عندما نواجه محنة، علينا أن نحرص على عدم السّماح لأنفسنا بالشّعور بأنّنا الشّخص الوحيد الذي يجد نفسه في مثل هذه الظّروف
والأمر نفسه ينطبق على المرضى، ومن يواجهون انتكاسة أو إخفاقاً مُرتبطاً بطموحاتهم
.فالنّاس يميلون إلى الشّعور بأنّهم الوحيدون الذين يواجهون مثل هذه الظّروف
عندما تحلّ الشِّدة، افتح عينيك و قلبك، وانظر إلى النّاس من حولك
وستُدرك أنّ النّاجحين ليسوا فقط الأشخاص الذين عرفوا حُسن الطّالع دائِماً !!
مثل هؤلاء الأشخاص يستقون من الشّدائد دروساً مهمّة في الحياة
وثمّة شيء مُشترك بين جميع من تمكّنوا من ارتقاء مراتب عالية

لا يطمح إليها الأشخاص العاديّون
:البتّة
أولاً :
أنّهم لا يعزون المصاعب التي واجهوها إلى الآخرين، إنّهم لا يُلقون باللّائمة على الآخرين البتّة
... أو يتحسّرون على قدرهم... لأنّهم يُدركون تماماً أن ذلك لن يُجديهم نفعاً على الإطلاق
لذا، الأمر الأساسي الأوّل ألاّ تلوم القَدَر أو الآخرين على أيّ مصاعِب شخصيّة
ثانياً :
"أنّهم يتقبّلون أقدارهم، فلا يشتكون "كأن يقولون: ليت ذلك لم يحدث قطّ
،وبدلاً من ذلك يقبلون حظّهم العاثِر أو الضّيق الذي اعترض طريقهم، وهم بذلك القبول يرونه واقِعاً ويُفكّرون في كيفيّة التّغلّب عليه
... إنّ لديهم الشّجاعة و العزيمة التي تُمكّنهم من قُبول مِحنتهم باعتبارها من وقائع الحياة
ثالِثاً :
أياً يكُن نوع الشّدة التي يواجهونها
فإنّهم سيستقون منها بعض الدّروس على الدّوام، ويسألون أنفُسهم عن العِبرة الصّعبة

التي يتعلّمونها و يبحثون حتّى يجدون الإجابة
فيُصبح الدّرس الذي يتعلّمونه كنزاً لا يُقدّر بثمن، يظل ماثِلاً في قلوبهم مُدّة طويلة من الزّمن
رابِعاً :
،أنّهم لا يُحاولون البتّة الاعتماد على مُساندة الآخرين... وأيّاً تكُن المُعوِّقات فإنّهم سيمشون الخُطى التي كُتبت عليهم بمُفردهم
بروح حُرّة ومُستقلّة، ولن يتوانوا عن بذل الجّهد لمُساعدة أنفسهم !!
يتقبّلون مصيرهم وحالتهم الحاضِرة كما هي، لكنّهم لا يستكينوا لها بل يُحاولون

التّغلّب على مصاعبهم والاعتماد على قواهم الذّاتيّة
وهذا شأن جميع الأشخاص الغير عاديين
إنّ من يسمحون لأنفسهم بالغرق بالإشفاق على النّفس لن يُحقّقوا العظمة البتّة !!
وكثير منهم يستسلمون لإغراء هذا الغرق
وعِندما يلتمسون التّعاطُف من الغير، يحبسون أنفسهم في حياة المُحاولة المُستمرّة لكسب الشّفقة
رُبّما تمضي الأمور بسلاسة إلى أن تنقلب الظُّروف فجأة نحو الأسوأ !
ما إن ننتهج فكرة الاعتماد على الآخرين لمُساعدتنا في تخطّي مصاعبنا
حتّى تعتاد روحنا الهزيمة
بدلاً من ذلك
علينا تقبّل ما رمتنا به الأقدار، وأن نعقد العَزم على التّغلب عليه