ادارة الذات هي الطرق والوسائل التي تعين الانسان على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق اهدافه، وتوفير التوازن في حياته ما بين الاهداف والرغبات والواجبات. والاستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق ما بين الناجحين والفاشلين في هذه الحياة، اذ ان السمة المشتركة بين كل الناجحين، هي قدرتهم على الموازنة بين الاهداف التي يرغبون في تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم تجاه عدة علاقات، وهذه الموازنة تأتي من خلال ادارتهم لذواتهم.
وادارة الذات تحتاج قبل كل شيء الى اهداف ورسالة تسير على هداها، اذ لا حاجة الى تنظيم الوقت او ادارة الذات بدون اهداف يضعها الانسان لحياته، لأن حياته ستسير في كل الاتجاهات، مما يجعل من حياة الانسان حياة مشتتة لا تحققشيئاً وان حققت شيئاً فسيكون الانجاز ضعيفاً، وذلك نتيجة عدم التركيز على اهداف معينة.
اساس بناء الذات
يقوم بناء الذات على نقطتين اساسيتين هما:
1- التأسيس، ويكون عبر ايجاد الوعي كحاجة من الحاجات الاساسية في بناء الشخصية والخبرة الكافية، وهذا يأتي من خلال متابعة الأحداث يومياً وباستمرار وينبغي ان تكون هذه المتابعة واعية ناقدة، ذات نظرة ثاقبة تقرأ ما بين السطور، وتربط ما بين الاحداث وتفهم ما أمامها وما وراءها.
ثم القراءة، لأنها الوسيلة الممكنة لكل فرد في عملية التثقيف الذاتي، وهي من الخطوات الاساسية في برنامج بناء الذات وتكوين الوعي والمطالعة وهي مفتاح المعرفة، وحتى تكون قراءة حقيقية، يجب ان تكون متنوعة.
وكذلك المشاركة في البرامج والدورات المنظمة والهادفة بما يوافق الميول والهواية اضافة الى اعداد الدراسات والأبحاث عن القضايا الحيوية التي تخدم الفرد والمجتمع، ويفضل كتابتها، لأن الكتابة لا تقتصر فوائدها على من يقرأ، بل هي في الأساس من انجع الوسائل لتنمية الذات.
2- الالغاء، وهي مرحلة تسبق مرحلة التأسيس، وتواكبها وتليها، وهي في كل احوالها مبنية على قيام الفرد بتفريغ قلبه ونفسه من كل داء وما يتركه من آثار وترسبات ضارة، فعملية البناء حتى تتم بشكل مناسب يجب ان تتم عملية طرد واحلال، طرد لكل الآفات وترسباتها، واحلال مبادئ بناء الذات مكانها.
قواعد تعين على ادارة الذات:
- عوّد نفسك على أن تكون أهدافك في كل عمل تقوم به واضحة ومحددة.
- حوّل خططك في السعي نحو أهدافك إلى عمل ملموس وواضح، وابتعد عن التسويف والبطالة.
- ألزم نفسك بالتخطيط لأمور حياتك المختلفة وابتعد عن الفوضى والارتجالية في أعمالك قدر الإمكان.
- أملأ ذهنك بالتفاؤل وتوقع النجاح بإذن الله، ولتكن ثقتك بالله تعالى عالية.
- قاوم محاولات النفس للهروب من الأعمال الجادة المهمة إلى المتعة واللهو باستمرار .
- ليكن شعارك المبادرة والمسارعة الى كل ما هو خير ومفيد.
- تذكر دائماً ان الاعمال اكثر من الأوقات، وعليه لا تُضع الوقت بتوافه الامور، بل قدم الأهم من الاعمال على ما سواه.
- نظم أمورك بكتابة مواعيدك والتزاماتك والتعود على حفظها، وكذلك تنظيم وتصنيف أشيائك في منزلك ومكتبك وسيارتك وغيرها بطريقة مناسبة تسهل عليك التعامل معها.
- احذر من ضياع شيء من وقتك دون عمل فهو ضياع الحياة، واحرص على أن تتقدم نحو أهدافك كل يوم ولو خطوة واحدة، فمن سار على الدرب وصل .
- اذا رأيت من عاداتك ما يعيق تقدمك لأهدافك، فعالجه واستبدله بخير منه، ولا يكن للعادات عليك من سلطان الا بقدر ما فيها من حق ونفع. ومعروف ان العادة هي ما يفعله الانسان بصورة آلية متكررة دون جهد فكري او مشقة بدنية، والعادات مكتسبة، لذلك يمكن تغييرها واستبدالها عند الحاجة لذلك.
- اجعل البحث عن الحق ديدنك، واحذر النفاق بجميع صوره واشكاله، واصدع بكلمة الحق بأدب وعفة وصدق ونَمِّ في نفسك القدرة على الحسم عند مفترق الطرق بين الحق والباطل.
- واجه نتائج أعمالك بشجاعة وصبر وثبات ومسؤولية، واحذر من كثرة الشكوى والضجر.
- لا تجعل شخصيتك كالزجاج الشفاف الذي يسهل كشف ما وراءه ومعرفة حقيقته، ففي الحياة الكثير من الفضوليين والمتطفلين بل والاشرار، واجعل لذلك باباً موثقاً وحارساً أميناً يأتمر بامرك فيفتح ذلك في الوقت المناسب وبالقدر المناسب ولمن هو أهل لذلك ويغلق عند الحاجة لذلك. وذلك يستدعي منك ان تتمرن على ضبط مشاعرك واحاسيسك وعدم الاسترسال في ابرازها ما لم يكن في ذلك مصلحة، وان تحتفظ بهدوئك ورباطة جأشك في المواقف المثيرة والجادة وان تختار الكلمات بعناية.
- تسلح بروح الفكاهة والمرح دائماً من غير إسفاف و لا مبالغة .
- احذر من الخيال الجامح المحلق في سماء الأوهام واحذر من التشاؤم المفرط المحطم للآمال.
- لا تغرق في الكماليات فتهلك في الترف بل تزود من المتاع بما يكفيك في مسيرتك نحو أهدافك.
دمتم بسعادة~