تفيد الدراسات المسحية أن الموظفين يطلبون التحدي و يرغبون في خوض تجارب صعبة في أعمالهم. يتطلعون إلى تقدير قادتهم وزملائهم، ويريدون أن ترى الإدارة العليا جهودهم المضاعفة التي يبذلونها والتي تفوق المتوقع، ولكنهم قبل هذا وذاك هم يسعون إلى .....

إنجاز مهامهم الشخصية في العمل بنجاح.
و سواء كانت هذه المهمة هي الارتقاء بمستوى الشركة إلى مستوى الجودة أو إدخال نظام إدارة الأداء الذي يساعدك في تطوير مجموعة عمل ممتازة فأنت بحاجة إلى حلفاء في العمل و مهما كانت أهمية مهمتك أو عقلانيتها فأنت غير مؤهل لإنجازها بمعزل عن مساعدة الآخرين.
الحليف هو الزميل الذي يقدم لك المساعدة وغالبا ما يكون صديقك في نفس الوقت، والمتوقع من حلفائك أن يدعموك في وجهات نظرك، يساعدونك في حل المشكلات و يقدمون النصح, ويعملون كهيئة لسبر الآراء (استطلاع الآراء).

عندما تكون بحاجة إلى أذن صاغية و ترغب في تقديم منظور جديد، أو عندما تريد أن ترى الشركة بمنظور أشمل، فسيلعب حلفاؤك دوراً كبيراً في مساعدتك بهذا، بالرغم من أنهم في بعض الأحيان يتصرفون بمستوى أقل من الإيجابية المطلوبة.
افترض الآن أن لشركتك و زملائك في العمل حيزا كبيرا في قلبك, ومع هذا الافتراض يمكنني أن أطرح عشرة نصائح تساعدك في تطوير حلفاء يساعدونك في تحقيق إنجاز جيد للمهمة المناطة بك في العمل:

عشرة نصائح في تطوير الحلفاء
· يشكل التواصل الفعال أساس اكتساب الحلفاء:

أنت تحتاج لأن تخبر حليفك المنتظر بما تحتاجه و تنصت بعمق لاحتياجاته, افتح خطوط تواصل و تابع التواصل والدعم المعرفي, ضع نفسك مكان حليفك و احترم وجهة نظره التي قد تختلف عن وجهة نظرك.

· عامل حلفاءك كأنداد لك
مهما كانت وظيفتهم و أوضاعهم في الشركة, كل الناس متساوون هم فقط يزاولون أعمالا مختلفة. آمن بهذا المبدأ جدد هذا المعتقد في نفسك في كل يوم و تصرف على هذا الأساس. بذلك ستضمن اجتذاب حلفاء أقوياء وناجحين.


تنازل عن قرارات أقل أهمية
أو عن قرارات قد تبدو أكثر أهمية بالنسبة للآخر


· فلتكن سلوكياتك احترافية أخلاقية عالية المستوى
لا تشارك في نشر الإشاعات, أو في مناقشة عمل الزملاء في غيابهم, بهذا ستكتسب ثقة الآخرين فهم يعرفون أن ما يفضون به إليك من معلومات قد وقع في مكان آمن وأنه لن يتسرب و لن يكون مجالا للخوض فيه سواء في غيابهم أو حضورهم, الحلفاء لا يعملون إلا عندما تكون الثقة موجودة.

· امض وقتا مع حلفائك
كن مستعدا دائما للاستماع لهم وللخروج معهم لتناول الغداء. تأكد من أنك لا تصنع ناديا خاصا مغلقا يخاف باقي أفراد الشركة الاقتراب منه ولكن عليك أن تأخذ وقتك في تطوير علاقات قوية مع حلفائك.

· عندما تعمل في مشروع مشترك مع زملائك ضع في هذا المشروع أفضل مجهوداتك
كن الشخص الذي يرغب في أن يبذل مجهودات زائدة لتقوية المجموعة والإنتاج, فيكون إنتاجك عملا يفخر حلفاؤك بدعمه.

· اختر معاركك بحكمة
أحد الزملاء تنازل لزميل آخر عن دوره في اتخاذ القرار, وعندما طلبت منه أن يفسر ما الذي دفعه لأن يقبل في أن يسود رأي الآخر عوضا عن رأيه, أجاب ببساطة أنه يحتاج إلى دعم هذا الزميل في مواضيع أكثر أهمية، تنازل عن قرارات أقل أهمية أو عن قرارات قد تبدو أكثر أهمية بالنسبة للآخر, من خلال هذا السلوك ستكسب بسهولة الدعم الذي ستحتاجه في أمور تعتبرها هامة بالنسبة لك.

· التزم بوعودك
إذا قلت أنك ستفعل شيئاً ما فافعله, الآخرون يتطلعون إلى الاعتماد عليك و يريدون أن يكونوا مطمئنين إلى إنجاز الوعود بوقتها من قبلك. مرة أخرى نقول إنها مسألة ثقة.

· حاول أن تحل أي مشكلة أو خلاف في أول فرصة تتاح لك
الخلافات المعلقة تبقى ناراً تحت الرماد وذلك في الكثير من الشركات، والنزاعات أو الخلافات النائمة تستنزف بناء الحلفاء وتعوقه وبالتالي تعوق إنجاز المهمات أو الأعمال الشخصية و التنظيمية على حد سواء.

· كن أنت نفسك حليفاً
ادعم قدرة زميلك على إنجاز مهمته أو مهمتها أيضا، وامنح امتيازات للأفكار و الحلول الجيدة, عبر عن تشجيعك ودعمك للاتجاه الذي يختاره حليفك, و إذا افترضنا أنك دعمت الفكرة فعلا (لا يسمح بالمراوغة و الكذب هنا) عليك أن تكون أول من يعلن عن هذا الدعم شفهيا. لا تنتظر لتتبين الوجهة التي سيتجه نحوها باقي أفراد المجموعة, أظهر شجاعة فريدة و تكلم عن دعمك بوقت مبكر.

تذكّر، عندما يخيب أمل حليفك و يبدأ يفقد ثقته بك
فسيحتاج الأمر إلى سنوات لإعادة بناء جسور الثقة من جديد....


· وأخيرا لا تغتب أبداً و لا تعمي المعلومات عن حليفك، لا تخدع
إذا كان لديك مشكلة مع حلفائك فتحدث إليهم مباشرة, لا تتكلم مع مدرائهم, لأنهم حينما يسمعون عن مشكلتك معهم من فم مديرهم ستكون قد نسفت أقوى دعائم الثقة التي تسعى إلى اكتساب حليفك عن طريقها، وتذكّر، عندما يخيب أمل حليفك و يبدأ يفقد ثقته بك فسيحتاج الأمر إلى سنوات لإعادة بناء جسور الثقة و إن عادت صلات الصداقة فسيكون ذلك محدوداً، لأن الثقة إذا فقدت لا يمكن أن تعود بنفس القوة من جديد...

عملية بناء قاعدة الحلفاء عملية دقيقة جدا فهي يمكن أن تخطئ مسارها بسهولة، وعملية البناء هذه تستغرق وقتاً و جهداً و التزاماً و في بعض الأحيان تفشل في الحصول على ما تريد.
ولكن إذا أردت أن تنجز مهمتك الشخصية في العمل مفترضاً أن مهمتك هذه تتوافق إيجابياً مع أهداف فيجب أن يكون لديك حلفاء في العمل.