الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام والقرآن والمال والأهل والمعافاة، الحمد لله على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وسيد ولد آدم أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

يبحث كثير من الناس عن النجاح والتأثير وغالبا ما يسألون عن سرّ هذا النجاح والتأثير ويبحثون عن الأدوات التي تحقق ذلك. ولقد تكلم الكثيرون عن أسرار النجاح والتأثير ووضعوا لذلك أمورا كثيرة لعل أبرزها وجود رؤية وأهداف واضحة والإدارة الناجحة للذات والوقت وغيرها من الأمور، ولا شك بأن هذه العوامل هامة جدا في تحقيق النجاح. ولكنني وجدت أمرا معينا يشترك فيه أغلب بل كل الناجحين والمؤثرين، هذا الأمر لم يتكلم عنه الكثيرون مع أنهم قد يشيرون إليه أحيانا أو قد يُفهَم من كلامهم أحيانا. هذا الأمر أعتبره عاملا أساسيا بل من مقدمات النجاح الأساسية. هذا العامل هو التركيز.

المتأمل في حياة العظماء والناجحين يجد بأنهم قد ركزوا في الغالب على أمر معين وبذلوا أوقاتهم كلها لتحقيق هذا الأمر، وكانت نتيجة هذا التركيز تطوير مجال معين أو ابتكار شيء جديد وفي الخلاصة تحقيق إنجازات متتالية خدمت أمة من الأمم أو خدمت البشرية جمعاء.

إنني أسعى من خلال هذه السلسلة والتي أسميتها ب(صناعة التركيز) أن أغرس مفهوم التركيز في حياتنا لكي نساهم جميعا في خدمة الوطن ونهضة الأمة، ومن قبل ذلك، تطوير أنفسنا.

ولقد وجدت أن الحاجة ضرورية لطرح هذا المفهوم في هذه الفترة خاصة أننا في زمن التخصصات، والذي يسعى للتأثير لابد له من التركيز في جانب معين حتى يبدع فيه ويخدم وطنه وأمته من خلال هذا الجانب.
أسأل الله تعالى أن يوفقني لطرح هذه السلسلة وأن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل وأن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.