موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
ازدواجية العقل
ازدواجية العقل
انك تملك عقلا واحدا، إلا ان عقلك له وظيفتان مختلفتان ومميزتان، والخط الفاصل بين هاتين الوظيفتين يعرفه جيدا دارسو العقل. وتختلف هاتان الوظيفتان عن بعضهما البعض اختلافا جوهريا. فكل منها لها الخواص والقوى التي تميزها عن الأخرى وتختلف عنها.
وهناك الكثير من المسميات التي استخدمت للتميز بين وظيفتي العقل منها العقل الظاهري والعقل الداخلي، والعقل الواعي والعقل الباطن، والعقل المستيقظ والعقل النائم. والعقل الذي يظهر على السطح والعقل الكامن في الاعماق والعقل الارادي والعقل اللاإرادي، والعقل الأنثوي والعقل الذكري، والكثير غير ذلك مما يدل على الازدواجية التي يستم بها العقل بغض النظر عن أي شيء آخر.
وسوف تجد مصطلحي الواعي والباطن يمثلا الطبيعة المزدوجة لعقلك، واذا تبادر لذهنك مصطلحان أسهل فاستخدمها بكل تأكيد. أهم نقطة للبدء هي إدراك الطبيعة المزدوجة للعقل والاعتراف بها.
الاختلافات البارزة وطرق التشغيل
إن العقل الواعي يشبه الملاح وقائد السفينة الواقف في مقدمتها فهو يوجه السفينة ويصدر الأوامر إلى طاقم السفينة في غرفة المحركات والذين يسيطرون على الغلايات والذين يتولون قياس المسافات بين السفينة والسفن الاخرى.. الخ. فالرجال في غرفة المحركات لا يعرفون اين يتجهون فهم يتبعون الأوامر. فقد تصدم السفينة بالصخور إذا اصدر قائد وربان السفينة الواقف في مقدمتها تعليمات خاطئة قائمة على نتائج عمل الأجهزة الأخرى مثل البوصلة وجهاز قياس الأجرام السماوية. ويطيع العاملون في غرفة المحركات الربان لأنه هو المسئول والذي يصدر الأوامر التي يتم تنفيذها بصورة آلية. فأعضاء طاقم السفينة لا يراجعون القائد في تعليماته لأنه من المفترض ان يكون واثقا مما يقوم به، فهم ببساطة ينفذون تعليماته.
فقائد السفينة هو ربانها، وقراراته تنفذ. وبطريقة مماثلة فإن عقلك الواعي هو الربان والقائد لسفينتك التي تمثل جسمك وبيئتك وكل شئونك. ويتلقى عقلك الباطن الأوامر التي تصدر من عقلك الواعي وقبلها كحقيقة ولا يشك في الأوامر أو أساس اصدارها.
وعندما تقول لنفسك تكرارا: انا لا استطيع شراء هذا الشيء. عندئذ يقتبس عقلك كلمتك ويعتبرها دليلا على انك لن تكون في وضع سمح بشراء ما تريد. وما دمت تصر على قول: لا استطيع تحمل ثمن هذه السيارة او تكاليف تلك الرحلة الي اوروبا او شراء هذا المنزل او المعطف الفرو سوف تكتشف بكل تأكيد ان عقلك الباطن سوف يتبع اوامرك، وانك سوف تمضي حياتك وانت تعاني من نقص وعوز في جميع الاشياء وسوف تظن ان الظروف هي السبب في ذلك، ولن يخطر ببالك انك خلقت تلك الظروف لنفسك بالأفكار السلبية الانكارية.
شاهد طالبة جامعية حقيبة سفر جذابة وغالية الثمن إلى حد ما بأحد المحلات، وكانت عائدة إلى بيتها في إجازة وكانت على وشك ان تقول لا استطيع شراء تلك الحقيبة.
وعندما استرجعت في ذاكرتها شيئا كان قد سمعته في إحدى محاضراتي وهو لا تنطبع بأي عبار سلبية اعكسها في الحال وسوف تدهش مما سيحدث في حياتك.
واخذت الفتاة تحدق إلى الحقيبة وهي تردد عبارة هذه الحقيبة ملكي، انها معروضة للبيع انا اقبل هذ الحقيقة في ذهني وسيعمل عقلي الباطن على حصولي عليها.
لاحقا في هذا اليوم قابلت هذه الفتاة خطيبها في حفل عشاء فخم. وصل خطيبها إلى الحفل ومعه هدية ملفوفة بأناقة تحت ذراعيه. كتمت الفتاه أنفاسها وهي تفتح الهدية، فقد كانت الحقيبة الجليدة التي رأتها هذا الصباح وقالت انها ملكها، لقد ملأت عقلها بذلك التوقع، ثم حولت الأمر لعقلها الباطن الذي له قوة تحقيق الأمنيات.
قالت لي هذه الفتاة الطالبة بجامعة ساوث كاليفورنيا: لم يكن معي نقود لشراء تلك الحقيبة ولكن الآن اعرف اين اجد النقود، وكل الاشياء التي احتاجها وهذا هو الكنز الأبدي بداخلي.
المفضلات