عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
نجاح ملكة الورد !
تعريف بالسيدة لي بينغ الملقبة بملكة الورد في غربي الصين
تقع في جنوب مدينة أرومتشي حاضرة منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية
الويغور بلدة تّعرف بإسم شوي سي قاو، تتميز هذه البلدة بمناظر جميلة وظروف
طبيعية ممتازة جدا حتى يصفها بعض الناس بانها تشبه مدينة دافوس السويسرية.
وتقع في هذه البلدة الصغيرة مزرعة حديثة تعتبر أكبر قاعدة لزراعة وتربية الازهار
في مناطق شمال غربي الصين.وفيها أزهار تتفتح بمختلف الانواع والاشكال على
امتداد الفصول الاربعة. هذه المزرعة صاحبتها السيدة لي بينغ التي يطلق الناس
عليها إسم ملكة الورد في غربي الصين.
وفيما يلي نقدم لكم قصة هذه السيدة المشهورة /
لي بينغ صاحبة مزرعة حديثة لانتاج الازهار وشتلات الاشجار والنباتات
المستخدمة لانتاج العقاقير الصينية. ويبلغ إجمالي قيمة رؤوس أموالها حاليا
مائة وعشرين مليون يوان صيني. ويعمل في المزرعة حاليا أكثر من ستين
عاملا وعاملة. وقد بنى في داخل المزرعة بيت بلاستيكي حديث ضخم يستخدم
أحدث أساليب التكنولوجيا العالمية لزراعة الازهار الكبيرة وزهر السحلبيات الكبير.
ما إن تدخل الى البيت البلاستيكي الكبير حتى تشعر بارتياح كبير وإنشراح
واضح إذ تشاهد في هذا البيت الذي تبلغ مساحته حوالى خمسة هكتارات تشاهد
ورودا متنوعة الالوان تتفتح في أشكال زاهية جدا.وفي أحد أركان البيت السيدة
لي بينغ التي تجلس مشغولة في عملها .
ربما بسبب التعامل الدائم والوثيق مع الازهار تبدو لي بينغ في مظهرها
الخارجي أكثر شبابا ونضارة بالمقارنة مع عمرها الحقيقي. وقبل بدء
الحديث تشير بإصبعها الى زهرة كبيرة من السحلبيات وتقول ::
هذه الزهرة هى احد أنواع السحلبيات الممتازة التي قمنا باستيرادها
من كوريا الجنوبية.وقبل حلول عيد الربيع في العام الحالي بعنا عشرين
الف أصيص منها. إلا أن هذه الكمية لم تكن كافية لطلب الاسواق ..
يبدو أن شخصية لي بينغ تناسب ممارسة الاعمال التجارية. لذلك استقالت
من العمل الذي مارسته في الدوائر الحكومية ِِإثر تخرجها من الجامعة.
وبدأت تمارس التجارة في عام 1996. وحققت نجاحا مرموقا.ورغم ذلك
لم تقتنع بوضعها بل كانت تريد تحقيق المزيد من النجاحات .
وبعد إستماعها ذات مرة الى توصية من بعض الخبراء وخاصة بعد زيارتها
لعدة دول غربية، قررت بدء زراعة الازهار كوسيلة جديدة لتنمية أعمالها.
وتحدثت لي بينغ عن فكرتها هذه قائلة:
شاهدتُ خلال زيارتي لهولندا مزرعة تبلغ مساحتها أربعين هكتارا.تستخدم
التكنولوجيا الحديثة لزراعة الورود. وترك ذلك المشهد إنطباعات عميقة
ومؤثرة في ذهني.وعقدتُ العزم على ممارسة نفس العمل بعد العودة الى الصين .
تطبيق الفكرة على أرض الواقع لم يكن سهلا أمام هذه السيدة. ومن أبرز الصعوبات
التي واجهتها لي بينغ هى أن ظروف شينجيانغ الطبيعية والجغرافية غير صالحة
لزراعة الازهار، وإذا استوردت التكنولوجيا الحديثة لبناء البيت البلاستيكي الكبير
لزراعة الازهار فسيكون ذلك مكلفا جدا ناهيك عن المخاطر الأخرى المرافقة لهذا
العمل. غير أن لي بينغ كانت مصرّة على عملها ومتطلعة الى تحقيق هدفها بدون أي تردد.
إن بناء مؤسسة وتطويرها بشكل مستقر ومستمر يحتاج الى جهود كبيرة
جدا. فكرّست لي بينغ كل أوقاتها وجهودها لمزرعتها وأزهارها. ومن
المعروف أن زراعة وتربية الازهار تحتاج الى دقة بالغة في السيطرة
على درجات الحرارة والرطوبة وغيرهما.
ولتحقيق ذلك سكنت لي بينغ داخل البيت البلاستيكي، حيث تعمل وتأكل وتنام،
ومنحت الازهار عناية أكثر من عنايتها لعائلتها. وبعد فترة من الزمن حققت ما
تصبو اليه حيث تفتحت الازهار في البيت البلاستيكي الكبير وخاصة الورود
الكبيرة بألوان زاهية تنشر عبيرها في كل مكان.
وفّرت التكنولوجيا الحديثة وأعمال الادارة الممتازة ضمانا فعالا لتطوير
أعمال المزرعة. ونجحت لي بينغ وأصبحت بحق ملكة الورد في شينجيانغ
وفي عموم غربي الصين. ولكن لي بينغ لم تقتنع بذلك بل تريد المزيد من
النجاح والتطور.
وتحدثت عن تطلعها وخططها في المستقبل قائلة:
أرى أن مهنة زراعة الازهار تتمتع بمستقبل مشرق. لقد نجحنا في فتح
أسواق في مدينة الماآتا عاصمة قازاقستان وأسواق في قرغيزستان
واذربيجان حيث لقيت أزهارنا رواجا وإقبالا من التجار والمواطنين
في هذه الدول.
أما الخطوة التالية فهى إجراء التعاون مع كوريا الجنوبية لانتاج العطور
من أزهار مزرعتنا، ثم تصديرها الى الاسواق العالمية. وفي الوقت نفسه
سنعمل على تطوير قطاع السياحة في المزرعة، وندعو المزيد من الزوار
والسياح الى زيارتها لتحقيق فوائد إقتصادية أكثر في المستقبل .
_________________
المفضلات