عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 23
الذاكرة الحديدية ، عقبات على الطريق كيف تحافظ عليها !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(بعض الناس يبحثون عن أخشاب للتدفئة في غابة، ولكنهم لا يجدون)
مثل إنجليزي
منذ عصر الأغريق والناس مفتنون بالذاكرة، وقبل الانتشار الكبير لوسائل الكتابة المحمولة، كانت الذاكرة القوية ضرورية لعمل الكثير من الأنشطة،
فلم يكن يستطيع أي سياسس في أثينا القديمة أن يعتمد على النص المكتوب، والذي أصبح روتينًا لقاريء النشرات في التلفزيون
ورؤساء الولايات المتحدة، كان يجب حفظ الخطب بعناية.
وتطورت وسائل تنشيط الذاكرة للخدمة في هذه المواقف، في شكل توفير التقنيات الحديثة التي يستخدمها القائمون على الأنشطة الترفيهية،
ويتم إدارج ذلك في كثير من الكتب، ومع ذلك فإن هذه الوسائل قد لعبت دورًا صغيرًا نوعًا ما في تحسين الذاكرة،
فلم يتم اختراع القلم والورقة بلا هدف، فهم حتى الآن أهم الوسائل الخارجية المساعدة للذاكرة.
وحتى تحسن من ذاكرتك ينبغي عليك، أن تفكر في استخدام الوسائل الخارجية والداخلية المنشطة لذاكرتك، حيث أن الوسائل الداخلية
المنشطة للذاكرة هي إستراتيجيات تحسين القدرة العقلية على الاحتفاظ بالمادة التي تريدها، أما الوسائل الخارجية التي تساعد
على تنشيط الذاكرة، فهي التقنيات التي تريح عقلك من الحاجة الى تذكر الأشياء.
وكل ذلك سواء من وسائل داخلية أو خارجية، قد تناولناها في المقالات السابقة، ولكن الأمر يحتاج إلى كيفية الحفاظ على هذه الوسائل،
وخاصة الوسائل الداخلية، وقدرة التحكم في ذاكرتك، والبعد عن كل المؤثرات التي تؤثر على قدرة العقل والذاكرة.
التغيرات الحياتية:
قد تبدو التقارير التي تشير إلى زيادة معدلات الإصابة بالزهايمر "مرض فقد الذاكرة" مثيرة للخوف، ولكن الحقيقة
هي أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن تقوم بها، كي تحصن نفسك ضد فقدان الذاكرة، وهذا يعنى أنه قد حان الوقت لنتعلم
بعض الوسائل التي تعيننا علي كيفية التحكم في ذاكرتنا، وكيفية تحسينها في القضاء على الوسائل التي نستخدمها فتعطل ذاكرتنا.
ولعل إحدى هذه الوسائل وأسهلها، وسائل توفير مزيد من دعم الذاكرة، وذلك في الشروع باستخدام تنظيم جيد في الغذاء، والحد من الضغوط،
والحصول على قسط وافر من النوم، وتجنب الخمر والكافيين والإقلاع عن التدخين، فكلها عوامل من شأنها أن تحسن وظيفة المخ والذاكرة.
الضغوط والذاكرة:
من المعلوم أن الضغط يؤثر على الحالة المزاجية، والحالة المزاجية تؤثر على الذاكرة والتذكر، كما أن مشاكل التذكر
يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الضغوط، التي تؤثر على مدى القدرة على التذكر، وفي الحقيقة فإن القلق والإحباط يعدان سببان رئيسيان لمشاكل الذاكرة في أى عمر،
ويرجع ذلك إلى أن هذه الأحوال النفسية تسيطر على الشخص، وتجعل من المستحيل التركيز على أي شيء آخر.
وعندما تكون محبطًا أو تقع تحت ضغوط كبيرة، فإنك تميل للانطواء على نفسك، ولا تقوم بعملية تسجيل المعلومات بالطريقة الطبيعية التي كنت تقوم بها،
وبالتالي تكون أفكارك مشغولة بتأملات سلبية.
فكل من يسمع أخبار سيئة في عيادة الطبيب، يمكن أن يشهد بحقيقة أنه عندما يتملك الضغط والقلق من شخص ما، فمن الصعب أن يتذكر أي شيء.
حتى الكميات القليلة من الضغط، يمكن أن تؤثر على الذاكرة، فإذا كان لديك موعد عمل هام في التاسعة صباحًا،
ويتطلب منك الأمر 15 دقيقة لتصل إلى المكان، فسوف تشعر بتزايد الضغط النفسي، إذا لم تستطع التذكر
أين تركت مفاتيح السيارة أو الحقيبة، وكلما أصبحت أكثر يأسًا بالبحث عنها، أصبحت أكثر عصبية وتوترًا.
فكل ما عليك هو أن تهدا وأن تنتبه باهتمام، إذا كنت ستتذكر كل ما قاله الدكتور لك، وكما هو ضائع منك ولا تعرف مكانه، وأن تهدأ عند سماع أى خبر سيء.
وإذا واجهك في خلال يومك موقف أصابك بالتوتر، فعليك أن ترجع إلى الوراء بعيدًا عن الموقف مصدر التوتر وأن تسترخى، قد يكون هذا صعب للغاية،
وخاصة في وسط يوم ملئ بالضغوط، ولكنه أمر في غاية الأهمية؛ لتعود إلى مسارك الصحيح.
النوم والذاكرة:
في حين أن التوجه هو السهر وحشو الدماغ بالمعلومات قبل الإمتحان أو لتقديم عرض خاص بالعمل في اليوم التالي، إلا أن الحقيقة
هي أن أفضل ما يمكن أن تقوم به، لتضمن ذاكرة جيدة هو الحصول على الكثير من الراحة، عندما تكون نائمًا يتم مراجعة ما حفظته
وخزنته في دماغك، ولهذا السببب يمكن أن تستيقظ فجأة، وقد وجدت الجواب على مشكلة كانت تقلقك خلال اليوم،
فدماغك لاتنام بالليل كما تنام بقية أعضائك.
وللحصول على أفضل أداء للذاكرة، من المهم أن يحصل الدماغ على قدر كاف من النوم والراحة، ومن المهم أن يحصل على فترات من النوم العميق،
والتي تحدث كل ساعة ونصف ساعة تقريبًا، فتقوم الدماغ بالإنفصال عن الحواس، وتقوم بمعالجة ومراجعة وتعزيز وتخزين العلومات،
ويؤثر التدخل في هذا الوقت الهام من النوم بشكل خطير على أدائك فيما بعد.
لايحرم الأرق الانسان من الفترات القيمة، لتعزيز الذاكرة أثناء الراحة فحسب، وإنما يؤثر على التعلم خلال ساعات اليقظة، وهذه المشكلة تؤثر
بشكل خاص على الكبار، الذين يعانون في الغالب من العديد من مشاكل النوم، ويحصلون على القليل من النوم العميق، أي الفترة التي يقوم بها
الدماغ فيها بإعادة شحن نفسه، وبعد فترة يبدأ الشخص الذي يحصل على النوم الكافي،
بالشعور بحالة مزمنة من التعب ويجد من الصعب الإنتباه أو تسجيل المعلومات.
الأدوية والذاكرة:
فعلى سبيل المثال يستخدم بعض الأطباء في مجال طب الأسنان عقار الفليوم عبر الوريد للمرضى الذين يخافون العمليات الجراحية للأسنان،
ولا يقلل العقار من القلق فحسب، وإنما يجد المريض صعوبة في تذكر العملية نفسها الأمر الذي يساعد إذا كان المريض بحاجة لعملية جراحية أخرى.
في حين تصمم الأدوية لعلاج مشكلات طبية، إلا أن معظمها لها آثار جانبية، فيمكن لدوائين أو أكثر يتم تناولهما معًا، ثم يتفاعلان
مع بعضهما البعض، وتكون النتيجة التأثير على الذاكرة والعقل، فكثير من العقاقير تخفف من التوتر العضلي، والمهدئات والحبوب المنومة
ومضادات القلق في بعض الأحيان إلى اضطراب وفقدان الذاكرة، حتى الأدوية التي توصف للبرد أو الحساسية تحتوي على مواد طبية تضعف الذاكرة.
وأحيانًا يعاني المريض من مشاكل مؤقتة في الذاكرة، لعدة أيام إذا لم يحصل على أوكسجين كافي أثناء التخدير، ويعود إلى أن الجسم قد يستغرق بضعة أيام للتخلص من المخدر.
كيف تتجنب مشاكل الذاكرة المتعلقة بالأدوية؟
- قم بشراء جميع الوصفات من صيدلية واحدة، من شأن هذا مساعدة الصيدلي على معرفة أي تفاعلات، قد تؤدى إلى مشاكل محتملة.
- احضر قائمة بكافة الأدوية التي تتناولها إلى عيادة الطبيب، وأضف إليها كافة الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية، والفيتامينات والمدعمات الغذائية التي تتناولها.
- اتبع وصفات الطبيب، وإذا أخذت جرعة، لا تضاعف الجرعه التالية مطلقًا دون موافقة الطبيب.
- تجنب الاستخدام الطويل للمسهلات؛ حيث يمكن أن تؤدى إلى إختلال التوازن الكيميائى، التي يمكن أن يؤدى بدوره إلى الاضطراب، أو يؤثر على الذاكرة.
- لا تتناول الأدوية التي تحتوي على الكحول.
التدخين والذاكرة:
من المعروف أن التدخين يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، وبهذه الطريقة يمكن أن يؤثر على الذاكرة،
وقد أظهرت الدراسات أن نتائج المدمنين على التدخين في اختبارات الذاكرة، تكون أقل من نتائج غير المدخنين، كما تبين من
اختبارات تذكر الأسماء والوجوه أن ضعف الذاكرة البصرية واللفظية، يكون أكبر لدى من يدخنون أكثر من علبة سجائر في اليوم.
الكافيين والذاكرة:
في حين أن كمية الكافيين في القهوة والشاى تعد منشطًا خفيفًا، ويمكن أن تبقيك مستيقظًا وقادرًا على الإنتباه، إلا أنه يحتمل أيضًا
أن تؤدي إلى تأثير سلبي على الذاكرة، لأنها تؤدى للقلق الذي يؤثر على وظائف الذاكرة.
وقد بينت الدراسات أن الشخص الذي يكون مستيقظًا ويشعر بالراحة، لن يحصل على أي تنشيط للذاكرة من الكافيين، علاوة على ذلك
زيادة كمية القهوة يمكن أن تتسبب في مشاكل كبيرة للذاكرة، كما أن إمتناع الشخص الذي تعوّد على القهوة، يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية،
وفي الحقيقة أظهرت دراسة على طلاب الكليات أن تناول الكافيين، قلل من قدرتهم على تذكر قائمة من الكلمات.
والآن، ماذا بعد الكلام؟
احتفظ بذاكرتك وعقلك جيدًا، ابتعد عن كل المؤثرات التي تؤدي إلى ضعفها، من قلة النوم، وعدم تناول غذاء صحي سليم، والتدخين،
وعدم التقليل من الكافيين، فلا تكن مثل هؤلاء الذين لا يجدون الأخشاب، وهي تحت أيديهم في الغابة، وتعمل مثل الآخرين الذين
لا يحافظون علي الذاكرة، ببعض الأساليب السلبية التي تؤثر عليهم.
المفضلات