تتعايش القضايا مع الأساليب والأدلة وتستعرض العقول البحث والتمحيص للوصول إلى النتائج المنطقية والتغلب على التفكير السلبي.


نحتاج إذا إلى المنطق في ذلك ليكون فكرا متفتحا ليس وراءه انحياز إلى وجهة نظر معينة أو أسلوب منظم أو اتجاه إجباري والتماس الأعذار الواهية أو التجاهل في البحث عن الحقائق..!! البداية في الإيمان بالقضية المطروحة قيدا وإلزاما ودراسة جوانبها وبراهينها وأدلتها الواهية والقوية لتكون الصورة غير محقرة أمام الفكر بعيدا عن التشويش أو التذبذب بين هذا وذاك.. وتختلف الطبائع في دراسة مثل هذه الأمور بين:1- من يرى ترجمة قضاياه كتابيا لبحث الموازنة عنها ولها بين السطور ثم معالجة الجذور إلى حيز الظهور لتقف على ساق المعرفة والبحث والتفكير العميق وربط المنطق بعيدا عن نقائضه فنصل إلى مهارة الإبداع بها.

2- من يرى حاجته أولا للبحث والتعمق والتغلغل في القضايا للوصول إلى أبعادها أولا مع مطابقتها إلى وجهات النظر المرتبطة بالإيمان بها أو النقيض عنها ونفاذ البصيرة مع التعصب أو دونه لمبدأ ما وقانون يرسم متاهات الحقيقة عبر دروب من الأدلة.

3- فئة مثقفة في مجال تخصصها كقضايا التعليم (مع المعلمين).. فن العمارة والنحت (مع المهندسي).. قضايا طبية (مع الأطباء).. وهكذا...

هذه الفئة تناقش من خلال زوايا اختصاصية لا وجهات نظر فحسب.. ولكن ترتكز على دلائل علمية أو حقائق ونظريات ثابتة لا محالة.

4- فئة تعالج القضية على أساس ما هو سلبي عنها دون البحث والتعمق والاكتفاء بالعرض.. أو الفكرة الأساسية فقط.. أو الاستشارة للبحث دون آراء وحجج.. ثم.. في النهاية اختيار الأكثر منطقية والموازنة بين الآراء..

لقد منّ الله على الإنسان بنعمة العقل للتفكر والتدبر منذ بدء الخليقة وحتى تقوم الساعة.. ولكن.. هل قمنا بصيانة هذا الكنز الثمين واستغلاله؟!.