عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
التفكير الاستقرائي و الاستنباطي
التفكير الاستقرائي و الاستنباطي
استقرئ الإقناع
هناك محركان قويان لقيادة الحجج: التفكير الاستقرائي، والتفكير الاستنباطي. وفي معظم الحجج المتعلقة بالقضايا والمواقف المعقدة والواقعية يلعب الاستقراء دورًا أكبر من الاستنباط، مع أن كليهما مهم. فالاستقراء يصل إلى استنتاجات بالتعميم من ملاحظة سلسلة من الجزيئات. ويعد الاستقراء في شكله الأكثر دقة مألوفًا لنا كتفكير علمي.
العقار س أعطى لمريض واحدمصاب بالمرض ص. وشفى المريض. فيصوغ العالم فرضية مفادها أن العقار س هو علاج للمرض ص. ولاختبار هذه الفرضية، يجب إعطاء العقار س لعدد من المرضى المصابين بالمرض ص.
وفي التفكير العلمي، كلما زادت الأمثلة الجزئية التي يمكن أن تتراكم تأييدًا للفرضية, زادت أرجحية أن تعتبر الفرضية صحيحة.
وفي كثير من الحجج يكون الاستقراء أقل صرامة منه في التفكير العلمي، والحجج الاستقرائية في الحقيقة ليست سوى حجج بضرب الأمثلة. فتأييد فرضية مفادها أن الموظفين الذين يمنحون أسبوعين إجازة مدفوعة الأجر أكثر إنتاجًا من الموظفين الذين يمنحون أسبوعًا واحدًا، سيكون عليك إما أن تجري تجربة في مقر عملك فتمنح مجموعة من الموظفين أسبوعين إجازة ومجموعة أخرى أسبوعًا واحدًا على مدار عام أو أكثر, أو سيكون عليك جمع أدلة مماثلة أخرى، ربما من شركات أخرى. أما إذا اخترت موظفًا أو موظفين كانا قد عملا في أماكن تمنح أسبوعًا أو أسبوعين إجازة وسألتهما عما إذا كانا يعتقدان أنهما أكثر إنتاجًا مع الأسبوع أو الأسبوعين, فربما تحصل على بعض الإجابات الشيقة، لكن هذه هي مجرد قصص فردية. فموظغ واحد أو موظفان اثنين ليسا عددًا كافيًا لتبني عليه حجتك.
ووراء الفرض العام بأنه كلما زادت الأمثلة لتي تأتي بها لدعم فرضيتك. كانت حجتك الاستقرائية أكثر إقناعًا، لا توجد قواعد ملزمة للمحاجة بالأمثلة. سوف يتوقف نجاح المحاجة بقدر كبير على حسن تقديرك وحصافة رأيك. وأنت في حاجة إلى أن تتفادى انطباعًا بأنتك تقفز إلى نتائج مبنية على مثال أو مثالين. وتحتاج إلى أن تكون مقنعًا في التعميمات التي تستخلصها من الأمثلة التي تقدمها. وتحتاج إلى تجنب إعطاء الانطباع بأنك تنتقي أمثلتك، وتحدد منها ما يدعم فرضيتك وتتجاهل أو تتكتم ما لا يدعمها.
كن مستنبطًا
على عكس الاستقراء، وتعلق الاستنباط بالقواعد، أي قواعد المنطق، والتي هي مطلقة كقوانين أساسيات الرياضيات. ونادرًا ما ستقابل مواقف تتطلب منطقًا صوريًا كاملاً لإيجاد حجة مقنعة. مع هذا، فإن الوقوف على المنطق الاستنباطي مفيد في بناء حجج سليمة، وفي تفنيد الحجج التي تظهر عيوبها المنطقية.
القياس المنطقي
القياس المنطقي هو لب عملية الاستنباط، إلا أنه ابتكار آخر من ابتكارات أرسطو. والمنطق القياسي هو الخطة النافعة في تحليل واختبار التفكير الاستنباطي. ويتكون المنطق الصوري من المقدمات، والتي هي قضايا, وقضية نهائية، وهي النتيجة، والتي تتلو على نحو منطقي (أي الضرورة) المقدمات.
وصورة القياس المنطقي بسيطة:
إذا كانت أ صادقة
و ب صادقة.
فإن ج يجب أن تكون صادقة.
فمثلاً:
كل الرجال فانون (أ صادقة)
سقراط رجل (ب صادقة)
ولذا، فإن سقراط فان _ج يجب أن تكون صداقة)
المنطق الصوري
ويشتمل المنطق الصوري على ثلاث قضايا، الأوليان منها هما المقدمتان والثالثة هي الأخيرة، أي النتيجة. كما يشمل المنطق الصوري ثلاثة حدود:
الأكبر، والأصغر، والأوسط.
فأما الحد الأكبر فهو المحمول في النتيجة. وفي هذه الحالة يتكون من كلمة فان.
والحد الأصغر هو الموضوع في النتيجة. وهو هنا سقراط.
والحد الأوسط هو الحد الذي يظهر في كل من المقدمتين، لكن لا يظهر في النتيجة: رجال/ رجل.
والقضية التي تحوي الحد الأكبر هي المقدمة الكبرى: كل الرجال فانون. والقضية التي تحوي الحد الأصغر هي المقدمة الصغرى: سقراط رجل، والنتيجة هي القضية المستنبطة من المقدمتين الكبرى والصغرى. وإذا كان هذا التعريف يدهشك لشدة غموضه، يمكنك تعريف النتيجة بأنها القضية التي تحوي الحد الأكبر والحد الأصغر، لكن لا تحوي الحد الأوسط.
المفضلات