أسوأ القادة
جنرال القوات الجوية الشهير الذي اعتبر أسوأ القادة:
دعني أخبرك عن شخص كان يقل عن ستة أقدام طولاً، ولكنه بلا ريب تعلم أن يكون قائدًا عظيًما، وأنا أعرف أنه تعلم القيادة، لأن واحدُا من الذين تعلم على يديهم أخبرني بذلك.
حصل هويت س. فاندينبريج على رتبة فريق أول وأصبح رئيسًا لأركان القوات الجوية الأمريكية وقد كان فاندينبرج قائدًا فريدُا. ففي أثناء الحرب العالمة الثانية، وعندما كان قائدًا للقوة الجوية التاسعة كان كثيرا ما يزور أسرابه في قواعدها، وفي إحدى المرات كان هناك مدفعي تابع لأحد الطواقم يعاني انهيارًا تامًا، فكان يصرخ: "لا يمكنني الذهاب اليوم" ويصيح أمام قائد طائرته: "سيدي لن أطير اليوم، لا يكنني الذهاب اليوم".
رأى الفريق أول فاندينبرج حالة الاضطراب هذه، فجرى نحو المدفعي ووضع يده على منكبه قائلاً": "أيها الرقيب، لست بحاجة للذهاب اليوم؛ فليس اليوم يومك، بل هو يومي أنا". قال هذا، وصعد إلى الطائرة، وأدى مهمته كمدفعي. يمكنك تصور أثار هذا الفعل على القوة الجوية التاسعة، ولابد أن هذا الفعل كان له أثره على المدفعي، حيث إنه مكث ثم طار المهام الإضافية اللازمة لاستيفاء نوبته.
لم يكن الفريق أول فاندينبيرج قائدُا بطبيعته فكيف عرفت ذلك؟ عندما كنت طالبًا بالكلية الحربية في ويست بوينت، كان رفيق صفي تيد ويلز واحدًا من خيرة أصدقائي، وكان والد تيد وجده قد تخرجا في نفس الكلية أيضَا، وقبل تخرجنا بوقت قصير كنت جالسًا مع تيد نتحدث إلى جده اللواء روبرت م. دانفورد. كان اللواء دانفورد قد تخرج في دفعة 1904 وكان قد أمضى وقتًا طويلاً بعد تقاعده من الخدمة في الجيش.
قال دانفورد موجهًا حديثه إلىَّ: "بيل، أفهم أنك ستنضم إلى القوات الجوية".
فأجبت: "نعم سأفعل يا سيدي؛ فأنا أريد الطيران"، فقال: "حسنًا، أنت تعلم أنني كنت حكمدارًا للطلبة تحت الجنرال ماك أرثر عندا كان مديرًا للكلية الحربية بعد الحرب العالمية الأولى، هل سمعت عن الفريق أول هويت فاندينبيرج؟".
فقلت: "نعم سيدي، لقد كان رئيسًا لأركان القوات الجوية منذ عشر سنوات مضت".

فقال: سأخبرك بشيء عن الفريق أول فاندينبيرج، وأنا واثق أنك لا تعرفه، عندما كنت حكمدارًا، كان طالبًا مستجدًا في سنته الأولى بالكلية، وذات مرة كادوا يفصلونه من الدراسة بالكلية".
تساءلت: "ولمَ؟".
فأجابني مبتسمًا: "نظرًا لغياب المقدرة القيادية".
لقد طور الفريق أول فاندينبيرج نفسه في الفترة منذ أن كان طالبًا مستجدًا في ويست بوينت إلى وقت تخرجه، لقد أصبح قائدًا عظيمًا، لا لأنه ولد قائدًا، ولكنه لأنه تعلم وطور نفسه كقائد.