أتقن إدارة شئونك

لديَ أنا و زوجتي صديقان منظمان حقاً. و لو كان النظام و التنظيم جزءاً من الأوليمبياد لكانا قد حصدا العديد من الميداليات الذهبية، إن الأكوام، و الفوضى، و الإهمال ببساطة كلمات لا يشتملها قاموس مفردات حياتهما، و لو أنك سألتهما عن رحلة قاما بها منذ أربع سنوات فسوف يتمكنان في غضون ثوان بسهولة من تقديم تفاصيل عن المطاعم التي تناولا فيها طعامها و الكتيبات التي تصف الأماكن المحلية المثيرة، و في الصيف لا يسمح لعشب واحد بالنمو أعلى من الارتفاع المسموح به في حديقتها، إنهما زوجان رائعان حقاًَ، و من النادر للغاية وجود شخصين مثلهما، بل إن معظم الناس ليسوا على هذا النحو تماماً.
و الواقع هو أن الغالبية العظمي من الناس لا يعيشون في هذا العالم المثالي من التنظيم و الترتيب، بل إن بعض الأشخاص لا يدركون حتى مدي فوضويتهم وعدم تنظيمهم، نظرا لأنهم بعد فترة من عيشهم في ظل الفوضى يعتادون عليها و تصبح غير مرئية بالنسبة لهم و يصبحون غير مدركين مدى التأثير المدمر لهذه الحالة على وقتهم.
فكر للحظة، ما مقدار الوقت الذي تمضية في اليوم، أو الأسبوع، أو الشهر بحثا عن الأشياء؟
أن البحث عن أغراضك بمعدل 10 دقائق فقط يوميا يعني إهدار ما هو أكثر من يومين و نصف من وقتك كل عام!
دعني أضعك في إختبار بسيط هل يمكنك الآن أن تضع يدك أو تجد الأشياء التالية في منزلك أو في العمل؟
• ملفا مهماً عملت عليه منذ ثلاثة أسابيع مضت؟
• بطاقة العمل الخاصة بشخص قابلته في مناسبة العام الماضي؟
• القفل الخاص بدراجتك التي لم تستقلها منذ ستة أشهر؟
• قطعة الورق التي تحتوي على الشفرات الخاصة بكلمات المرور الأمنية؟
• جواز سفرك؟
• العنوان الجديد لصديق ما ترغب في إرسال بطاقة تهنئة له؟
• رقم هاتف عميل مستقبلي كنت قد دونته بسرعة في مناسبة اجتماعية مؤخراً؟
• شاحن هاتفك؟
• البطاريات الاحتياطية الخاصة بآلة التصوير الخاصة بك؟
• آلة التصوير الخاصة بك ؟
• شهادة ميلادك ؟
• نظارة السباحة الخاصة بك ؟
• قائمة التسوق الخاصة بك ؟
• ماعدد الأغراض التي يمكنك العثور عليها في الحال؟
إذا كانت إجابتك هي لا شيئ، فأنت إذن عرضة للإصابة بمخاطر الفوضوية وعليك أن تتقن إدارة شئونك.
هناك بعض الأشخاص الذين ينظرون إلى التدقيق ، الترتيب و حسن التنظيم باعتباره علامة على الضعف و الحماقة و الهوس، بل و هناك حتى مقولة ساخرة تقول: “ الأشخاص المملون يملكون منازل مرتبة “، و هي عبارة جذابة و لكن غير صحيحة!
معظم الناس لا يرتبون أنفسهم بشكل كامل نظراً لأن الأمور من حولهم تدخل في حالة من الفوضى لدرجة لا يستطعون معها مواجهة المهمة التي أمامهم، و نظراً لعدم امتلاكهم ما يكفي من الوقت لترتيب الأشياء و إعادتهم إلى نصابها الصحيح .
أتقن إدارة شئونك إن مدربي و مرشدي مجال إدارة الوقت و عمليات التخطيط و التنظيم دائما ما يرددون شعارهم الشهير “ لابد و أن تنظم شئونك “ إلا أن مجرد قول ذلك لا يمنحك الوقت و النظام أو القابلية أو الدافع لتحقيقه .