يكتشف المرء حين يتقدم في العمر أن حياته أصبحت أفضل, فقد أصبح يتقن فن الحياة, وتغيرت شخصيته, كما تبدلت نظرته إلى الأمور, وصقلته الحياه بالكثير من المهارات التى بدلت في شخصيته الكثير.
وكلما تقدم الإنسان في العمر تحسنت علاقته بمن حوله , إذ يتمكن من فهم طبيعة شخصيته ويوظف هذا الفهم في التعامل مع الآخرين, وبخاصة مع شريك الحياه, حيث يصبح المرء أكثر تفهمآ لنقاط ضعفه ويتوقف عن إرتكاب الأخطاء التى كان يرتكبها في الماضى . أما فيما يتعلق بالأصدقاء , فيزداد تقديره للأوفياء منهم ويبتعد عن العلاقات السطحية.
تسمو روحانياته , وتزداد رغبته في البحث عن هدف سام للحياة , لتصبح في مقدمة أولوياته, بينما تتراجع الأمور الثانوية التى كان يهتم بها في الماضى.
يصبح أكثر حيوية , روحه مفعمه بالشباب والقوة , كما يتصبر في الأمور , ويصبح يقظآ لكل خطواته , فيتوقف عن تبديد الوقت بعد أن أدرك قيمته, ويدرك أن الإنسان لايعيش إلا مره واحده .
كل ذلك بفضل التجارب والخبرات التى يمر بها , والتى تجعله يستقيد من ماضيه حين يمضي قدمآ في حاضره , وتشكله من جديد , فتنقح أفكاره , وتثري شخصيته , وتكسبه الحكمة والرؤية الثاقبة.