:: بحثت عنه في الإنترنت ووجدت ملخص له ::
:: واللي حآب يقرأ النسخة كآملة يشتريها من جرير ::
الملـــــــخص ::
فكرة الكتاب تدور حول أربع شخصيات وهم سنيف - سكورى - هاو - هيم
في مكان مجهول من هذا العالم كان يعيش فأران صغيران هما" سنيف " و " سكورى " إلى جانب رجلان من الأقزام!! هما " هيم " و " هاو " .!!
كان النظر إلى هذه المجموعة التي اتحد حجمها، يملاء القلب دهشة ورعباً! ولكن مع ذلك كله كان منظراً ظريفاً يدعو للتأمل!!
كان همُ هؤلاء الأربعة هو البحث عن قطع الجبن بأنواعه وأشكاله،بل كان هو صنوان حياتهم ، وأكبر دوافعهم على البقاء، كان يبدأ هؤلاء الأربعة صباحهم بارتداء أخفاف مريحة،،وملابس رياضية وينطلقون في المتاهة التي وجدوا بها،،يسعون سعياً حثييثاً للبحث عن الجبن،،
مرت الأيام وكانوا يجدون من فتات الجبن مالايكفيهم،، وفي يوم من الأيام ولعله من أسعد أيامهم وأحلاها يومٌ أشرقت شمسه على هؤلاء الذين لاتكاد تبصرهم من شدة سعيهم وعدوهم، في هذا اليوم عثر الفأران على مخبأ للجبن فتوقفوا سريعاً وبدأوا في التهمام الجبن لايألون على غيره،،
وبعد برهة وصل أصحابنا الأقزام الذين كان للمشاعر الإنسانية دور كبير في تأملهم وفرحهم واستبشارهم بهذا المخزن الأول الذي وجدوه،،،فرحوا وطربوا وأكلوا وشبعوا،،بل رسموا صوراً لهذا الجبن على جدران المخبأ ،،لم يكونوا يفكروا في شيء ماكانوا يفكرون في هذا الجبن،،ظلوا يأكلون من الصباح حتى المساء،ثم يعودون إلى منازلهم على أمل أن يعودوا غداءً،،وبدل استيقاظهم في الصباح الباكر،،وربما في الهزيع الأخير من الليل ،،فقد حط القوم رحالهم، وناموا نومة قرير العين هانيها!!
بعد أن طلع الصباح وارتفعت الشمس واقتربت الظهيرة قام القزمان يجران أثوابها وقد ألقى كل منهما بخفه وملابسه الرياضية،،دخلا إلى مخبأ الجبن وكلهما استبشار ،مرا على الفأرين وقد ربط كل فأر خفه في رقبته،،وثنى أثواب الرياضة تحت إبطيه،،لم يستوقف الأقزم شيء من ذلك،،بل بدأ الاثنان في التهام الجبن ورسمها على الجدران ،،وكان مما كتبا إن الحياة لابد أنها ابتسمت لنا بعد عثورنا على الجبن!
ولم يفت القزمان أن يدعوا أصحابهما من الأقزام إلى وليمة دسمة من الجبن بأنواعه،وفتحا لهما المخبأ على مصراعية،،ولم ينس " هيم " و " هاو" أن يبجلا نفسيهما،،وصنيعيهما ومثابرتهما حتى حصلا على هذا المخبأ،،،ومع هذا الكرم إلا أن القزمان اكتفيا به ولم يعاودا هذه الدعوة الكريمة،،،
كان هاو يحلم ببيت سعيد وأسرة،،وكان هيم يحلم بشراء بيت على سفوح الجبال، وبعلاقات اجتماعية ، وصداقات من وراء هذا المال.
وأما سنيف و سكورى فلايكادان يرفعان رأسيهما فرحاً وغبطة،،،
كان هاو لايكف عن الضحك والقفز سعادة بما وجد،وكان هيم قد تجاوزه بمراحل إذ كان لايكف عن الأحلام التي بناها على هذا المنجم كما يسمياه.
لقد ارتاح هاو وهيم من كابوس الضياع ومن عيش المساكين والفقراء،كانا فيما مضى بالكاد يجدان قوة يومهما وقد لايجدانه! أما الآن فلايشك أحدهما أن الغد كاليوم ،وبعد غدٍ لن يفارقهما كثيراً.
أصبح هاو وهيم في يوم لم تطلع شمسه وذهبا إلى مطعمهما الجزل الوافر،،فكانا يسيران وهما يتهامسان عما عساهما سيبدأن بأكله هذا اليوم؟هل من أعلى الجبن أو من أسفله،،أم من شرائح الجبن ،أم من مختمره،،قدما على المخبأ وهما لايكفان عن الضحك والأحلام.
وقبل وصولهما ببرهة كان الفأرين قد وصلاء في الغسق فرأيا منظراً لطالما توقعاه،فقد وجدا الجبن قد نفد والمخبأ خالٍ إلا من وجودهما!!
جلس الفأران على أرضية المخبأ لابكاء ونياحة بل ليلبساء خفيهما ويرتدياء ملابسهما الرياضية التي لم تفارقهما ولو لمرة،،وبحركة سريعة وخفيفة كان سنيف و سكورى
قد انطلقا في معمعة هذه المتاهة ودهاليزها،،ولم يكن لأنف أي منهما –الصغير- أن يحيط بكل مافي المتاهة ولكن لاحل آخر فيرياه،،ولامجال للمشاعر ولاللعواطف،،انطلقا فلاأثر..
بعد مدة طالت قليلاً حضر هاو وهيم، فلما دخلا تقربهم أمانيهم وتأخذ بتفكيرهم وترد،،ماإن رأى هيم المنظر حتى أطلق صرخة الفزع والمصيبة،،ثم أردف هاو بالصراخ! ولكن هيم ظل يصرخ وكأنه يستنجد ؟ولكن ممن؟!! كان من فرط فجيعته كأنه ينادي الفاعل ولعله كان يرتجيه أن يعيد جبنه!! وأما هاو فظل يشتَم الجبن ويتحسس المكان وكأنه في كابوس مطبق، لم يستطع أن يتكلم فقد كان صوت هيم وصراخه يتردد في أرجاء المخبأ فلاترده إلا أذني هاو،،فلم يرَ هاو بداً من مشاركته وظل الاثنان يندبان حظهما العاثر،،ولايكادان يصدقان مايريان!!
كان هاو وهيم كأنما أصبتهما الغبطة بما وجدا بالعمى!! فلم يلحظ أي منهما كميات الجبن وهي تنقص وتتقلص طوال مامضى من زمن،،بل لم يعبث بأنفيهما المغرمين رايحة الجبن الفاسد في أطراف المخبأ!!!!
ظل الاثنين في بكاء ونياحة حتى أسدل الليل سدوله فلما يجدا بداً من الرجوع إلى مأواهما وقد خامر الجوع بطونهما وخامرت الحيرة العقول،،
في الصباح الباكر تسابقا إلى المخبأ وكأنهما يتوقعان شيئاً غير ماحدث بالأمس! ولكن هيهات أن يعود الجبن بقدميه!!
صرخ هيم لما دخل المخبأ أريد جبني،، أريد جبني،،بينما هاو واضع يده على خده ،وكأنه ينتظر هل سيرد على هيم أحد،،ولعله في قرارة نفسه يأمل ذلك إذ كان لاشعورياً يرفض الاقتناع بما كان يرى من تناقص الجبن المستمر، وفساد بعضه ولكن لم يرد أن يسترسل في تفكيره ،،وأخذ يصرخ مع هيم،،،وجلسا حتى أظلم الليل وعادا!
في اليوم التالي عادا وقد ارتسم الأرق على وجهيهما،،ودخلا المخبأ ،جلس هيم كالعادة يتحسر على أحلامه ومشاريعه ،،ويتوقع أن الفاعل سيعيد جبنه،،ولم يكن حال هاو بأحسن منه،،ولكن بعد برهة ،قال هاو: ماذا لو كان الجبن قريباً منا ولكنا لم نستطلع حتى خلف جدار مخبئنا!! سكت هيم عن ندب حظه ورأى الفكرة بسيطة خاصة أنه رأى ألا يكلف نفسه كثيراً فقد وجد أسهل طريقة هي شق الجدار الذي خلف ظهره لعل الجبن قد سحب إليه!! وبسرعة تحرك هيم وهاو وهما لايألوان على شيء،،فنخرا خرماً صغيراً ولكن لم يريا شيء،،وظلا على هذا الحال حتى كسرا كامل الجدار،،،ولكن بدون فائدة،،وبسرعة تسابق سرعة التعب جلس هيم محبطاً غاضباً كيف لم يجد الجبن،،وجلس هاو بقربه حتى خيم الليل وعادا على بيتهما خاويا البطن!! بينما كان " سنيف " و " سكورى " قد وجدا مخبأ جديداً مليئ بالجبن منذاليوم الثاني!! فهما لم يتلفتا إلى الخلف أبداً،،
وفي يوم شديد الوطأة على هيم وهاو قاما مثقلين من سريرهما وهما لايكادان يقفان من الجوع والكمد،،سحبا نفسيهما إلى المخبأ إلا أن عيني هاو كانت تزيع إلى المتاهة الشاسعة التي أمامهما فيرفض مجرد الإقدام،،ولكن تمالك نفسه وقال : ياهيم ماذا لو دخلنا تلك المغارات لعلنا نظفر بشيء خلف هذه الأستار؟؟قال هيم: لن أخاطر بنفسي من أجل المجهول وسأظل أنظر لعل من أخذ الجبن يعيده أو لعلني أجد لجبني أثر،،ثبطت هذه الكلمات من معنويات هاو،،ولكنه عندما دخل المخبأ أحس بسأم ومنظر يذكره بالافلاس والحزن،،فلمعت عيناه وهو يراقب المتاهة فقال :لن يكون دخول المتاهة والمخاطرة بأسوء من واقعي،،فجأة نهض وسحب هيم الذي تمسك بمخبأة وتخبأ في داخله رافضاً أن يلقي بنفسه في حياة لم يعهدها،،،هرول هاو وهو يحاول أن يسابق تفكيره الذي لابد أن يخطر بباله من حب للدعة والسكون وخوف من الإقدام على المجهول،،
انطلق هاو إلى المغارة ،بعد أن تأخر قليلاً في شراء خف مريح وملابس رياضية جديدة لأنه تخلص من القديمة لما ظن أن الحياة توقفت فجأة!!!!
عاد إلى المتاهة مسرعاً، فكان كلما دخل خيل إليه أن أنوار العالم الخارجي كأنما تنطفي ليعيش الواقع بدون هيم ولأول مره،،شعر هاو بالحزن والخوف لكنه تذكر أنه عندما يحقق شيئاً فإن هيم سيكون بصحبته،،
صرخ هيم ليكسر الحاجز الذي طالما أحاط نفسه"حان للوقت لخوض الحيااة"
وأخذ حجراً كتب به على جدران المغارة:
"من لم يتصرف سريعاً فسيموت "
ورسم حول العبارة صورة جبن لعلها تضحك هيم وتكون دليله في المغارة ،،فلابد أن هيم رجل عاقل،،،
انطلق هاو في داخل المتاهة التي بلاشك كأنها فوهة تقوده إلى المجهول،،
وبعد أن قطع هاو شوطاً عاوده الحنين إلى داره وجلوسه مع هيم، بينما كان كل ماحوله سكون وسواد،،فالتفت إلى الخلف خائفاً مذعوراً يتمنى كغيره أن يكون مرتاحاً هاديئاً،،ولكنه تذكر أنه لايمكن أن يكون كغيره لأنه في مفترق الطريق وأنه لابد من مواجهة الواقع ليرتاح مثلما ارتاح غيره،،،
أدار هاو وجهه تلقاء زوايا المتاهة مرة أخرى فأحس بلفحة هواء بارد ،فلم يستغرب ذلك فقد كان جسده رطباً يقطر عرقاً من فرط الخوف،،
لكن هاو قرر أن يفهم نفسه،،فأخذ محكاً وكتب على أحد جدران المغارة،،
عندما تكون خائفاً ،فتذكر أمرين،،الأول لابد من التصرف لازالة هذا الخوف سريعاً،ثم لابد من أن يكون خوفاً معقولاً:
مشى هاو مشياً حثيثاً لأنه قرر أن يمر في كامل المتاهة ،،فإما يجد الجبن، أو يكون عندها فعل كل مافي وسعه فرضي،،
ولكن الجوع لم يدع هاو يسلم من التردد مرة أخرى! ولكن سرعان ما ذّكر هاو نفسه بأن هيم ليس أحسن حال منه وأنه لو عاد بهذا الجوع فلابد أن يلاقي حتفه في هذه المجاهل،،،
تناسى هاو الأمر وعبر ممرات كثيرة فوجد ويال سعادته قطع جبن متناثرة من هنا ومن هنا!!صحيح أنها لاتكفي إلا لوجبة واحدة ،ولشخص واحد ولكن لابأس بها فقد أشعرته أنه يسير في الاتجاه الصحيح،،
فقفل راجعاً ليصل إلى هيم ويناشده أن يسير معه في الطريق فساءه وضع هيم الذي كان هزيلاً يردد أريد جبني أما آن لمن أخذها أن يرجعها؟؟ أنا لاأريد سواه،،
أدرك هاو أن صديقه لم يتغير فالأمور تتبدل وهو متمسك بماضيها الذاهب عجباًَ!
رجع هاو يقتص أثر كتاباته حتى وصل من حيث جاء،،
ولكن الأفكار لاتترك هاو الذي فكر في أنه ذهب متأملاً أن يحصل على منجم جبن آخر فلعله لايجده فيسخر منه هيم،،
صرف هاو هذه الأفكار فهو لايستطيع أن يسيطر على كل اعتقادات البشر ونظرتهم إليه،،
كان هاو يشجع نفسه ويذكرها بأن سنيف و سكورى ليسا أفضل منه حالاً ولاأكثر ذكاء فليسعه ماوسعهما،،
وفي هذه الأثناء تذكر هاو منجم الجبن الأول وكيف كان يظن أنه لن يبيد،،بل تذكر هاو أن الجبن بدأت رائحته تتغير ولم يلحظا ذلك،،فهما لايصدقان أن ماعاشا فيه من خير سيزول يوماً،،وتذكر كيف أن جبال الجبن بدأت تنقص وهما كالأعميان لايدركان ذلك،،،حتى ظنا الخلود على تلك الحال،،
انحنى هاو بسرعة والتقط حجراً من الأرض وكتب هذه الملاحظة:
يجب أن تشم الجبن من حين لآخر لتحدد موعد نفاده،،لتتدارك الأمر،،
وبينما كان هاو يكتب فاحت رائحة زكية،قد ألفها وأحبها ،إنها رائحة جبن قريب،،رمى هاو بالحجر وأسرع لاتجاه الرائحة،،فرأى مخبأ كبيراً أسرع إليه تسابق نبضات قلبيه رجليه،،مر في خيالة أنواع الجبن وأصنافها،،دمعت عيناه فهل سيرتاح بعد هذا التعب والسهر،،،
أحس في هذا الوقت أن الدنيا توقفت، وأنه لم يعد يستطيع بقدرته تجاوز هذا المخبأ، فقد كان متعباً فكر في أنه لو لم يجد هذا المخبأ لماكن يستطيع للسير من جهد،،
دخل هاو المخبأ فإذا هو كالعطشان الذي يتابع السراب فقد كان المخبأ مهجوراً ،،لاشيء فيه!!
وهنا كاد يعاود هاو شعوره القديم ويأسه وخموله ووضعه المتواكل،،
إلا أنه ضحك ساخراً من نفسه التي أدرك أنها مازالت تحتاج لمزيد صقل، واقتناع بأن الجد مطلوب ،،وأنك ماكنت بالغا مناك دون كد عمل،،
التفت بنظره إلى صوب مغارة أخرى أسرع إليها مع وافر تعبه فقد كان يهرول لمايجد من خوف لما يراه من منظر هذه الممرات، فيهرول ليخرج منها سريعاً،،
ولكنه رأى ضرورة التوقف قليلاً ليذكر نفسه بما استفادة من هذا الموقف القاسي،،فكتب:
كلما تنوعت اتجاهاتك ،وتشعب عملك حصلت على جبن أكثر:
وفي أثناء معاودة هاو لهرولته من بين الممرات ،،أحس بنسيم يلامس قلبه المثقل،،إنها السعادة التي أبدلته سروراً من بعد خوف،،،
فبمجرد أنه أقنع نفسه بضرورة المسير ذهب خوفه ، فانزاح ثقل عن صدره لم يبق فيه إلا السعادة ،فكان كحال المريض قد شفي.
المفضلات