كثيرًا ما نتجنب التعامل مع من نرى أنه شخص عدوانى، رغم كل

مميزاته الأخرى، لكونه سريع الغضب ويثير الكثير من المشاكل، ونظن أنه ما من طريقة لامتصاصه أو تجنب عصبيته.

وتؤكد الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس، أنه للتعامل الفعال مع

الشخصية العدوانية يجب أولاً أن نعرف سماتها، والتأكد أن هذا الشخص لا يريد إيذاء الآخر بقدر قلة حجته

وضعف قدرته على النقاش.

وتوضح "من مواصفات الشخص العدوانى أنه لا يعترف بأخطائه أو عيوبه، ودائم الدفاع عن نفسه والتبرير

لتصرفاته، وفى الوقت نفسه يتمسك برأيه بشدة، ويرفض الآخرين وأفكارهم، وكثيرًا ما يبدى عدم اهتمامه

بالرأى الآخر، كذلك هو كثير النقد والمجادلة، ويلجأ إلى الصياح والصوت العالى ليروع الآخرين، ويؤمن بأن

الهجوم خير وسيلة للدفاع ويعتمد على هذا الأسلوب دائمًا.

تضيف "يفضل الشخص العدوانى أن يعتمد فقط على نفسه، ويكون دائمًا عبوس الوجه ومتوتر الأعصاب،

ومتقلب المزاج، لذا هو شخص يمكن استفزازه بسهولة، ونادرًا ما نجد له أصدقاءً مقربين بسبب حبه لإثارة

المشاكل، وتقلب مزاجه بين العنف والندم".

وتؤكد الدكتورة هبة عيسوى، أنه يمكن التعامل مع هذا الشخص وتجنب سلبياته الكثيرة والتغلب على

عدوانيته باتباع أسلوب خاص فى التعامل معه، حيث تنصح من يتعامل مع شخص عدوانى بأن يضبط أعصابه

ويحافظ دائمًا على هدوئه حتى لو بدأ بالانفعال، وتوصيه بأن يستمع له أكثر من التعليق على كلامه مع

ضرورة تجنب مقاطعته لأن ذلك يثير استفزازه.

كذلك تنصح بالحفاظ على الصوت منخفضًا مع الابتسام فى وجه الشخص العدوانى ليطمئن ولنمتص عصبيته

وانفعاله، مع ضرورة عدم التقليل من رأيه أو كلماته لأن ذلك يزيد من تمسكه به.

وأخيرًا تقول "لا تتوقع منه التعاطف معك، فهذا شىء لا يجيده على الإطلاق، وعاتبه بعد أن يهدأ على

أسلوبه فى الحديث معك، ولا تتوقع أن يعتذر بل سوف يكابر حتى لو شعر بالندم، ولكنه بعد فترة سوف

يتخلى عن عدوانيته ويعدل من سلوكه".