فكر في إسعاد الآخرين بأبسط الأفكار:

يقول تشارلز بيجاي: "إن جوهر العبقرية يكمن في الاستفادة من أبسط الأفكار"، في بلدة صغيرة، وبعيدة بدأ شاب عمله الخاص، كان متجرا للبضائع الرخيصة في زاوية التقاء شارعين، وقد كان الشاب طيبا وأمينا وأحبه الناس فاشتروا بضائعه، وأخبروا عنه أصدقائهم، وقد نمى عمل الشاب وكبر متجره، وفي غضون سنوات نمًى متجره الوحيد إلى سلسلة متاجر تمتد في أرجاء مختلفة من السلطنة.

في أحد الأيام تم نقله إلى المستشفى حيث كان مريضا، وقال الأطباء إن حياته على وشك الانقضاء، فاستدعى أطفاله الثلاثة البالغين معا، وطرح عليهم هذا التحدي قائلا "أحدكم سيصبح رئيسا لهذه الشركة التي بنيتها عبر السنين، ولأقرر أيكم يستحق أن يصبح الرئيس، فسأعطي كل واحد منكم دينارا واحدا ولتذهبوا اليوم لتشتروا أي شيء يمكن شراؤه بهذا الدينار، ولكن عندما تعودون إلىً، فأيا ما كان ما اشتريتموه بدنانيركم، فيجب أن يملأ جنبات الغرفة.

استثارت فكرة إدارة مثل هذه المنظمة الناجحة الأطفال كلهم، وذهب كل منهم إلى المدينة وصرف الدينار، وعندما رجعوا إلى أبيهم، سأل الأب أولهم عما فعله بالدينار، فقال "لقد ذهبت إلى مزرعة أحد أصدقائي وأعطيته الدينار واشتريت كمية كبيرة من القش ، وهاهي تلك الكمية فقام بنثرها في الهواء حتى امتلأت الغرفة بالقش ووقع القش على الأرض ولكنها لم تملأ جنبات الغرفة تماما كما كان يأمل الأب.

فسأل الثاني، فقال، لقد ذهبت إلى محل واشتريت وسادتين محشوتين بالريش، ففتح الوسادتين ونثر الريش في جنبات الغرفة حتى استقر كل الريش على أرضية الغرفة ولكنها أيضا لم تكن مملوءة بالكامل.

فسأل الثالث عما فعله بالدينار، فقال، ذهبت إلى متجر وأعطيت صاحبه الدينار وطلبت منه فكًه إلى الفئات الصغيرة، وطلبت منه أن يستثمر لي نصف دينار وأخذت الباقي وأعطيت منظمتين خيرتين في المدينة عشرون درهما، وما تبقى اشتريت به شيئين هما شمعة صغيرة وعلبة ثقاب، وقام الابن الثالث وأطفأ النور، وقام بإشعال عود الثقاب وأنار الشمعة حتى أضاءت جميع جوانب الغرفة بالنور.

فرح الأب وابتهج وقال لابنه الثالث: حسنا يا بني ستصبح رئيسا لهذه الشركة لأنك تعرف درسا هاما جدا في الحياة، تعرف كيف تجعل نورك يسطع، وهذا أمر حسن.



الممكن الأيجابي:




لقد تردد كثيرا أن عقل الإنسان أشبه بالحاسب الآلي الخارق، إذ أنه أكثر فعالية وقوة إلى حد بعيد من أحدث جهاز، إن العقل يشبه نظيره الميكانيكي في جوانب عديدة وخاصة في هذه النقطة: إننا نحصل من كليهما على ما ندخله إليهما، إنها ما تسمى بنظرية الإدخال والإخراج في برمجة الكمبيوتر.

إذا سمحنا لعقلنا الإنساني أن يسيطر على التأثيرات السلبية من حولنا، فإن أغلبية دوافعنا ستكون سلبية، سوف تسيطر علينا الأفكار السلبية والخوف من الفشل، ومقاومة المخاطرة والتغيير، ولكن إذا أزلنا الأفكار السلبية مثلما فعل الرجل في بيت الدكتور بيل مع فروع الشجرة الفاسدة، يمكن أن نبدأ عملية استبدال أفكار إيجابية بالأفكار السلبية.

في الغابة، من المستحيل أن تزدهر شجيرات صغيرة إلا بعد إزالة الأشجار الأكبر والأقدم، لا يمكن أن يخترق ضؤ الشمس الفروع المورقة للأشجار الناضجة ليصل إلى أرضية الغابة ويمد الشجيرات بالمقومات الضرورية لحياتها ونموها، عندما تتم إزالة شجرة ناضجة، تحدث المعجزة، ففي خلال أسابيع قليلة، تغطى الأرضية بالنبت الجديد، وتزدهر الشجيرات في كل مكان، فقد وصل إليها ضوء الشمس الذي لم يكن متاحا من قبل.

يمكن أن يكون كل إنسان إيجابيا أو سلبيا أو محايدا، ولكن الممكن لا يعني شيئا بدون السعي لتحقيقه، و إلى أن نبدأ في القيام بالأشياء اللازمة لتغيير الأسلوب الذي نفكر به لن يمكن لنا أبدا أن ندرك الفوائد العظيمة التي تنتظرنا.