المرض و المخ البشري
حالات غريبة ورائعة
يشير "راماشاندران" في كتابة إلى "توماس كوهن"، وكتابه المرجعthe structure of Scientific Revolution الذي قال فيه إن العلم يغلب عليه تجاهل الحالات غير الطبيعية إلى أن يمكن إدراجها في النظريات القائمة . أما رؤية "راماشاندران "، فقد قلبت هذا التوجه رأسًا على عقب، حيث كان يري أننا نستطيع التعامل مع الحالات العامة من خلال علاجنا للحالات الغريبة. وإليك ثلاث حجج فقط مما قاله:


- المرضي المصابون في أحد فصي المخ لا يهتمون بالأشياء أو الأحداث في الجانب الأيسر من العالم، بل إنهم قد لا يهتمون أحيانًا بالجانب الأيسر من أجسامهم. لم تكن "إلىن" تأكل الطعام في الجانب الأيسر من الطبق، ولم تكن تضع مساحيق التجميل على الجانب الأيسر من وجهها. ورغم أن هذا أزعج من يعيشون معها، فلم تكن حالتها نادرة، وعادة ما تنتج مثل هذه الحالة عن إصابات في الجانب الأيمن من الرأس، وخاصة الفص الجداري.


- وهم كابجراس حالة عصبية نادرة يعتبر المريض بها أن والديه، أو أبناءه، أو زوجه، أو أشقاءه محتالون. ورغم أن المريض يستطيع التعرف على هؤلاء الناس، فإنه لا يشعر بأي انفعال أو عاطفة عندما ينظر في وجوههم مما يجعل المخ يفترض أنهم محتالون. أما من الناحية العصبية، فهذا المريض يعاني من عدم ارتباط بين منطقة التعرف على الوجوه في المخ (في القشرة الصدغية)، والجسم اللوزي (وهو بوابة للنظام العصبي الطرفي)، وهو ما يساعد على تكوين استجابات انفعالية أو عاطفيه تجاه وجوه معينة.


- متلازمة كتوارد حالة مريضيه غريبة يعتبر المريض نفسة ميتًا، حيث يزعم بأنه يشم رائحة جسده المتحلل و ويرى ديدان تزحف داخلة إلى جسده وخارجة منه، ويقول "راماشاندران " إن هذه الحالة تحدث نتيجة لفشل في الارتباط بين بين المناطق الحسية في المخ والجهاز العصبي الطرفي الذى يتعامل مع الانفعالات، والمريض بهذه الحالة لا يشعر بأية انفعالات–بالمعني الحرفي للكلمة– لذلك ينفصل عن الحياة، ولذلك تكون الطريقة الوحيدة التي يستطيع مخه أن يتعامل بها مع هذه الحالة هي ان يفترض أن المريض لم يعد حيٌا. -