قالَ تَعالى


إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإنَّهُمْ عِبَادُكَ وَ إنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإنَّكَ أنْتَ العَزيزُ الحَكيمُ
سورة المائدة الآية 18

هل تمر بك لحظــات ضعــــف وتشعر انك وحيد والعالم كله حولك فيخيل إليك أن قواك قد خارت وأنه لم يَعُدْ بك قدرة على المجاهدة والصبر ومواصلة العمل فلا تستسلم لهذا الخاطرفإن للنفوس إقبالاًوإدباراً فلعل ذلك الإدبار يعقب إقبالاًوقد تشعر أحياناً بإحباط وقلة ثقة، وشعور بالنقص وأنك لا تصلح لشيء من الأعمال فلا تستسلم لهذا الشعور واستحضر بأن الإخفاق ليس عاراً إذا بذلت جهدك بإخلاص وتذكر بأن المرء لا يعد مخفقاً حتى يتقبل الهزيمة ويتخلى عن المحاولة فحاول مرة بعد مرة وأعد الكرة بعد الكرة وستصل إلى مبتغاك بإذن الله وقد يعتريك شعور بالزهو والإعجاب فتشعر بأنك نسيج وحدك وقريع دهرك؛ فلا تحتاج إلى ناصحٍ أو مشيرفإذا مر بك ذلك الخاطر فلا تستسلم لهولا تركن إلى ما أوتيت من ذكاء، وعلمو انظر إلى ما فيك من نقص وضعف حتى تتعادل كفتا الميزان لديك وقد تهجم عليك الهموم وتتوالى عليك الغموم فيخيل إليك أنها ستلازمك طول عمرك فتظن أن أيامك المقبلة سود لا بياض فيهافلا تستسلم لهذا الخاطر ولا تحسبن الشر لا خير بعدهأ و أنه ضربه لازب لا تزول فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً.

وقد تتحرى الصواب وتحرص كل الحرص على ألا تخطئ في حق أحدثم لا تلبث أن تقع في الهفوة والهفوة فلا تظنن أن ذلك يبعدك عن الكمال، والسعي إليه فمن الذي؟ وأي الرجال؟وقد تقع في الذنب إثر الذنب فيلقي لشيطان في رُوعك أن الخير منك بعيد وأنك ممن كتبت عليه الشقاوة فلا تستسلم لهذا الإلقاء الشيطاني واستحضر بأن كل ابن آد مخطاء وخير الخطائين التوابون
وإِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَامَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ..