تأثير الكلمات على الذاكرة
الكثير من الناس يمضون أوقاتًا طويلة يخبرون فيها الآخرون كيف يعانون من ذاكرة "ضعيفة" للغاية. ولذلك فهم سوف يجدون ما يتوقعونه بالفعل، وهذه الذاكرة الضعيفة هي ما سيعانون منه بالفعل، فإن الكلمات التي نقولها تؤثر على أدائنا وخصائصنا.
وفيما يتعلق بالذاكرة، إن الأبحاث الحديثة تخبرنا بأننا في واقع الأمر لا ننسى أي شيء، فكل المعلومات موجودة داخل عقلنا. ولكن المشكلة تكمن في استرجاع هذه المعلومات. وهذا ما يفسر أنه قد يغيب عن ذاكرتنا اسم أحد الأشخاص ثم نتذكره في اليوم التالي. فاسم هذا الشخص لم يرحل عن عقلك ويأتي إليه بعد أربع وعشرين ساعة. بل الاسم كان في عقلك طوال الوقت ولكنك لم تنجح في استدعائه وقتها.
فالكلمات الذي نقولها تؤثر على عقلنا الباطن والذاكرة، فإذا كنت تؤكد دائمًا على عقلك الباطن بقولك: "أنا أتذكر الأشياء" فستجد أنه يمكنك استرجاعها بالفعل بتحسن شديد. وسيعمل عقلك الباطن على تذكيرك بالأسماء والأرقام وستتذكر أشياء أكثر وأكثر مما كنت تتوقعه.

العبارات التأكيدية
إن العبارة التأكيدية هي فكرة إيجابية تكررها لنفسك. لأن استخدام العبارات التأكيدية يمنحك القدرة على اختيار الأفكار الجيدة، والقدرة على ترسيخها في عقلك الباطن، لتشعر بتحسن كبير في أدائك.
إذا ما فرضنا أنك تقود سيارتك على الطريق السريع وكنت تعاني حينها من صداع نصفي، فهنا قد جاءتك الفرصة لتجمع بين قوة الكلمات وقوة الأفكار في آن واحد.
فابدأ وقل لنفسك: "إن رأسي لا تؤلمني".
فعندما تبدأ في قول ذلك، لا شك أن هناك ما سيقول لك: "أيها الكاذب، أنت لست على ما يرام على الإطلاق".
ولكنك إذا استمررت في التأكيد الإيجابي وحافظت على موقفك في أنك لا تعاني من الصداع، فسوف ترسخ هذه الفكرة في عقلك الباطن وسوف تشعر بتحسن بالفعل، وبعد مرور نصف ساعة ستقول لنفسك: "كان عندي صداع منذ قليل، ولكنه ذهب الآن، هل حدث ذلك بفضل هذه التأكيدات، أم أنها مجرد المصادفة؟". فيمكنك أن تستخدم مثل هذه العبارات التأكيدية في مواقف مختلفة.
فعلى سبيل المثال يمكنك القول وأنت في ملعب التنس كنوع من التأكيد:
"سألعب لعبة جيدة".
أو تقول على مستوى العلاقات الشخصية:
"إن الناس يعاملونني دائمًا بحب واحترام. وأنا أعامل كل الناس بحب واحترام".
وتستعين بهذا القول من أجل تحسين حالتك النفسية ومن أجل نجاحك في حياتك: "أشعر بصحة جيدة وأشعر أني بخير، وأني شخص ناجح".

إن احتمالات النجاح في هذه الحالة لا حصر لها.
وهذه العبارات التأكيدية لا تعني أن تصبح متخاذلاً وأن تكف عن بذل الجهد. ولكنها تكون بمثابة مدخل مختصر يمنحك القدرة على تهيئة وتكييف عقلك على ما تريده. فإذا قررت أن تكون مثل هذه العبارات التأكيدية جزءًا من حياتك تستخدمه بانتظام، فستجد أن مثل هذه العبارات بمثابة أدوات سهلة وفعالة حقًا.
فإذا كنت تميل إلى اللعب بالكلمات والعبارات غير المباشرة فربما تفكر في نفسك: "كيف لي أن أستخدم مثل هذه العبارات السهلة؟". وتمسك بمثل هذا المبدأ سيؤدي إلى استمرار إصابتك بالصداع، ولن تتمكن من استغلال قدرات عقلك على أتم حال. ومرة أخرى، كل منا مسئول عن اختياره.