يعتقد الكثيرون أن الطفل الصغير لا يعرف الحزن، ولكن الحقيقة هي أن خروجه من بطن أمه هو في حد ذاته حدث يسبب له الحزن، ويعتبر الحزن من أسهل العواطف التي يسهل على الأم إدراكها لدى طفلها، حيث يعبر عنه بالبكاء، ورعشة شفتيه، وإغلاق عينيه بشدة، أو التلويح بقبضة يده، ويحدث الحزن عادة لدى الطفل في بداية حياته بسبب الإحساس بمشاعر بدنية غير مريحة مثل الجوع، الإعياءومثله مثل الكبير يحاول أن يبحث عن طرق تخفف حزنه كأن يمص إصبعه أو قبضة يده، ويتضح من ذلك أنه يتحلى بنفس القدرة العاطفية التي يتحلى بها الكبار وهي قدرتهم على إسعاد أنفسهم، لكنه يبقى بصورة أساسية يعتمد بشدة على الغذاء وعلى درجة اهتمام أمه به.


ومثلما يستطيع أن يعبر عن حزنه، هو قادر أيضاً على التعبير عن إحساسه بالرضا والاطمئنان، ويبدو هذا واضحاً عندما تنتظم عدد ساعات نومه، وعدد مرات رضاعته، وعندما يشعر بالهدوء والسكينة وهو بين أحضان أمه.
وبإكماله لشهره الأول ومع دخوله لشهره الثاني، يعبر الطفل عن سعادته بالابتسام، وتأتي الابتسامة عادة كرد فعل على شيء أدخل السرور إلى قلبه، أو لسماعه صوت أمه أو مجرد مشاهدته لوجهها يدنو من وجهه، ومن المعروف ان الطفل يتعرف على صوتها بعد الولادة ومنه يستمد إحساسه

بالأمان والألفة، وبمرور الوقت يبدأ في إدراك مكانته لدى أمه وذلك من خلال استجابتها لبكائه، وهذا يرسخ ثقته بها، كما تبلغ درجة انسجامه معها أنه يشعر بها عندما تحزن أو تمرض.