تعصّب يتعصّب تعصباً إذا كان .. (مت.. عصّب) أو ( متَعصّب ).. ولا ندري أيهما الأصح ..

التعصب كلمة أصبحنا نسمعها تتردد كثيراً ، ولعل مفرداتها تغُصُّ بها الصحف
الرياضية في الأيام القلائل الماضية . بل حتى ما قبل الماضية ..

كلمةُ تعصُب أطرقتُ ملياً أتأملُها .

هل هي تعني العصبية والإنفعال ، أم هي من باب ( عَصَبَ رأسَه ) وهذه نُشاهِدُها
كثيراً لدى الجماهير الذين يملئون المدرجات والملاعب .

أم لها علاقة بـ ( العصبية القبلية ) فكُلُ من انتمى إلى قبيلة تعصّب لها وهي من دعوى الجاهلية ،

أم لها علاقة بـ ( العصبية بحسب المنطقة ) وكل من انتمى إلى نادٍ من منطقةٍ ما تعصب له .

عندما ترى الأعلام تكتسح الشوارع ، هذه زرقاء وأُخرى بيضاء ، وتلك صفراء
وحمراء وخضراء ،فلا شك أن هناك يوماً حافلاً ، ومُباراة حاسمة ، وفائزاً
وخاسراً .

وتعلم بأن الهواء يرتفع معدله ويصبح استهلاك الأكسجين أقلّ ما يكون حين تُكتم الأنفاس من بداية المباراة حتى نهايتها ، وفي المقابل لا تكاد تجد ذرة أكسجين أو حتى ثاني أكسيد الكربون حين تنتهي المباراة حين يتنفس البعض الصعداء والبعض الآخر يتنفس العداء ،


ويا لحكم المباراة التي لا نعلم أكان مسكيناً أم سكّينا..؟كم يتلقى من الشتائم
وارتفع رصيد حسناته من المشجعين للفرق المشاركة بهوس وتعصب شديد .
لا يسلم الجميع حين يخسر الفريق ، وحين يفوز فالجميع في مأمن . بل أظن أن الجميع لم يعد يسلم في كلتى الحالتين

أعمال الشغب بعد المباراة من تهشيم زجاج السيارات ، وضرب للحكم ،
والتشابك والفوضى التي يُسببها المشجعون والدخول للملعب عُنوة بعد تكسير
الحواجز و التي يعجز عنها رجال الأمن والتفحيط وإغلاق الشوارع وإهدار الأموال والخنا والفساد والرقص والأغاني التي يرتفع صوتها فوق كل مئذنة وفوق صوت كل قرآن .. والألوان التي تصبغ والسرقات و .. و .. و .. الخ الخ الخ .. إلى مالانهاية..


كلُ هذا الشيء سببه لا يجهله عاقل .. بل حتى المجنون..

والمشكلة أننا مع هذا التعصب في مد وجزر ، حيث
يتوارث هذا الشيء الأبناء من آباءهم بطريق أو بآخر .

والحصيلة النهائية


خسارة الوطن لأبناءه وأمل مستقبله ومن يعوّل عليهم التصدي لكل خائن وغادر خسارة الوطن للشباب بسبب ظاهرة بدأت الانتشار
في المجتمع وتهدد أبناءه ..