اعانى من الخجل الاجتماعى والانطوائية فما الحل ؟



:







السلام عليكم ورحمة الله,,,

أنا شاب في الثلاثين من العمر, أعاني من بعض المشاكل النفسية كالتالي:

1- الخجل الاجتماعي والانطوائية, وكان هذا الخجل شديدا في أيام الثانوية والجامعة مما حرمني من المشاركة مع أقراني, ربما قلَّ هذا الخجل شيئا ما لكنه موجود وأخرني كثيرا.

2- القلق والعزلة عن الناس, ولا أصحاب لي منذ فترة كبيرة وسنوات عديدة, وقبل ذلك كان عندي صاحب أو اثنان.

3- ضعف الثقة بالنفس.

4- خوف المواجهة لقلة الخبرة في الحياة, حتى أني أتجنب أي مشاركات ولو بسيطة سواء في العمل أو مع الجيران أو أي مكان.

5- أميل إلى الاكتئاب والحزن أيام الأعياد مثلا تكون أيام حزينة لي لأني أستشعر أن ليس هناك من يسأل عني أو يهتم بي خلاف أمي وأبي وأخوتي.

6-لا أريد تحمل المسئولية, رأيت هذا من نفسي في تجارب عديدة, لذلك لم أتزوج إلى الآن بالإضافة للأسباب المادية.

7- ضعف الشخصية، وعدم القدرة على التوافق الاجتماعي, ربما هذا الذي سبب بعضا مما قلته سابقا.

8- ضعف التركيز, وضعف الذاكرة الشديد.

في الحقيقة أنا لا أعاني من أي أعراض بدنية كالتي أسمع عنها ممن يشكون من الرهاب الاجتماعي, بل أبدو طبيعيا وأهتم بشكلي ومظهري, وأنا متدين إلى حد ما.

قرأت في هذا الموقع عن بعض الأدوية, وتناولت بالفعل (السيروكسات) لكني تركته بعد أسبوعين لأنه:
1- مكلف.
2- يسبب النعاس, وكثرة التثاؤب (لا أهتم بالأعراض الأخرى).
3-لا أريد تناول دواء بدون استشارة.

في النهاية أرجو النصيحة والإشارة علي بما ينفعني, وأرجو أيضا -لو أمكن- وصف دواء مناسب لي, وتحديد الجرعة والفترة التي أستمر عليها، وهل هذه الأدوية تجعل مني إنسانا مختلفا؟ هل من الممكن أن تنسيني آلام الماضي-ماضي الكآبة والوحدة وآلام الوحدة والشعور بالنقص والإحساس بأن أفضل مراحل العمر (العشرينات ) ضاعت بلا استمتاع بلا أصحاب بلا تجارب واكتساب خبرات-؟ وماذا عن الفافرين أو البروزاك؟

آسف للإطالة, لكني أحببت التوضيح والتفصيل أكثر, وأرجو ذلك ممن سيتولى الرد من المستشارين الأكارم.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ احمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكل التفاصيل التي أوردتها واضحة جدًّا ومفيدة جدًّا، والذي لاحظته أن لديك توجها فكريا سلبيا جدًّا حول ذاتك، وهذا هو لب المشكلة حقيقة, يظهر أنك لا تفكر عن الأمور الإيجابية التي تتمتع بها، لذا سيطر عليك هذا الفكر السلبي وأدى إلى قلقك, وعزلتك, وشعورك بالكدر, وافتقاد الفعالية, وضعف الثقة بالنفس.

فيا أخي الكريم: إذن وكما يوضح العالم السلوكي (آرون بك) من الضروري جدًّا أن نكون إيجابيين في تفكيرنا، من الضروري جدًّا أن نتلمس هذه الإيجابيات حتى وإن كانت قليلة، لأن الإيجابيات حين نستوعبها وندركها ونحاول أن نطورها هي الشيء الوحيد الذي يخلص من الفكر السلبي، والفكر السلبي المعرفي هو السبب الرئيسي للقلق والاكتئاب.

فيا أخي الكريم: أريدك الآن أن تتمعن وتتلمس كل ما هو إيجابي في حياتك، حتى وإن كان أمرًا بسيطًا، وأنا مدرك تمامًا أن إيجابياتك كثيرة، فيا أخي لا تقلل من شأنها, لا تحقرها، لا تقسو على نفسك، هذا مهم جدًّا.

وحتى الكلمات والمعاني مثل (ليس عندي ثقة في نفسي) أو أن ثقتي في نفسي ضعيفة، هذه مفاهيم خاطئة.

الثقة في النفس ليس لها مقاس، هو أمر نسبي، هي مشاعر، ولذا نقول للناس دائمًا احكموا على أنفسكم بأفعالكم وليس بمشاعركم, الذي يقود نفسه بمشاعره فقط سوف يدخل نفسه في مشاكل كثيرة، خاصة إذا كانت هذه المشاعر سلبية.

الفعل الإيجابي يغير المشاعر إلى مشاعر إيجابية، فكن أخي الكريم حريصًا في أن تكون منجزًا, وفعالاً, ومؤديًا لما هو مفيد لنفسك وللآخرين، و من ثم احكم على نفسك بأفعالك، وسوف تجد أن مشاعرك قد تبدلت وقد تحولت.

ومن الحقائق المعروفة جدًّا أن إدارة الوقت بصورة صحيحة تساعد الإنسان ليكون منجزًا.

نحن في بعض الأحيان نعيش في حالة من الفوضى في إدارة الوقت، وهذا من الأخطاء الجسيمة، الوقت مهم، خاصة أن ديننا الإسلامي قد حتم على ذلك، فالحق عز وجل أقسم بالوقت وأقسم بالزمن (العصر، الضحى، الفجر) فيا أخي الكريم يجب أن نعظم شأن الوقت, ويجب أن نديره بصورة صحيحة، نخصص وقتا للراحة، نخصص وقتا للعمل، نخصص وقتا للقراءة، نخصص وقتا للعبادة، نخصص وقتا لتطوير المهارات، التواصل الاجتماعي، وهكذا...

الذي يقوم بمثل هذه الواجبات ويكون أداؤه على هذا النحو لابد أنه حين يقيم نفسه في نهاية اليوم سوف يحس بالرضا لأنه قد أنجز.

فيا أخي الكريم هذا يجب أن يكون منهجك وهذا يجب أن يكون ديدنك، لا أريدك أبدًا أن تنظر إلى الماضي، ألاحظ أنك تتحدث عن الماضي بألم.

الماضي يا أخي هو عبارة عن تجربة وعبرة, وليس أكثر من ذلك، والذي يرى سوداوية في ماضيه يجب أن يضعه في خزانة النسيان، ويعيش حياته بقوة, والمستقبل بأمل ورجاء، وهذا هو المطلوب في وضعك.

الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي، هذه مسميات حقيقة أطلقناها على أنفسنا في بعض الأحيان، نحن نعترف أنه يوجد شيء يسمى بالرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي ونوبات الأرق، ولكن أعتقد أن هنالك مبالغة في مفاهيمنا حول هذه الأشياء، وحين تُفهم الأمور بصورة خطأ, ونتهم أنفسنا بما ليس فيها, أو نضخم مشاعرنا بصورة سلبية، هذه هي المشكلة الأساسية التي تؤدي إلى القلق والإخفاق والاكتئاب.

فيا أخي الكريم: انطلق انطلاقة جديدة، عش حياة إيجابية، ليس هنالك ما يدعوك للانطواء، التقِ بإخوتك، اذهب إلى صلاة الجماعة، كن فعالاً في عملك، طور نفسك في هذا المجال، وسوف تجد أن حياتك أصبحت ذات شأن وقيمة إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم إن الأدوية والحمد لله طيبة ومتوفرة، وأنا أفضل عقارا يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) ويعرف تجاريًا في مصر باسم (فلوزاك) ويعرف علميًا باسم (فلوكستين)، أفضله لأنه لا يؤدي إلى الخمول أو النعاس، وفي نفس الوقت هو دواء محسن للفعالية, ومزيل للقلق, وكذلك المخاوف، كما أن تكلفته المالية معقولة جدًّا.

ابدأ في تناول الفلوزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، تناولها بعد الأكل، واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، وهذا مهم جدًّا في علاج حالتك، حيث إن هذه هي الجرعة المطلوبة، يجب أن تستمر على الكبسولتين لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.