افتح قلبك لهدايا العلاقات الإنسانية

إنني أتعجب دائمًا كيف يمكن للعلاقات في لحظة أن تملأ حياتنا بهدايا رائعة ومواد كافية لحياتنا اليومية! هذه هي الرقصة التي تقوم بها العلاقات الإنسانية ما بين استقبال المزيد وإرسال المزيد.
كثيرًا ما نؤمن بأن ما يحول بيننا وبين السعادة هي مشاكل العلاقات الإنسانية التي نواجهها. إلا أن هذا وهم؛ فالحقيقة أنه إذا كان هناك شخص في حياتك، فهذا يعني أن هناك هدية يمكنك أن تستقبلها وأن ترسلها. إنها هدايا هائلة؛ تتكون من بعض الأشياء مثل الحب والصدق والصراحة والدعم والتفكير والكرم والفكاهة والمتعة.
في المرة التالية التي تجد نفسك فيها في صراع قوة، وتشعر فيها بالغيرة أو الاستياء نحو شخص ما، اسأل روحك السامية: "ما الهدية التي تقدمها لي هذه العلاقة؟". ففي شدة الحياة التي نعيشها قد يكون من الصعب رؤية الهدايا الموجودة فيها، ولكنها دائمًا هناك.

توقف عن عقد المقارنات
من أسرع طرق التعاسة مقارنة نفسك بالآخرين.
نحن جميعًا نقوم بذلك؛ فهي حالة اجتماعية، ولقد تعلمنا أن نقوم بذلك كطريقة لقياس أهميتنا.
مع من تقارن نفسك، مع شريك حياتك، زميلك في العمل، شخص مشهور (شخص لم تقابله على الإطلاق!)؟
الحقيقة أنك ستشعر بأنك أفضل أو أسوأ. فسوف ترى أنك تتمتع بموهبة أكبر، وجاذبية أكبر ونجاح أكبر أو العكس تمامًا. في كلتا الحالتين، لن يمدك ذلك بسعادة حقيقية؛ فالأمر سيكون مؤقتًا.
إن الاستمرار في مقارنة نفسك بالآخرين يضعفك؛ فهو يمنعك من تقبل نفسك كما أنت، كما أنه يمنعك من التعبير عنها بصراحة.
تعلم أن تقدر تفردك، لأن استعدادك للتخلي عن عقد المقارنات سوف يمكنك من المضي قدمًا بناءً على حقيقتك.

التغلب على المحن
بينما كنت أكتب هذا المقال، تلقيت اتصالاً هاتفيًا من إحدى جاراتي. كانت مصدومة لأنها اكتشفت أن وكلاء العقار الخاص بنا قد أعلنوا إفلاسهم، بينما نحن في خضم تصليحات كبرى في العقار، وكانت أموالنا في حسابهم في البنك. وكنت أنا وعائلتي على وشك الذهاب لرحلة.

كانت هذه لحظة يجب أن أطبق فيها ما أنصح الآخرين به! كنت سأنفجر من الغضب وألاحق وكيل العقارات بنفسي، ولكنني قررت أن أطلب مساعدة أصدقائي وألتمس مشورتهم وأتعامل مع الأمر خطوة خطوة.
هناك أوقات في حياتنا نواجه فيها عقبات كبرى، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب أن نتعامل مع الأمر بشكل بناء. إلا أننا نتمتع بالقدرة على أن نقف في وجهها بطرق قد تعزز حياتنا بشكل أفضل.
في المرة التالية التي تواجه فيها إحدى مشكلات الحياة، استخدمها في مصلحتك. إن المشكلات تحدث كل يوم. ونحن عاجزون عن السيطرة عليها، ولكن يمكننا البت فيما إذا كانت ستسيطر هي علينا أم لا.


توقف عما مضى
هل سبق وشاهدت ذبابة تحاول الهرب من النافذة؟ إن صوت الطنين الذي تصدره يحكي لنا قصة الذبابة- وقد تجد نفسك تقول للذبابة: "حاولي بجد أكبر"! إنه مشهد مؤسف، فهناك بضعة أقدام تبعدها عن الحرية، لو أن الذبابة فقط تتحلى بالحكمة لكي تتوقف عن محاولاتها الفاشلة للهرب وتتوجه للاتجاه الصحيح!
كم مرة وجدت نفسك تتمسك بخطة كانت ناجحة في الماضي؟ نحن سجناء العادة؛ لذلك قد يكون من الصعب أن نتوقف عن ممارسة سلوكيات الماضي غير المفيدة مثل العناد والصراع.
قد نقع في شرك القيام بنفس الشيء عدة مرات، ونأمل أن نحصل على نتائج مختلفة، تمامًا مثل الذبابة. سل نفسك: "ماذا سأخسر إذا تمسكت بعاداتي غير المفيدة؟". هل ستكلفك سعادتك، إحساسك بحيويتك، فرحك؟ إن توضيح الثمن الذي ستدفعه سوف يساعدك على التوقف عنها.
بمجرد أن تبدأ، ستجد الباب مفتوح ينتظرك.