عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
أرجوك احترمني ! أرجوك لا تمر بي غير آبه بي ؟!
نأسف لعدم تمكننا من الإقلاع في الموعد وذلك لظرف خارج عن الإرادة
كان هذا مطلع حديث كابتن الطائرة المتجهة للقصيم قالها في معرض اعتذاره للركاب وياليته سكت واكتفى بتلك الجملة !
بل اكمل حديثه موضحا تلك الظروف بأنها وجود شخصيات مهمة في المطار !
وفات على الكابتن { اللطيف } أن جميع من في الطائرة وخارج الطائرة بل البشر اجمع في جملتهم يرون أنفسهم سخصيات مهمة وجديرة بالتقدير والاحترام بل يتضورون { جوعا عاطفيا } ويحتاجون إلى جرعات دائمة من الإشعار بالأهمية !
من العبارات الرمزية الجميلة تلك العبارة التي تقول : في أعماق كل شخص منا هناك شخص آخر ينادي كل من يتعامل معه ويصرخ فيه قائلا : أرجوك احترمني أرجوك لا تمر غير آبه بي !
والأمر لا يتوقف على البشر فحسب ألا ترون أن أول ما تطالب به الدول هو الاعتراف بها ؟!
نعم إنها القوة الأكثر حضورا والأعمق جذورا والأبعد أثرا
وقد اكد العالم النفساني الكبير وليم جيمس هذا المفهوم بقوله { إن أعمق الرغبات الإنسانية عند البشر وأشدها إلحاحا هي الحاجة للشعور للتقدير والاحترام !}
ويؤكد هذا ما نلاحظه من تسابق محموم في جميع المجتمعات على شراء اللوحات والأرقام المميزة وكذلك تملك الكثير للقصور الكبيرة التي تحوي عشرات الغرف وقد يسكنه هو وزوجته فقط !
إنها تلك الرغبة الكامنة التي جعلت { موزارت } يستوحي ويؤلف مقطوعاته الخالدة
وحفزت { فان جوخ } على رسم لوحاته المذهلة
ودفعت بالروائي العبقري { شكسبير } أن يكتب رواياته الخالدة
وهي الرغبة نفسها التي دفعت ببعض المراهقين إلى العبث برؤوسهم وحلاقتها بقصات مقززة وهي كذلك من دفعت ببعضهم إلى ارتداء الملابس العجيبة وهي التي تجعل الصغير يلح على والده أن يتابعه وهو يلعب ! إحدى الالعاب الخطيرة أو عندما يؤدي حركة بهلوانية !
إنها صرخة { الانا الداخلية } التي ربما تجعل الكثير يتجاوز المعقول حتى يثبت للعالم أنه موجود !
هل تشكرين زوجك أو طفلك أو خادمتك عندما تأتي بحاجة لك ؟
هل تثمنين عطاءات الآخرين وتحترمينها ؟
هل تحترمين الآراء المخالفة ولا تسفهين أو تحقرين من شخصيات معتنقيها ؟
هل تلاحظين نقاط القوة في من حولك وتبرزينها ؟
إن الأذكياء اجتماعيا لا يفوتون فرصة في إشباع تلك الرغبات المستعرة والجوع النهاش عند الآخرين بالثناء عليهم ورصد مزاياهم وتسليط الضوء على جميع طباعهم واستحضار انجازاتهم ومع هذا الأسلوب الراقي سيبادلونهم المشاعر ويمارسون الدور ذاته معهم !
لن تكسب الآخرين ولن تتمكن من اختراق قلوبهم وعقد الصفقات النفسية ومن ثم التأثير عليهم ما لم تعتقد في داخلك أنهم جديرون بالتقدير والاحترام يقول الدكتور جي راين : إن معاملتك للآخرين تعتمد بشدة على ما نعتقده فيهم !
ولنا في قرة أعيننا محمد اللهم صل وسلم عليه قدوة حسنة واحترام وتقدير الآخرين ومن يتتبع السيرة سيجد مواقف لا حصر لها تدل على هذا ومنها روي عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له : إنها جنازة يهودي فقال : أليست نفسا ؟!
واخيرا تذكري أن من مظاهر قوة الشخصية وسلامة القلب والثقة الفائقة بالنفس النظر إلى الآخرين بنظرات الاحترام وتقديرهم واحترام معتقداتهم وأوطانهم ومهنهم وحتى ممتلكاتهم الشخصية وفي هذا دلالة واضحة على امتلاك قلب سليم عاطفي كما يقول د/ ريدفو مدير المركز الطبي في جامعة ديوك
فالقلوب الطيبة المحبة هي القلوب السليمة ! وهي كذلك مظهر جلي من مظاهر احترام النفس ومن علامات رقيها
المفضلات