عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
دون فواتير
دون فواتير
إحدى الكلمات التي أحبها بشغف كلمة (ابتسمَ)؛ لأني حين أقرؤها يرتسم في ذهني –مباشرة- صورة صاحبها، الذي يقبلك دون حواجز، فكيف حين يكون صاحبها أمامك حقيقة؟!
إن الابتسامة تلغي المسافات، فربما رأيت إنساناً لأول مرة، لكنه استطاع –بابتسامته- أن يجعلك تشك في أنك تعرفه منذ زمن طويل.. بل إن ابتسامته تلك (أغرتك) بمدّ حبل الحديث معه بصورة عفوية، وربما حين لا تنتبه دفعك –بابتساماته المتتالية- إلى (انطلاقك) في الحديث، دونما (فوترة) فنكلمت معه بما تتحفظ في الكلام فيه إلا مع خواصك!
في مقابل ذلك فإن صديقك المقرب حين يلقاك بوجه عابس، فإن جسمك كله يستفز، لتبدأ رحلة الأفكار (السلبية)، والظنون (السيئة).. وربما اكتشفت –فيما بعد- أنه كان حين لقيك (متعباً)، وأن سحابة العبوس تلك كانت تظلله لذلك السبب!!
وإذا كانت الابتسامة تفتح (أبواب) النفوس لصاحبها بهذه الصورة (العجيبة)، فإنها لا تنسى صاحبها من (الخير).. إذ تشيع في نفسه أجواء (واسعة) من الرضا والراحة، تغريه بالمضي أكثر في طريق الابتسام حتى ربما تحولت الابتسامة لديه إلى (عادة)، تصحبه حتى حين يقابل المواقف الصعبة.. وحينذاك تمنحه هدوءاً يستطيع معه أن يكون تفكيره يسير بانسيابية ودون ارتباك، فيعبر (جسر) المشكلة بثقة وإيجابية وهدوء.
حين ندرك ذلك لا أظن أننا نعجب أن تكون الابتسامة في وجوه الآخرين صدقة.. كما ورد في الحديث النبوي الشريف وندرك لم قال جرير بن عبد الله –رضي الله عنه- (مَا حَجَبَنِي النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلاَ رَآنِي إِلاَّ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي)!!
د. عبد العزيز المقبل
المفضلات