يُحكى أن نسرا كان يعيش في احد الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار الطويلة،

وكان عش النسر يحتوي على عدد من البيض، وفي أحد الأيام حدث زلزال عنيف اهتزت بسببه الأرض ,

وسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في عشٍ للدجاج، وتوقعت الدجاجات بأن عليها أن

تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه خوفاً منه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس.

وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى مع

الدجاج على أنه دجاجة، وأصبح مقتنعاً بأنه ليس سوى دجاجة برغم إحساسه بالفارق الكبير

بين ما يملكه من مقومات وإمكانات تختلف عن الدجاج.


وفي أحد الأيام وبينما كان النسر الصغير يلعب في الساحة المجاورة لعش الدجاج؛ شاهد

مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، وهنا تمنى لو أنه يستطيع التحليق عالياً مثل النسور وبدأ يتحدث

عن ذلك بل ويحاول أن يطير ويرتفع في الفضاء لكنه كان يقابل بضحكات الاستهزاء من الدجاج باستمرار وكانوا
كلما سمعوه يصرح بأنه سيحلق عالياً في السماء يوماً ما كالنسور أو عندما يشاهدوه يحاول الطيران عالياً؛

كانوا يبادرونه قائلين له باستهزاء : ما أنت سوى دجاجة ومهما طرت قليلاً فستسقط إلى الأرض ولن تستطيع

التحليق عالياً مثل النسور، وبعد فترة وجيزة توقف النسر عن العيش في حلم التحليق نحو الأعالي،

وعانى كثيراً من اليأس ولم يلبث أن مات بعد أن عاش باقي حياته مثل الدجاج.

والعبرة من هذه الحكاية


أنك إن ركنت إلى واقعك أو تفكيرك السلبي فستصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به، فإذا كنت نسراً

وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح،

فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج (الخاذلين لطموحك ممن هم حولك)؛

لأن القدرة والطاقة على تحقيق أحلامك وأمنياتك متوفرة لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى...

واعلم أن الأهم هنا ليس ما يراه الآخرون بل هو نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك وهما فقط اللذان

يحددان نجاحك من فشلك في كل شئون حياتك!.


لذا فاسع دائماً لأن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهذه هي خارطة طريق نجاحك،

وأسع دائماً لأن ترافق من يقوي عزيمتك ويعينك على تحقيق أحلامك وأمنياتك.

وكن نسراً محلقاً في الأعالي ....,,,,,

وتذكر دائماً نعمة الله عليك خصوصاً عندما تنظر إلى الأسفل وترى الدجاج على الأرض يتناثر بعشوائية في كل

مكان بغض النظر عن نظافته بحثاً عن حبة شعير أو حتى تطلعاً لنظره من ديك مغرور ....!!