هل سبق وإنفجرت غضبا واردكت انك بالغت في رد الفعل ؟ ردود الافعال هذه تصدر دون تفكير وتعود إلى ترسبات من طفولتَنا. فنحن كأطفال، تَعلمنَا التَكيف مع خصائصِ عائلتنا كاسلوب للبقاء


يمكن أن تجعلنا حالة من الغضب نخرج مندفعين من الغرفة، اونغلق سماعة الهاتف بعصبية، أَو نتوقف عن الكلام كلياً. كما لو ان الامر خارج تماما عن سيطرتنا.

لكن العلم اليوم اظهر بأن هذا التصرف ليس خطئك. اذ يشير بحث جديد إلى أن ردود الافعال هذه التي تصدر بدون تفكير تعود إلى ترسبات من طفولتَنا. فنحن كأطفال، تَعلمنَا التَكيف مع خصائصِ عائلتنا كاسلوب للبقاء.

وكان العلماء النفسانيون يشيرون في السابق إلى هذه آليات على انها متاعنا ولكن العلم اليوم اظهر بأن ردود الافعال الصعبة في الحقيقة ترتبط بأدمغتنا. ولأن ردودنا متشربة جداً من الماضي، فأنها تصبح نظام لترشيح الحوادث المستقبلي. بكلمة أخرى، إذا حدث شيء اليوم فأن الدماغ يقرأ التصرف المشابه لشيء حدث في الماضي، وسيكون رد الفعل كما لو كانت المرة الأولى، بالرغم من انك قد تكون تعديت الثلاثين أو الاربعين أو حتى الستين.

على سبيل المثال، إذا كان الطفل يعيش في بيئة يسود فيها الصراخ بين الاب والام، ولا حول له ولا قوة في هذه الامور، فأنه يتوجه الى غرفته ويحاول ان يغطي على صوت الصراخ باغلاق اذنيه، او الاستماع الى الموسيقى، وهكذا عندما يكبر، ويقدر عقله بأن هذا الموقف يحتاج الى الهروب فأنه سوف يفعل ما كان معتادا على فعله وهو صغير. وهكذا بالنسبة لردود الافعال المختلفة.

لذلك إذا كنت تأتي من عائلة تتعامل بالصراخ لمواجهة مشاكلها فعلى الاغلب ستكبر ومعك ترسبات من تلك الفترة، واما ستغلق اذنيك عن هذه المؤثرات او تتفاعل معها، ومهما كان رد الفعل فسيلازمك للابد.

ويبقى ان نقول بأن المساعدة يمكن أن تكون اقرب مما تتوقع، يمكنك استشارة احد افراد الاسرة الذين يعايشون معك تلك الفترة، ومحاولة البحث عن اسباب الغضب العنيف او غير المبرر. ثم محاولة التعامل مع المشاكل على انفراد ومعرفة كيفية السيطرة على الغضب وتفريغه بطريقة صحية دون ان تلحق الاذى بمشاعرك أو مشاعر الاخرين.

يجب ان تكون واعيا ومدركا للكلمات التي تستعملها، قم بكتابة الامور التي تزعجك، وفكر في طريقة للابتعاد عنها ومعالجتها بطريقة هادئة بعيدا عن الغضب. وستتمكن في النهاية من تغير بعض التاثيرات السلبية المترسبة من الطفولة.