أظهر التزماً غير عادي

إذا ما أردت إظهار التزام غير عادي، فلابد لك من الاستعداد لقبول المخاطرة، ولعلك سمعت عن المثل الذي يقول: “ طريق المجد محفوف بالمخاطر “. وهو مثل شعار لاعبي كمال الأجسام الذي يقول: “ لا معاناة ؛ لا فوز “. اسأل نفسك: ما أسوأ ما يمكن حدوثه؟ تقبل هذا الشيء وواصل طريقك.
هذه الشركة الصغير اكتشفت كيفية الحصول على أعمال كبيرة من الحكومة
شركة صغيرة كانت قد حاولت لسنوات الدخول في عمل صناعة الأقنعة الواقية للجيش الأمريكي، ولكن هذا العمل كله حصلت عليه شركة كبرى لها رأس مال يقدر بالملايين ويفوق حجمها حجم الشركة الصغيرة بخمسين مرة ، وكان بالشركة الكبرى مئات من المهندسين، في حين كان خمسة فقط في الشركة الصغيرة ، والشركة الكبرى كانت قد تولت معظم أعمال الأقنعة الواقي للجيش طيلة الخمسة وثلاثين عامًا الماضية، ولكن الشركة الصغيرة لم يكن قد سبق لها الحصول ولو على عقد واحد لتوريد الأقنعة الواقية، أما الاختلاف فكان يكمن في قيادة المؤسستين.
كان المدير المسئول في الشركة الصغيرة يؤمن إيمانًا مطلقًا أن باستطاعته ومهندسيه فعل المستحيل، كان مستعدًا للمخاطرة بسمعته وبموارد الشركة، وبالفرص الأخرى ليعرض 2 مليون دولار لعقد توريد أقنعة واقعية، وكانت قيمة اكبر عقد حصلت علية الشركة سابقًا لتطوير منتج جديد 200 ألف دولار، فأقنع رئيس الشركة أن بإمكانه إنجاز هذا والأهم أنه أقنع مهندسيه الخمسة.
عملوا وبحثوا وفعلوا كل شيء خطر ببالهم . قاموا برحلات كثيرة عبر البلد لزيادة عميلهم المحتمل. قرءوا كل شيء وجوه عن استخدام الأقنعة الواقية وتطويرها ، وأخيرًا جاء يوم تقديم العطاءات. ظلوا يعملون لثلاثين يومًا في إعداد أفضل عرض يمكنهم إعداده، وقدموا عطائهم وعرضوا قيمة للعقد.
وقد يتبادر إلى ذهنك أن الشركة الصغيرة استحقت الفوز بعد كل هذا الكدح. ربما، ولكن هذا لم يحدث، ولم تفز الشركة المنافسة أيضاً، فقد قررت الوكالة الحكومية تأجيل الشراء لمدة سنة نظرًا لمشاكل متعلقة بالميزانية ، وأتيحت الفرصة لكلتا الشركتين لإعادة دراسة الأمر وتقديم العروض من جديد.
وما نتج عن ذلك زيادة القيمة . وحينئذ اضطرت كلتا الشركتين لاستثمار وقت وموارد إضافية في المشروع ، ومع ذلك فواحدة فقط هي التي ستفوز ، وكانت الاحتمالات لا تزال تشير إلى فوز الشركة الكبرى، وقرر قائد البحث والتطوير في الشركة الصغيرة المخاطرة مرة أخرى، فطلب من مهندسيه مضاعفة جهودهم ، وإذا ما كانت هناك شكوك من قبل، فقد آمن المهندسون حينئذ بإمكان فوزهم بحق.
وبعد سنة قدموا عرضهم ثانية للحصول على العقد، ففازوا، ذلك العقد الواحد قاد الشركة إلى نوع جديد من الأعمال التي كانت قيمة مبيعاتها تقدر بملايين الدولارات سنوياً، وهذه النتائج كان مردها إلى قيادة فرد واحد، واستعداده للمخاطر، فلا مجد بدون مخاطرة.