خطأ: التوتر هو حالة إيجابية بالنسبة للفرد لأنه يحشد طاقته و يحفزه على النشاط و العمل. صواب: إن المستوى المناسب من التنشيط يحفز المرء على العمل إلا أن هذا المستوى عندما يتزايد و يتعاظم ينقلب إلى إستجابة توترية معطلة للنشاط و من خصائص التوتر السلبية ضعف الفعالية و التشوش و الأداء المنخفض و حتى شلل النشاط.
خطأ: الإسترخاء يبدد الطاقة و يمتصها و يترتب عنه الشعور بالتعب و بالكسل. صواب: يصون الإسترخاء الطاقة الإنتاجية التي بددها التوتر النفسي و الشدات. ومن خلال ممارسة الإسترخاء الفعال يستطيع الفرد السيطرة على طاقته وبالتالي يوجهها نحو الأهداف المفيدة. خطأ: في مقدور الفرد الوصول إلى الإسترخاء عن طريق شرب المسكرات ومشاهدة التلفاز أو الذهاب إلى أماكن اللهو و السينما. صواب: إن الركون إلى المرخيات الخارجية يؤدي إلى الإدمان (التعود) النفسي والفيزيولوجي و بالتالى يحرم الفرد من السيطرة على الذات و يفضي إلى حلقة مفرغة من الهروب من مواجهة الواقع و التغلب على متاعبه. خطأ: أنا لا أشعر بالتوتر و لا أعيشه نظرًا لأن صحتي جيدة و عادةً تظهر أمارات وجود التوتر النفسي في الأعراض الجسمية. صواب: كثير منا لا يشعر مباشرةً يتأثيرات التوتر النفسي و إنعكاسه على العضوية ، مثل : الصداع ، الألم القطني ، حتى الطبيب قد لا يجد أثر التوتر عندما يكتشف أن المريض لديه إرتفاع ضغط دم شرياني ، و كل ما في الأمر أننا نشعر بقلق مبهم و غامض ، و تصلب في أجسادنا ، و بالإنزعاج عند الإتصال مع الآخرين ، و بحدوث تبدلات في مزاجنا و عواطفنا و بشعور في الميل إلى فعل شئ ما دون أن نعرف كيف نقوم به ، و بالضجر و العشوائية و التخبط. خطأ: ليس لدى ما أفعله إلى أن أرى علائم التوتر ، أى لا حاجة للقيام بأى إجراء وقائي. صواب: ليس في هذا ما يدل على أن فرداً ما يعاني التوتر أو لا يعانيه ، بل إن ما يعنينا هو إن معظمنا يعجز عن التعامل تعاملاً فعالاً مع التوتر النفسي ، لذا لابد أن يلحق به التخريب الفيزيولوجي نتيجة هذا التوتر برغم أننا لا نعيه و لا ندركه. و مثالنا على ذلك إرتفاع ضغط الدم الشرياني. خطأ: نحن ندرك دومًا توترنا عندما نكون متوترين. صواب: أضحى التوتر جزءًا من حياتنا اليومية في هذا العصر. و أغلب الناس تآلفوا مع التوتر بحيث أضحى خارج نطاق وعيهم. و مع ذلك فإن هذا لا يعني أن التوتر لا يتراكم تأثيره في النفوس ، إذ أن كثيرًا منا يعاني تأثيرات التوتر الضارة المؤذية، و حتى لو كانوا في الظاهر لا يبدون متوترين أو لا يشعرون بإنزعاجه. و في مقدور التوتر أن يبدل علاقاتك مع الآخرين. أو يخرب وظائف أجهزة بدنك حتى في غياب المشاعر الذاتية للإحباط و القلق. خطأ: التوتر هو ذلك الشئ الذي يؤثر فقط على الناس الذين يلاقون ضغوطًا عالية في حياتهم اليومية.صواب: ]لا ، ليس هذا حقيقة. إن كثيرًا من الأفراد العاديين يعيشون التوتر الدائم و القلق خطأ: يحصل التوتر نتيجة الحوادث التي ألمت بنا. صواب: العكس هو الصحيح: إن الحوادث بذاتها لا تسبب أى كرب أو ضيق نفس و لكن نظرتنا إليها و تأويلاتنا لها هما اللذان يسببان الكرب و التوتر لنا. خطأ: الطريقة الوحيدة لتخفيض التوتر هو أن تبدل محيطك و بيئتك ، أو أن تتناول الأدوية المهدئة. صواب: ليس هذا صحيحاً. إن الطريقة الناجحة والفعالة لإضعاف التوتر النفسي هى تبديل مدركاتك و نظرتك نحو الحياة ، أو تغيير أهدافك في الحياة و أسلوب معيشتك ، و ذلك وفق ملائمة و ذات مغزى. خطأ: للعواطف إرادة طاغية بذاتها و يتعذر السيطرة عليها. صواب: هذا ليس صحيحًا. نحن لسنا ضحايا العواطف الراضة المؤلمة المكربة. و هذه العواطف المنافية لا تخرج من اللاشعور المجهول أو من الأمعاء. فالتوترات تصدر عن عوامل يمكننا السيطرة عليها. و نحن نستطيع تبديل مشاعرنا بتبديل سلوكنا أو تفكيرنا. سؤال: إن عملي يحتاج إلى كثير من الطاقة و العدوانية. فهل يؤثر الإسترخاء على أدائي؟ جواب: يؤثر الإسترخاء على الأداء بجانبه الإيجابي. فأولاً ، و خلافًا للمعتقد الخاطئ الشائع ، يزيد الإسترخاء الطاقة و الحيوية فيسمح لبدن الفرد بترميم احتياطاته من الطاقة.و ثانيًا ، بفضل الإسترخاء يستطيع المرء العمل أو التصرف بطريقة ديناميكية بدون أن يكون متوترًا مشدودًا. و الحق أنه إذا كان الفرد متنعمًا بالإسترخاء فإنه يستطيع أن يتصرف تصرفًا عاقلاً و ناجحاً و ينتقي أفضل الأداء و يتخذ أحسن القرارات إضافة إلى امتلاكه قدرة أكبر في السيطرة على سلوكه. و ثالثًا: إن المظهر الإسترخائي يوحي بالثقة من جانب الآخرين و قد تزداد ثقتهم في جدارتك و شخصيتك. سؤال: كيف يبدل الإسترخاء من شخصيتي؟ هل أصبح ضجرًا منكدًا؟ جواب: يؤثر الإسترخاء في تأثيرنا على الآخرين و لكن بطريقة إيجابية.فأولاً: يبدو الشخص المسترخي واثق النفس بطريقة غالبًا ما تكون مثيرة بالنسبة للآخرين. ثم إن الشخص المسترخي يكون التعامل معه سهلاً ، و ينعكس إرتياحه الذاتي و شعوره بالإطمئنان على الآخرين بالعدوى ، بحيث يشعر الآخرون بالإرتياح عند إحتكاكهم مع إنسان مسترخٍ. و لهذا السبب غالبًا ما يفتشون في معاشرتهم على الفرد الهادئ المسترخي و يعجبون به. و فضلاً عن ذلك يكون الفرد المسترخي طبيعيًا غير متصنع و أكثر ألفة ، فالكلمات التي ينطق بها تكون بلا تكلف. و ثانيًا: يتمتع الفرد المسترخي بالمدركات الواضحة الصائبة في المواقف المتفاعلة مع الغير ، أى بتعبير آخر يكون تأويله للموقف صائبًا واقعيًا لا تحرفه العصبية و لا الغضب. لذلك فإن الفرد الهادئ المسترخي هو أقدر من الفرد الغضوب المتوتر على رؤية و استشفاف ما يرغبه الناس و ما هم بحاجة إليه ، و ما يثيرهم و يغضبهم و يزعجهم. ثم إن الفرد الهادئ المسترخي هو أكثر قدرة على ضبط سلوكه ، لذلك ففي مقدوره أن ينتقي ما يرغب به الآخرون و أن يحس بما يزعجهم. سؤال: كيف يؤثر الاسترخاء على عاطفة الغضب؟ جواب: في مقدور الفرد المتمرس على الاسترخاء إعاقة ظهور الإستجابات الإندفاعية الهوجاء التي يندم عليها فيما بعد على جعلها متحكمة به ، موجهة لسلوكه نحو الطريق الخاطئ. و يستطيع الفرد المسترخي أيضًا السيطرة على تفكيره و رد فعله سيطرة واضحة التحكم و الضبط ، و إنتقاء الإستجابة الملائمة فيتجنب بذلك تصعيد التوتر في موقف عاصف ، و يحسن الظروف لحل المشكلة حلاً بناءًا. إن هذا النوع من التقرب و التعامل مع الناس الذين يثيرون غضبك يزيد من تبديل سلوكهم و يضعف فرص عداوتهم مستقبلاً ، و يجعلهم في الموقف الدفاعي بدلاً من الهجومي التعرضي.