً ، الذين يتسببون لنا في إحباط يُضعِف هِمَّتنا ويُقعدنا عن السعي نحو تحقيق الهدف ...والصحيح أنه لا ينبغـي لك أن تترك أحدا ًيؤثر على قراراتك ، أو أهدافك ، أو حتى حالتك المزاجـية بدون إذنك الشخصي !!!
وللتغلب على هذه المؤثرات الخارجية ينبغي أن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم حين حاربه كل مَن في مكة ، وأغروه بكل الطُرُق ليترك دعوته ، فأقسم قائلاً : "و الله لو وضعوا القمر في يميني والشمس في يساري على أن أترك هذا الأمر ...ما تركته ، حتى يُظهِرَه الله ، أو أهْلَك دونه " !!!
4- المماطلة والتسويف :
لا تؤجل أبداً عمل اليوم إلى الغد، بل عِش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ، وعِش بالإيمان ، والأمل ، والحب ، والكفاح ، وقدِّر قيمة الوقت ...و استمتع بشمس اليوم ، فقد لا تُشرق عليك شمس الغد !!!
و الآن دعنا نتحدث عن التوازُن في حياتنا :
ما هي الأركان السبعة لحياة متَّزِنة ؟!!!
1-الركن الروحاني : وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ-حب الله عز وجل ، فالله سبحانه يحبك أكثر مما تتخيل !!! فهو الذي خلقك بيديه الكريمتين ،وفضَّلَكَ على سائر مخلوقاته بنعمة العقل ،ألا يكفيك أنه سوَّى خَلقك فجعل قامتك مستوية ، شامخة ... ولم يجعلها منحنية ذليلة مثل قامة الحيوانات؟!
ب-التسامح المتكامل : فإذا كرهت سلوك معين من إنسان ، فلا تكره الإنسان نفسه ، بل ينبغي أن تفصل بين الشخص وسلوكه ، وأن تحسِّن سلوكياتك قدر المستطاع بالحب والعطاء المتبادل في الله ، فكما نحب في الله ، ينبغي أن نكره في الله ، ونتسامح في الله .
ج-العطاء بدون شروط : فينبغي أن أكون مِعطاءً ، دون أن أتذكر ما أعطيت ؛ بل أعطي ابتغاء مرضاة الله ، ولا أنتظر الأجر إلا منه سبحانه ، فإذا أرسلنا حُب فإننا سنتلقى أيضاً حُب !!!
2-الركن الصِّحي :
فقد تكون عاداتك الغذائية غير سليمة ، وقد يكون الإنسان مدخِّناً ...فكيف تكون الحياة متوازنة بدون صحة جيدة ؟!!!
لذا ينبغي أن نحافظ على صحتنا لأنها نعمة من الله تعالى ، وسوف نُسأ ل عنها يوم القيامة ، وكما أهتم بنفسي ، يجب أن أهتم أيضاً بالآخرين من حولي...وكلما تحسنت صحتي ، كلما زاد إنتاجي وأصبحتُ أكثر نشاطاً وحيوية ، فعلى سبيل المثال لأنني أحب الله تعالى وأشعر بأنني أقابله في الصلاة ، فأنا أشعر بعد انتهائي من الصلاة أنني أريد أن أصلي أكثر !!!
3-الركن الشخصي :
فينبغي أن يكون في حياتي جانب خاص بي ، ووقت أقضيه في الاسترخاء ، فأهتم بأجازاتي ، وأنطلق إلى أحضان الطبيعة لتغيير روتين حياتي ، وتجديد نشاطي .
4-الركن العائلي :
فينبغي أن تكون علاقتك بإخوانك وأهلك وجميع أفراد عائلتك طيبة ، ولكن لا تنس أنك لا تملك أولادك ، وأن لكلٌ منهم له شخصيته ، فينبغي أن تنمِّي فيه مواهبه و لا تُصر على أن يكون نسخة منك ، بل اعطِه مساحة من الحرية تكفيه ليعيش شخصيته الفريدة ، فأنت تربيه ليعيش في زمن يختلف عن زمنك ، لذا ينبغي أن تدعه يكتشف ما خلق الله له من مواهب فريدة ، ليستغلها في أن يرسم لنفسه طريقاً نحو تحقيق أهدافه الخاصة به
5-الركن الاجتماعي :
إن علاقتك بالمجتمع حين تكون طيبة فإنك تعيش حياة متزنة ...لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ، ولقد خلقنا الله جميعا لنتعارف ونتعاون على تعمير الأرض ،ألم يقُل سبحانه و تعالى : " وجعلناكُم شُعوبا ًوقبائل لِتَعارفوا" ؟!! إذن ينبغي أن يكون لك أصدقاء ؛ ولكن بشرط أن تنتقيهم كما تنتقي أطايب الثمَر .
6-الركن المِهَني :
لكي أحيا حياة متوازنة ، ينبغي أن أكون ناجحاً في عملي بالجد والاجتهاد والمثابرة ، وليس بالاعتماد على الحظ .
7-الركن المادي :
إن النقود طاقة أرضية تشد إلى الأسفل ، لذا لا ينبغي لك أن تعتمد عليها كثيرا ً حتى لا تهبط بك إلى الوحل ، بل اجعل حب المال في يدك ، وليس في قلبك ، واستمع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" تَعِسَ عبد الدِّرهم ، تَعِسَ عبد الدينار " !!!!
فالفقير الذي لا يهمه إلا المال يظل فقيرا لأنه لا يشبع بل يظل يقول :" هل من مزيد ؟!" والغني الذي لا يهتم إلا بالمال فقير أيضاً لأنه لا يستمتع بحياته ، لأن همه الأكبر هو جمع المال وتكديسه .
أما الإنسان المتوازن فهو الذي يشعر بلذة حين يتصدق من ماله ويعطيه للمحتاجين .
فإذا أردت لنفسك حياة متوازنة ، وهادئة ، وسعيدة ، فيجب أن يتغلب الركن الروحاني في حياتك على بقية الأركان، وعندئذٍ تحس بالنعيم الحقيقي !!!
فإذا تعاملت مع كل ركن بما يرضي الله ،بمعنى إذا راعيت صحتك بما يرضي الله ، وتعاملت مع نفسك ، وعائلتك ومعارفك ومالك ومهنتك وزملائك كما يريد الله ، صارت حياتك كالجنة ، لأنك تعيشها وفق قانون خالقها (وهو أعلم بخَلقه) ...ومن ثم تحيا حياة هانئة سعيدة ، ثم تنعم بآخرة سعيدة أيضاً ، لكنها خالدة لأنك أرضيت الله عز و جل !!!!
وفي كل يوم ينبغي لك-قبل أن تنام - أن تخلِّص نفسك من أحقاد هذا اليوم ومشاكله ، وتتعلم من التجارب التي خُضتها لتستفيد منها في المستقبل .... فتجدِّد نفسك ، وتغسل روحك ، وتعيش في كل يوم وكأنك إنسان جديد .
ولابد أن تسأل نفسك : أين أنا الآن من هذه الأركان السبعة ؟
أين أنا : هذا هو الواقع .
ماذا أريد: هذا هو الهدف.
لماذا أريد الهدف : هذا هو السبب (كلما كان عندك أسبا ب أكثر ،وكانت هذه الأسباب محببة إلى نفسك كلما زادت قوتك وطاقتك للتحرك نحو تحقيق الهدف)
متى أريد تحقيق الهدف : هذا هو الزمن .
كيف أستطيع الحصول علىالهدف :
( من خلال المصادر ، والتحديات...وكلما نجحت في التغلب على التحديات كلما سهل تحقيق الهدف)
وماذا بعد أن تحقق هدفك؟!!!
في هذه المرحلة تحتاج إلى رؤية مستقبلية ، وأُفُق واسع لتدرك ماذا تفعل ،
وتذكر أن :
"أحب الأعمال إلى الله تعالى أدوَمها و إن قلَّت "
وتذكر أيضاً أن الله تعالى خلق بداخلنا حِكمة داخلية ، كما أنه – سبحانه - يجدد كل شيء بداخلنا إلا الأفكار،
إن الله لا يُغيِِّر ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم "
و أخيرا ً : الحمد لله على كل نعمة أنعم بها علينا – و أعظمها نِعمة الإسلام - وأدعوه سبحانه و تعالى أن يساعدني على أن أساعد كل الناس .
د. إبراهيم الفقي
مؤسس علم الطاقة البشرية
وعلم ديناميكية التكيُّف العصبي
والمدرب المعتمَّد في البرمجة اللغوية العصبية، من المؤسسة الأمريكية للبرمجة اللغوية العصبية
المفضلات