هل فكرت يوماً بأن تغير حياتك ؟ ..


هل فكرت أن تغيير أمراً اعتدت عليه ؟ ..


هل حاولت أن تكون ضمن صفوف الأوائل ؟ ..


لماذا تحلم دائماً بالتغيير ولا تأخذ خطوة واحدة نحوه ؟ ..


ولماذا يبقى الوضع كما هو عليه سنوات وسنوات دونما تغيير ؟ ..


وهنا أقول :- مع اتفاق جميع الباحثين على وجود قوة خفية للتغيير في داخلنا .. ولكن المعادلة تكمن فى جهلنا بطريقة التغيير .. مشكلتنا فى التغيير ليست الإمكانية ولكنها المبادرة يا سادة ..


يقول المفكر الإسلامى عبد الدائم كحيل :- ( قبل عشرين عاماً بدأتُ أتعلّق بهذا الكتاب العظيم – كتاب الله – وبدأتُ أكتشف أشياء مذهلة لم أكن أعلمها من قبل .. وربما يكون الشيء الأهم الذي أحدَثَه القرآن هو إيقاظ قوة التغيير بداخلي ، هذه القوة التي بقيت مختفية ونائمة حتى جاءت كلمات القرآن لتوقظها فتبدأ بممارسة نشاطها .. إنها قوة عملاقة تكمن في داخل كل منا ، يمكن أن أسميها لك أخي القارئ " قوة التغيير" .. هذه القوة هي التي تجعل الإنسان غنياً ، وتجعل إنساناً آخر مبدعأً ، وتجعل بعض الناس قادة أو فنانين أو علماء .. )


القرآن الكريم يسبق ..


قال تعالى :-


( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا *


وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) سورة الشمس : 7- 10..


وقال :- ( وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) سورة فاطر : 18 ...


وقال تعالى :- ( وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )


سورة العنكبوت : 6 ..


وقال :- ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )سورة الرعد : 11 ..


إذن أيها الحبيب :- زمام أمرك في يدك وكلما تقدمت البحوث في مجال النفس الإنسانية كلما وجدناها تقترب من النصائح والحكم التي وردت في القرآن الكريم خاصة وفي الكتب السماوية عامة، وهذا ليس بالأمر المستغرب.. لأن الذي خلق الإنسان والذي أنزل الكتب السماوية هو إله واحد وكلما تطور الإنسان في عمله كلما اكتشف أكثر حكمة الحياة وعظمة الخالق العظيم ..


ضوابط إسلامية ..


يقول الأستاذ فؤاد حمودة :-


( وتعاليم الإسلام فيها كثيرٌ من الضوابط لهذه النفس، وأول هذه الضوابط الصيام فأنت في الصيام تمنع نفسك من الطعام والشراب وهو أمامك، وكذا زوجتك؛


لأنك مأمور بعدم الاقتراب منها فتمتنع عنها، أنت في هذه الحالة تتحكَّم في نفسك.


كذلك الصلاة خاصةً صلاة الفجر لا توجد أمة تقوم في هذا الوقت لتؤدي صلاةً لربها سوى أمة الإسلام، وهي صلاة تحتاج منك إلى قوة، وإبليس يحاول منعك من هذه القوة الإيمانية، وذلك ما يخبر به حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه:


"يعقد الشيطان على ناصية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا هو نام، نم عليك ليل طويل،


نم عليك ليل طويل، نم عليك ليل طويل، فإذا استيقظ وذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإذا صلى انحلت عقده كلها، فيصبح نشيطًا طيب النفس،


وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ".


الشيطان لا يريد منك أن تهبَّ من نومك وهو يستعمل مع كل إنسان ما يناسبه،


فإن كانت صلاة الفجر تشغل بالك فهو يحدثك بأن تظل بعض الوقت إلى أن يضيِّعَها عليك، وإن كانت لا تشغل لك بالاً، فهو يخبرك بأن تنام فأنت مرهَق ولا حاجة لك بها )


المارد بداخلك ..


يقول " انتوني روبينز" في كتابه : أيقظ العملاق داخلك :-


( تقول الإحصائيات أن أقل من 10% ممن يشترون كتاباً ما هم فقط الذين يتعدون في قراءتهم الفصل الأول ، والحقيقة أن هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يستفيدون من الكتب التي يشترونها يهدرون ثروات جبارة يمكنها أن تغير حياتهم .. ولا شك أنك أخي القارئ وأختي القارئة ليست ممن يميلون لخداع أنفسهم بالاستهتار بما يقرؤون ، وأنا على ثقة من أنك ستحاول الإفادة مما سنكتبه في هذه الرسالة والتي تتناول موضوع النجاح في الحياة والتي نقتبس بعضها ) ..


ويقول المفكر الإسلامى عبد الدائم كحيل :-


( في البداية أود أن أخبركم بأن هذه القوة موجودة في كل واحد منا، وهي تنتظرك حتى توقظها من رقادها، لتستمتع بالحياة وتعيش وكأنك ولدتَ من جديد.


ولكن هنالك بعض الحواجز التي تغلف هذه القوة وتمنعك من الوصول إليها، فما هو الحل؟


أولاً يجب أن تعلم بوجود قوة التغيير في أعماقك،


وأن تثق ثقة مطلقة بأنك ستصل إلى هذه القوة.


وتكون بذلك قد قطعت نصف الطريق نحو التغيير.


ويمكنك الحصول على هذه الثقة بأن تقنع نفسك بأنك ستتغير


لأن الله يطلب منك ذلك وأسرتك تطلب منك ذلك والحياة تطلب منك ذلك!


تأمل وستجد الحل ..


أخي .. أختي ...


في اللحظة التي تنوي فيها التغيير سوف تجد أن الله معك فهو القائل :-


( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) سورة العنكبوت: 69


يقول صاحب الظلال :-


( الذين جاهدوا في الله ليصلوا إليه، ويتصلوا به ..


الذين احتملوا في الطريق إليه ما احتملوا، فلم ينكصوا ولم ييأسوا ..


الذين صبروا على فتنة النفس، وعلى فتنة الناس .. الذين حملوا أعباءهم،


وساروا في ذلك الطريق الطويل الشاق الغريب .. أولئك لن يتركهم الله وحدهم،


ولن يضيع إيمانهم ولن ينسى جهادهم ..


إنه سينظر إليهم من عليائه فيرضاهم، وسينظر إلى جهادهم إليه فيهديهم ..


وسينظر إلى محاولتهم الوصول فيأخذ بأيديهم،


وسينظر إلى صبرهم وإحسانهم فيجازيهم خير الجزاء )