العقل منبع الطاقة الإبداعية
عقلنا: منبع الطاقة المبدعة
‏سواء كانت لديك مشكلات بدنية أو عقلية، فإن جودة حياتك ستتحسن بعد أن تكتشف بداخلك منبعك الخاص والحميم للقوة ء وتشريع في الحياة متغذياً من قوته.
‏بعد أن أثبتت الأبحاث الحديثة على العقل أننا لا نستخدم في الحقيقة إلا حوالي عشرة بالمائة من قدرا تنا العقلية، فإننا يسهل علينا أن نقع في افتراض أن كل تحسن في جودة الحياة لا يتحقق إلا بزيادة في المعرفة ؛ فنحن نعتقد أن المناهج الدراسية الأكثر توسعًا وطرق التدريب الأفضل من شأنها أن تجرى تحسنًا مستديمًا على حياتنا وترفع من النسبة المئوية المستغلة من عقولتا. حين نحاول توسيع وعينا مستخدمين الفكر والعقل لذلك، فإننا نستعين بأدوات غير مناسبة على الإطلاق، بل إن أعظم عباقرة البشرية من أمثال " جوته " و " أينشتاين "لم يتجاوزوا هذه النسبة من العشرة بالمائة ؛ لكنهم نجحوا حقًا في توسيع وعيهم نحو مستوى أعلى، وهو ما لم يتحقق من خلال فكرهم. إن مستويات الوعي الأعلى والموجودة بشكل كامن في كل واحد منا سوف تزودنا بمقادير هائلة من الذكاء الإبداعي إن نحن شرعنا في استخدامها عبر قناة الحدس.
‏ولا حاجة بنا للاختباء وراء مقولة ´´ ولكنهم كانوا عباقرة ! ´´، فإن رحلتنا النفسية والفلسفية خلال الوعي ترشد كل منا إلى وجود القوى العقلية الأعلى بداخل أنفسنا، فبمقدور كل كائن بشري أن يوسع من طاقاته العقلية المحضة بعد أن يتوقف عن أن يكون محكومًا من قبل هذه الطاقات نفسها.
لقد وصف ´´ أينشتاين ´´ كيف أن أغلب أفكاره العلمية وأكثرها ابتكارًا لم تكن ثمرة لأى توليف دقيق على وجه التحديد لتأملات شتى ؛ فقد اعتاد أن يحوم حول أي سؤال ويقترب منه ما أمكنة ذلك بأفكاره حتى يحيل الأمر كله إلى العقل الباطن، أو إذا شئت لروح الإبداع في داخله. قد يقتضى هذا أيامًا أو أسابيع، بل وأعوامًا أحيانًا، قبل أن تنبثق إحدى الأفكار العظيمة. إن الذكاء اللانهائي للذات العليا سوف يرسل إليه الحل عبر قناة الحدس.
‏لدى كل منا هذا الذكاء الإبداعي المسئول عن " الإمكانات" الخاصة. لقد أدرك كل من علماء الدين وعلماء النفس أن ثمة شيئًا بداخلنا ينتظر أن يُعتق ويتحرر وأننا في حالة دائمة من ´´ التحسن ´´. في هذا النطاق يمكن لنا أن نجد تفسيراً لكل من السحر، والغيبيات، وما وراء النفس ´´ الباراسيكيولوجي ´´، جنبا إلى جنب الإدراك المتجاوز للحواس أو الفراسة، ووفقا لعقليتنا التي تشمل كل بلاد العالم فإن الأحداث التي لا تعتمد على الحواس ما زالت لا تجد لها موقعا محترمًا في وعي أغلب البشع، بما فيهم العلماء أنفسهم.

‏وذلك على الرغم من وجود بعض الظواهر الفائقة للطبيعة بشكل جلى ؛ مما لا يمكن إنكاره على الإطلاق.
‏ومن بين البراهين الشحمية بالنسبة لي كان تلميذ مدرسة يافع، كان قد أحضره والداه إلى عيادتي نظراً لبعض القصور النفسي لديه. مررنا بتجربة مثيرة إلى أبعد الحدود خلال جلسة التنويم المغناطيسي معه، فأحياناً كان بمقدوره أن يخبرنا بمكان أحد الزملاء خارج الغرفة أو ماذا تفعل أمه في المنزل في هذه اللحظة نفسها، ولقد تأكدنا من صحة رؤاه على الفور عن طريق المكالمات التليفونية، بل إنه ذات مرة قدم وصفًا تفصيليًا لغرفة معيشتي الخاصة والتي تقع خارج ميونخ، والتي لم تقع عيناه عليها من قبل أبداً، ففي حالة الاستغراق الذهني، نجح في أن يتخطى حدود الوعي المنطقي، وأن يسبح نحو أعماق اللاوعي الخاص بذاته الأعلى التي تكشف الحجب.
‏حين أتحدث بشأن فتح المناطق التي مازالت خفية في النفس الإنسانية، فإنني أفكر في ذلك الصوت الداخلي الذي قمنا بتنحيته جانبًا بدرجة كبيرة ؛ لكي نمنح الأولوية في الغالب لرؤيتنا الأكثر عقلانية. ينبغي علينا أن نضع حدًا للجهالة الكاملة لعقولنا التي تعلن أن كل الومضات الذهنية، إلى جانب الحدس أو البصيرة، والإدراكات الروحية المفاجئة ما هي إلا خرافات، وأن كل شيء يتجاوز الحواس ما هو إلا دجل وشعوذة، فآياً كان الشيء الذى لا يمكن استقباله عبر الحواس الخمس فعادة ما ننفيه ونحاربه، بالضبط كما نهاجم العديد من الفرق الدينية، وجماعات التأمل واليوجا باستمرار ء دون أي اهتمام بما قد تحتوى عليه تجربتهم من إمكانات روحية لها قيمتها، كما تتم محاربتهم فقط لأنهم لا يتفقون مع المفهوم الشامل والعالمي. علاوة على ذلك فقد توصل العلماء إلى برهان حقيقي للمخاطر التي يلاقيها أصحاب الرؤى الوهمية عن طريق توسيع نطاق وعيهم بعد تعاطيهم عقاقير خطرة أو التعرض لممارسات سحرية، وهكذا فإن من المناسب هنا أن نقول : ´´ سيتردى السحرة في الدرك الأسفل من النار ´´ ؛ فقبل أن يتمكن أحد هم من السيطرة على خياله بوسائل كالعقاقير فغالبًا ما سينتهي به المآل في مصحة للعلاج النفسي.