من أعراضة تسارع نبضات القلب و ضعف التركيز و يؤدي للإكتئاب و العزلة !!
الخوف شعور طبيعي لدى الناس ، بل لدى جميع الكائنات الحية ، وكل إنسان يستجيب لهذا الشعور بطريقة مختلفة ، ولكن قد يزيد الخوف عن حده الطبيعي فيصبح عندئذ مرضا ، وهو ما يطلق عليه " الرهاب " قد يصاب الشخص بالرهاب من أشياء عديدة مثل الخوف من الأماكن المرتفعة ، أو الأماكن العامة أو الحيوانات والزواحف إلى حد لا يتناسب مع خطورة تلك الأشياء بحيث يتحول من إنسان طبيعي إلى شخص مريض لا يمكنه أداء وظائفه بشكل طبيعي ولا أن .....

يحيا حياته مثل بقية الناس ، ولكن اشهر أنواع الرهاب التي تصيب الشباب هو الرهاب الاجتماعي أو ما يعرف بالخجل

تعريف الرهاب الاجتماعي :

هو خوف وارتباك وقلق يداهم الشخص عند قيامه بأداء عمل ما - قولاً أو فعلاً - أمام مرأى الآخرين أو مسامعهم ، يؤدي به مع الوقت إلى تفادي المواقف والمناسبات الاجتماعية


أعراض الرهاب الاجتماعي :


- تلعثم الكلام وجفاف الريق
- مغص البطن
- تسارع نبضات القلب واضطراب التنفس
- ارتجاف الأطراف وشد العضلات
- تشتت الأفكار وضعف التركيز


لماذا تظهر الأعراض :


المصاب بالرهاب الاجتماعي يخاف من أن يخطئ أمام الآخرين فيتعرض للنقد أو السخرية أو الاستهزاء ، وهذا الخوف الشديد يؤدي إلى استثارةٍ قوية للجهاز العصبي غير الإرادي حيث يتم إفراز هرمون يسمى " ادرينالين " بكميات كبيرة تفوق المعتاد مما يؤدي إلى ظهور الأعراض البدنية على الإنسان الخجول في المواقف العصبية


أشهر المواقف التي تظهر فيها الأعراض :


- التقدم للإمامة في الصلاة الجهرية
- إلقاء كلمة أمام الطابور الصباحي في المدرسة
- التحدث أمام مجموعة من الناس لم يعتد الشخص عليهم
- المقابلة الشخصية
- الامتحانات الشفوية


مضاعفات الرهاب :


- جعل الشخص سلبياً ومعرضاً عن المشاركة في المواقف والمناسبات الاجتماعية
- يمنعه من تطوير قدراته وتحسين مهاراته
- يؤدي إلى ضياع حقوقه دون أن يبدي رأيه
- يمنعه من إقامة علاقات اجتماعية طبيعية
- يؤدي به إلى مصاعب حياتية ، وصراع نفسي داخلي
- قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية مثل الانطواء والاكتئاب


علاج المشكلة :


1 ) أدرك هذا الأمر مبكراً قبل أن يستفحل ، ويصبح متأصلاً صعب العلاج

2 ) تدرج في مقابلة الآخرين والتحدث أمامهم بصوت مرتفع ، ويمكن أن تبدأ بمجموعة صغيرة ممن تعرفهم وتحضر كلمة قصيرة تحضيراً جيداً وتتدرب على إلقائها مسبقاً ثم تلقيها عليهم وتكرر ذلك ، ومع كل مرة تزيد من عد المستمعين لك حتى تزداد ثقتك بنفسك ويصبح الأمر شيئا طبيعياً بالنسبة لك

3 ) يمكنك الاستفادة من البرامج النفسية والسلوكية للتغلب على الخجل وهي تجرى تحت إشراف مختص في هذا الأمر ولها نتائج باهرة

4 ) عزز ثقتك بنفسك وبقدراتك

5 ) تعلم المهارات التي تمنعك من الوقوع في الحرج في المواقف الطارئة

6 ) مفتاح التغلب على الخجل الاجتماعي هو تحدي الأفكار السلبية الخاطئة التي تسيطر على الذهن عند التعرض للمواقف الاجتماعية فإذا تمكن الإنسان من تحدي تلك الأفكار والتغلب عليها فسوف يتصرف تلقائيا بصور طبيعية

7 ) تذكر دائما : لا يمكن لأحد أن يحظى بالتألق واللمعان في كل حين

د: محمد الصغير .... مجلة شباب
.................................................. .................................................. ........

وهذا مقال آخر لمن أراد الاستزادة للدكتور / د.ابراهيم الخضير
نشر بجريدة الرياض في 4-6-1427 عدد13885

ينتشر الرهاب الاجتماعي بصورة مزعجة في اوساط الشباب والشابات في المملكة العربية السعودية. اتصلت بي طالبة في الجامعة في الفصل الأخير من دراستها تشكو من الرهاب الاجتماعي وانها اصيبت بهذا الاضطراب عندما بدأت الدراسة في المرحلة الثانوية. مشكلتها الرئيسية انها لا تستطيع ان تتفوه بكلمة امام المجموعة التي معها، ودائماً صامته، لم تستطع ان تكتسب صداقة اي من زميلاتها بسبب عدم استطاعتها بدء أي حديث كان مع اي من زميلاتها.

انعدام توكيد الذات (الجزم)، الخجل

على الرغم من ان الفرد قد لا يفكر في هذا الجانب بسبب الكم الهائل من العنف والذي تتناقله الصحف ومحطات التلفزيون الا ان انعدام توكيد الذات هي شكوى شائعة حتى وسط أولئك الأشخاص والذين يكونون متوازنين صحياً. فهذا الانعدام يخلق العديد من المشاكل حين يصبح الناس خائفين من قبول الترقية والترفيع في السلم المهني في مجالات عملهم ويعيشون حياتهم بصورة مكبلة اكثر مما يجب. فمثلاً هذا شاب كان يبدو خجولاً منذ صغره، ولكن خجله اصبح اكثر سوءاً حين كان في الثامنة عشرة من عمره وتعرض للضرب من بعض الشباب اثر مشاجرة بينهم في صالة رقص. كان يعمل لساعات طويلة في ورشة لإصلاح السيارات وكان مجداً في عمله مما رشحه هذا لإدارة الورشة. لقد رفض هذا الشاب هذه الترقية لأنه شعر بأنه لا يستطيع فرض شخصيته على صغار العمال بصورة فعالة. ومع ذلك كان الشاب سريع الانفعال داخل منزله ويفرض شخصيته على زوجته اكثر من الناس الآخرين. كانت حياته الجنسية سعيدة جداً.

من الصعب ان نعرف عند اي نقطة يمكن ان نسمي الخجل في مواقف معينة بأنه نوع من الرهاب الاجتماعي. عندما يكون الخجل واضحاً جداً في انواع محددة من المواقف فإن كلمة الخوف هي ما يجب ان نطلقه على الخجل في هذا الموقف.

ان الخجل الشديد يمكن ان يمنع الناس من تكوين صداقات ويؤدي الى انعزالية (وحدة) شديدة وعزلة اجتماعية. الكثير من الناس يحيون حياة منعزلة لأنهم خائفون من تكوين علاقات مع اناس آخرين، انهم يخشون ان يظهروا كمغفلين او يكونوا سذجاً او سخفاء، لذا فإنهم لا يخطون الخطوة الأولى نحو بناء صداقات. مثل هؤلاء الناس قد يسلكون طريقاً مقفراً الى اعمالهم وحيدين ويجلسون في مكاتبهم دون رغبة في العمل ولا يخالطون الآخرين ويعيشون في غرف مساكن منفردين لوحدهم لا يحادثون اي شخص، ولكنهم ينفقون الوقت في القراءة او مشاهدة التلفزيون ويمشون سيراً على الأقدام لوحدهم. يكون لدى القلة من الأشخاص الخوف من الناس الآخرين او يفتقدون الخبرة الاجتماعية مما يقودهم هذا التنسك الكامل، لهجر الآخرين، العزلة التامة، وترك العمل للعيش في غرفة مظلمة والاعتماد كلية على اعانات صغيرة من صندوق الضمان الاجتماعي.

ان القلق من الاحتكاك بالآخرين قد يقود امثال هؤلاء المرضى الى قفل نوافذ منازلهم بالستائر الداكنة كي لا يرى الآخرون ما يدور بالداخل. ان درجة الإعاقة هذه يمكن ان نجدها ايضاً لدى مرضى الفصام "Schizophrenia" والذين يشكون من ضلالات زورانية من الشك والارتياب في الآخرين والذين يتخيلون انهم متابعون ويقضون وقتهم مختفين عن انظار الذين يتبعونهم حسب تخيلاتهم.


مخاوف الإنسان على مظهره

ان خوف الإنسان على مظهره يمكن ان يؤدي الى عوائق شبيهة بتلك التي تصاحب انواعاً اخرى من القلق الاجتماعي. قد يظن الكثير منا بأنه بدين جداً او نحيف جداً، قصير جداً او فارع الطول، او يكون حساساً بسبب شكل اذنيه او رأسه الأصلع. قد تفكر النساء بأن صدورهن مستوية (غير ناهدة) او انهن ناهدات الأثداء (كبيرات الصدور) بصورة لافتة للنظر. ومع ذلك فإن الناس يتعلمون كيف يتعايشون مع ذلك الجسد الذي ولدوا به، وهناك بعض المشاهير من الممثلين والمغنيين الذين كونوا ثروات طائلة بسبب انوفهم الضخمة او اجسادهم الضخمة الغريبة، وحولوا هذه المناظر الى علامات تجارية مربحة ومسلية وهم يفتخرون بذلك. هناك قلة من التعساء يبدو انهم غير راضين عن مظهرهم هذا وينفقون الساعات الطوال في وساوس وهواجس عن هذه العيوب الطفيفة او تلك التي يتخيلونها.

اعتقد رجل ان انفه منحنٍ، وهي حقيقة ولكنها غير واضحة حتى لأقوى المراقبين. لقد كان حساساً تجاه انفه لدرجة انه لم يستقل المواصلات العامة في تنقلاته لمدة عام كامل، ولم يأخذ اي جارة عن العمل وتخلى عن اصدقائه. كان هذا الرجل قلقاً حيال هذا الموضوع ولم نستطع الا بصعوبة بالغة ان نحثه ليكتب وينطق جملة مثل: "ان انفي قبيح" كجزء من علاجه بالتعريض.

رجل آخر كان قلقاً لأن شعره بدأ في التساقط وراودته فكرة في انه لو لم يقم برؤية صورته معكوسة على مرآة لما بدأ شعره في السقوط. ثم بدأ تدريجياً في الخوف من النظر الى المرآة او مشاهدة صوره الفوتوغرافية وبدا انه لا يستطيع ان يضع يديه فوق رأسه لأنه يعتقد ان الناس يسخرون ويهزؤون من منظره. تخلى عن عمله في الشركة وأضحى منعزلاً.

نجد عند أطباء جراحة التجميل طوابير طويلة من أولئك المرضى الذين يمكن ان يكونوا مرضى والذين يطلبون ان تعدل انوفهم اما تصغيراً، تكبيراً، او استواءً، او اصحاب الآذان الوطواطية والذين يطلبون سحبها للداخل، او أولئك ذوي الكروش الكبيرة لشفط الدهون منها. عندما يكون العيب واضحاً للعيان تكون هناك بعض الفوائد التي يمكن جنيها من خلال الجراحة فيعود المظهر طبيعياً. ولكن في اغلب الأحيان يكون العيب الجسماني اما غير ظاهر او طفيفاً الى درجة لا يستحق الاهتمام به، في مثل هذه الحالات لا تفيد الجراحة ويجب على المريض تقبل هذا العيب كما هو والإذعان لهذا الأمر الواقع.

ان قلق الإنسان حيال جسده قد لا يتمثل في المظهر فقط، ولكن حول رائحته ايضاً. توجد بعض الحالات التي يشكو فيها الأشخاص من ان جسمه يبعث رائحة كريهة بصورة كبيرة بالرغم من اغتساله عدة مرات واستعماله لمزيلات العرق. انه يبدأ في تجنب الذهاب مع الآخرين ويصبح تدريجياً منعزلاً اكثر وأكثر.

ان مخاوف الفرد نحو جسده ذات علاقة بمخاوفه من المرض. عندما ينتبه احدهم الى تلك البقعة الحمراء الصغيرة في يده قد يقوده هذا الى التفكير حول اصابته بالأورام السرطانية، او اذا ظهرت علامة فوق عضوه الذكري قد يثير هذا في نفس ذلك الشخص الخوف من الأمراض التناسلية.

هناك انواع مختلفة من القلق الاجتماعي تتضمن اصوات الناس اكثر من رؤيتهم. ان المصابين بمثل هذا الخوف قد لا يتجرؤون في الدخول من باب ما اذا كانوا يسمعون اصواتاً على الجانب الآخر منه ولا يجيبون على اي طرق على الباب. في بعض الأحيان قد يخشى الناس استخدام الهاتف. "ينتابني الخوف بدرجة عالية من الرد على الهاتف" قالت تلك المرأة: "مما جعلنا، زوجي وأطفالي وأنا، نستخدم شفرة معينة عندما يرن جرس الهاتف فأعلم انهم على الجانب الآخر منه. اما اذا كان المتحدث اي شخص آخر فأنا لا اجيبه اطلاقاً. لقد اعتدت على الرد على الهاتف في مكان العمل لأنني اعلم انه سوف يكون متعلقاً بالعمل، ولكني شديدة الخوف في المنزل". ان صعوبة استخدام الهاتف قادت الكثير من المصابين لأن يتركوا اعمالهم في وظائف السكرتارية حين يكون الخوف في احتمال ان يتلعثم الفرد وهو يرد على الهاتف، كما ان نفس هذا الخوف يحدث عند السؤال عن سعر تذاكر السفر، او طلب وجبة من لائحة الطعام في مطعم.
....................................