حضّر إلقاءك الأول بقلم الاستاذ محمد بدرة .

إن التحضير لإلقائك الأول سيكون أسهل إذا تذكرت المبدأين التاليين: الأول: كلما حضّرت بفاعلية أكبر كلما ألقيت بشكل أفضل وشعرت بثقة أكبر، وعندها فقط ستدرك كفاءة ما قمت به وستبدأ بتحديد المهارات التي يجب عليك تحسينها، بالإضافة إلى أن ثقتك ستزداد مع كل تجربة تقوم بها في المستقبل. الثاني: إن أي إلقاء هو مزيج من المضمون والتنظيم والإلقاء، وتؤثر كل من هذه المكونات على بعضها البعض، فاختيار موضوع تعرفه جيداً سيؤدي إلى إلقاء حيوي يعطيك ثقة أكبر بنفسك. كما يمكن أن تقوم عناصر الإلقاء كالوقوف والحركة بدعم إلقائك، وعندما تتعلم بسرعة وتطبق مبادئ الالقاء فإنك ستنظّم أي إلقاء.... وحول أي موضوع.... وبشكل جيد... وكلما تعلمت أكثر حول المضمون والتنظيم والإلقاء، كلما كان إلقاؤك الأول أفضل، والإرشادات السبعة التالية ستساعدك في تحقيق ذلك الهدف:

أولاً: افهم المهمة: من المتطلبات الأساسية في تحضير أي إلقاء هو أن تعرف ما ستقوم به بالضبط، فعليك أن تفهم المهمة التي أُسندت إليك بشكل واضح، وقد تساعدك الأسئلة التالية في تحديد أهدافك من الإلقاء:
•ما الشيء الذي من المفترض أن أقوم به من خلال هذا الإلقاء: الإخبار أم الإقناع، أم الإمتاع؟
•ماهو الوقت الأقل والأطول المحدد للإلقاء؟
•هل هناك متطلبات خاصة لإلقاء الخطاب ؟ إذا كان كذلك فما هي؟
ثانياً: طوّر مضمون إلقائك:
لكي تتأكد من أنه لديك فهم واضح لموضوع إلقائك، فلابد أن تكون لديك الأجوبة على الأسئلة التالية:
•ما هو موضوع إلقائي ولماذا اخترته؟
•من هم الجمهور؟
•ما هي الأشياء التي أريد أن يعرفها ويتذكرها المستمعون بعد الانتهاء من إلقائي؟
إن الطريقة الأفضل للإجابة عن السؤال الأخير هي في السؤال التالي: "ما هي الأشياء الموجودة في إلقائي والتي تهمني ومن الممكن أن تهم الجمهور؟". عندما تنهي هذا العمل الأولي يصبح لديك مسودة أولية لإلقائك، وتكون جاهزاً لتقييم مضمون إلقائك بطرح الأسئلة التالية:
•هل اخترت النقاط المناسبة التي يمكنني إيضاحها ضمن الوقت المحدد؟
•هل استخدمت مواداً داعمة متنوعة كأمثلة وقصص لإيضاح أفكاري الرئيسية؟
•هل المواد الداعمة التي استخدمتها ممتعة لجمهوري؟
•هل أعلمت بالمصادر التي انتقيت منها؟
•هل كل ما أقوله على صلة بموضوعي؟
ثالثاً: نظّم إلقاءك: إن تنظيم الخطاب هو ككتابة مقال، والمقال يجب أن يتضمن مقدمة ومتن وخاتمة. وكذلك الأمر بالنسبة للخطاب, فيجب أن يتضمن الأقسام الثلاثة نفسها: مقدمة ومتن وخاتمة. ولكي تحدد فيما إذا كانت أفكارك مرتبة بشكل واضح وسهلة التسلسلومسلسل عليك أن تأخذ بعين الاعتبار تنظيم كل من هذه الأقسام الثلاثة في إلقائك.

القسم الأول: نظّم المقدمة: بالرغم من أنها لابد أن تكون مختصرة إلا أنها لابد أيضاً أن تتضمن الوظائف الأساسية الخمسة التالية: أولاً: يجب أن تؤدي إلى تركيز انتباه الجمهور على رسالتك، فعليك أن تثير انتباه الجمهور من خلال كلماتك الأولى... كيف يمكنك القيام بذلك؟ اسأل جمهورك, متعهم, قم بإثارة فضولهم حول موضوعك وحرض خيالاتهم. ثانياً: يجب أن توضح مقدمتك موضوعك, أو هدفك من التكلم. إذا كان لدى مستمعيك أي ارتباك بالنسبة لمحتوى موضوعك, فإنك ستحد من قدرتهم على الاستماع بنشاط، ولكي تقلل احتمالات حدوث ذلك, اذكر هدفك بوضوح بجملة جيدة الترتيب. ثالثاً: يجب أن تتضمن مقدمتك معنى موضوعك, وأن تشرح غايتك منه, أو أن توحي بمؤهلاتك الخاصة للتكلم عن موضوعك. رابعاً: يجب أن تساعد مقدمتك في إثبات مصداقيتك كمتكلم عن ذلك الموضوع. كما يجب أن تعمل كلماتك وصوتك وجسدك على زرع الثقة لدى مستمعيك بأنك قد حضّرت بشكل تام. وأخيراً يجب أن تسلط مقدمتك الضوء على أفكار موضوعك والتي ستناقشها في المتن.

ستؤدي المقدمة جيدة التنظيم إلى زيادة رغبة الجمهور بالاستماع... كما أنها ستحضّرهم للنقاط التالية. ولكي تختبر مدى تكامل مقدمة خطابك تستطيع الإجابة عن الأسئلة التالية:
•هل توجد مقدمة لإلقائي؟
•ما هو الشيء المُثير للانتباه؟
•ما هي الجملة أو العبارة التي تتضمن الهدف من الإلقاء؟
•كيف سأثبت مصداقيتي في التكلم عن هذا الموضوع؟
•ما هي النقاط الرئيسية التي سأقوم بتغطيتها أثناء الإلقاء؟
القسم الثاني: نظّم المتن: ستساعدك الأسئلة التالية في تحديد إذا ما كان متن إلقائك مُنظّم بشكل جيد:
أ*- ما هي فكرتي الرئيسية الأولى؟
a.ماذا سأقول عنها؟
b.كيف سألخصها؟
ب*-ما هي فكرتي الرئيسية الثانية؟
a.ماذا سأقول عنها؟
b.كيف سألخصها؟
ت*- ما هي فكرتي الرئيسية الثالثة؟
a.ماذا سأقول عنها؟
b.كيف سألخصها؟ وكذلك بالنسبة للرابعة إن وجدت.
القسم الثالث: نظّم الخاتمة: لكي تقيّم خاتمة إلقائك، تستطيع الإجابة عن الأسئلة التالية:
•هل توجد خاتمة في إلقائي؟
•هل قمت بتلخيص أفكاري الرئيسية؟
•ماذا أريد من جمهوري أن يتذكر أو يفعل؟
•ماذا ستكون عبارتي أو جملتي الختامية؟
رابعاً: قم بصياغة إلقائك: ستساعدك الأسئلة التالية في تقييم لغة إلقائك :
•هل لغة إلقائي صحيحة؟
•هل تبدو لغة إلقائي واضحة بالنسبة للمستمعين؟
•هل تبدو لغة إلقائي حيوية بالنسبة للمستمعين؟
خامساً: تمرن على إلقائك: تختبر الأسئلة التالية تمرنك على إلقائك:
•هل تمرنت على إلقائي كما أرغب في إلقائه في القاعة؟
•هل ملاحظاتي (البطاقات المكتوبة) موجزة وسهلة الاستخدام والقراءة؟
•هل قمت بتسجيل إلقائي، وقمت بإجراء التغييرات اللازمة بعد سماعه؟
•كم مرة استمع الآخرون لإلقائي، وما هي الاقتراحات التي قدموها لتحسينه؟
•هل راقبت الوقت الذي استغرقته في الإلقاء؟ وهل الوقت هو ضمن الزمن الإجمالي المحدد؟
•ما هي التعديلات التي سأقوم بها إذا كان إلقائي طويلاً أو قصيراً جداً؟
سادساً: ألقِِ: اختبر صوتك في الإلقاء بالإجابة عن الأسئلة التالية:
•هل أغيّر طبقة صوتي بشكلٍ كافٍ لأقوم بإلقاء حيوي؟
•هل أرفع صوتي كفاية لكي يتم سماعي بسهولة؟
•هل أغيّر معدل سرعتي في الكلام لكي يفهم الجمهور ما أقوله؟
أجب عن الأسئلة التالية حول طريقة إلقائك الجسدية (لغة الجسد):
•هل أنظر إلى الجمهور معظم الوقت أثناء كلامي؟
•هل انظر إلى الجمهور في كل أنحاء الغرفة؟
•هل تعزز إيماءاتي من إلقائي، وهل تبدو طبيعية وعفوية؟
•هل تشير تعابير وجهي إلى أنني أفكر فيما أقوله أكثر من التفكير بمظهري؟
•هل ملابسي ومظهري مناسب لموضوعي وجمهوري ولمناسبة الإلقاء؟
•إذا قمت بالتحرك من مكان إلى آخر، فهل هذا يساعد في تحقيق الهدف؟
سابعاً: قيّم إلقائك: لكي تقيّم نفسك كمتكلم الآن وكمتكلم في المستقبل، تستطيع الإجابة عن الأسئلة التالية:
•ما الأشياء الجيدة التي قمت بها؟
•ما هي المجالات التي يجب أن أعمل على تحسينها في هذه الدورة؟
•ما هي الجهود الخاصة التي علي القيام بها لتحسين إلقائي التالي؟