أهمية المهارات الحياتية وتضمينها في مناهجنا الدراسية


هناك مهارات حياتية من الأهمية أن يكتسبها الجيل الجديد وبأساليب تربوية في مستهل تنشئته الاجتماعية تكفل له التعامل مع المواقف والأحداث العديدة والمتنوعة والمتغيرة التي يموج بها المجتمع مما يهييء للجيل الجديد أن يتمرس علي التعامل مع الآخرين ويعيش حياته بشكل أفضل‏,‏ عندما يحسن تعامله مع المواقف وينجح في مواجهة الأحداث‏.‏
وتحقيقا لهذا بادرت وزارة التربية والتعليم إلي دمج اكتساب المهارات الحياتية في سياق المفاهيم العصرية الـ‏19‏ التي أدمجتها في المناهج الدراسية والأنشطة التربوية لطلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية‏.‏
وصنفت المناهج الدراسية المهارات الحياتية الي ثلاثة محاور‏:‏

‏(1)‏ مهارات انفعالية ومنها‏:‏ ضبط المشاعر ـ التحكم في الانفعالات ـ سعة الصدر والتسامح ـ تحمل الضغوط بأشكالها ـ تنمية قوة الإرادة ـ المرونة والقدرة علي التكيف ـ تقدير مشاعر الآخرين ـ القدرة علي مواكبة التغيير‏.‏

‏(2)‏ مهارات اجتماعية ومنها‏:‏ تحمل المسئولية ـ احترام الذات ـ المشاركة في الأعمال الجماعية ـ القدرة علي تكوين علاقات ـ اتخاذ القرارات السليمة ـ القدرة علي التفاوض والحوار ـ اداء بعض الأعمال المنزلية والأسرية ـ تقبل الاختلافات‏(‏ جنس ـ لون ـ دين ـ ثقافة‏)‏ القدرة علي الاعتماد علي النفس ـ القدرة علي التواصل‏.‏

‏(3)‏ مهارات عقلية ومنها‏:‏ القدرة علي التفكير الناقد ـ معرفة أفضل طرق لاستخدام الموارد ـ القدرة علي التعلم الذاتي والتعلم المستمر ـ القدرة علي التنبؤ بالأحداث ـ القدرة علي التخطيط السليم ـ القدرة علي البحث والتجريب ـ إدراك العلاقات ـ القدرة علي الابداع والابتكار‏.‏

‏***‏
وأوضح مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية أهمية اكتساب مثل تلك المهارات الحياتية فيما يلي‏:‏
أولا‏:‏ حاجة الانسان الي العديد من وسائل وطرق اكتساب المهارات الحياتية نظرا لتعدد وتباين هذه المهارات بتعدد أنماط وأشكال الحياة نفسها والتي يمكن أن يحصل عليها الفرد إما بملاحظة الآخرين أو من خلال مجموعة المعارف والخبرات التي يكتسبها بنفسه أو من خلال ما لديه من خبرات سابقة‏.‏

ويمكن تصنيف المهارات الحياتية حسب أبعاد حياة كل فرد الشخصية والاجتماعية الي مهارات حياتية تتصل بالفرد ذاته‏(‏ إمكاناته ـ قدرته ـ موروثاته‏)‏ ومهارات حياتية تغطي الجوانب الاجتماعية‏(‏ علاقاته مع الآخرين علي مستوي الأسرة ـ الاصدقاء ـ محيط العمل ـ مستوي تعاملاته اليومية‏)‏

ثانيا‏:‏ تتركز الحاجة الي اكتساب المهارات الحياتية في إعطاء الانسان الفرصة لأن يعيش حياته بشكل أفضل ومثل هذه الحاجة أصبحت أكثر إلحاحا عن ذي قبل لما يتسم به هذا العصر من انفجار معرفي ومعلوماتي مطرد وتغيرات تكنولوجية متلاحقة في كل المجالات تعتمد في مواجهتها علي المعرفة المتقدمة والاستخدام الأمثل للمعلومات‏,‏ الأمر الذي يتطلب اعداد افراد قادرين علي التكيف والتعامل بفاعلية وإيجابية مع تلك التغيرات التكنولوجية وذلك من خلال تدريبهم علي العديد من المهارات الحياتية‏.‏

ثالثا‏:‏ حاجة كل فرد أن يتعلم عديدا من المهارات الحياتية بما يتفق ومتطلبات حياته ولن يتأتي ذلك بالنسبة للتلاميذ في المرحلتين الابتدائية والاعدادية إلا من خلال المناهج الدراسية والأنشطة التربوية التي تعمل علي توعية التلاميذ وتدريبهم علي ممارسة عديد من تلك المهارات الحياتية بما يمكنهم من مواجهة تلك التغيرات بنجاح وهذا ما حاولت المناهج المطورة أن تحققه‏.‏

‏***‏
ويمكن تقديم نماذج حية من المناهج المطورة التي استوعبت مفاهيم المهارات الحياتية ومنها مهارة تحمل المسئولية ومهارة سعة الصدر والتسامح في كتاب التربية الدينية الاسلامية بالصف الأول الابتدائي ومهارة المشاركة في الأعمال الجماعية في كتاب التربية الدينية المسيحية للصف الثالث الابتدائي ومهارة ضبط المشاعر في كتاب اللغة العربية للصف الرابع الابتدائي ومهارة اتخاذ القرارات السليمة في كتاب العلوم للصف الرابع الابتدائي ومهارة المرونة والقدرة علي التكيف في كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائي ومهارة القدرة علي التفاوض والحوار في كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الخامس الابتدائي ومهارة تنمية قوة الارادة في كتاب الرياضيات للصف الثاني الاعدادي ومهارة القدرة علي تقبل الاختلافات في كتاب اللغة العربية للصف الثالث الاعدادي ومهارة التفكير الناقد في كتاب العلوم للصف الثالث الاعدادي‏...‏ الخ

‏***‏
وتشير مثل تلك النماذج بوضوح الي أن تصنيف مفاهيم المهارات الحياتية قد شمل مختلف المواد التعليمية ابتداء من كتاب التربية الدينية الي كتاب العلوم ومرورا بكتب اللغة العربية والرياضيات والدراسات الاجتماعية‏..‏الخ وأنه تم تصنيف وترتيب المفاهيم بحيث تندرج من البسيط الي المركب ومن السهل الي الصعب لتتناسب مع المستويات العمرية والادراكية للتلاميذ في المرحلتين الابتدائية والاعدادية‏.‏

‏***‏
وأخيرا فإن دمج مفاهيم المهارات الحياتية في المناهج المطورة يعين التلاميذ علي التعرف علي حركة المجتمع والتعامل مع افراده ومؤسساته وفاعلياته وهو عمل علمي وتعليمي وتربوي وثقافي يعد لبنة اساسية من لبنات التنشئة الاجتماعية للجيل الجديد‏